انتداب 45 طبيب اختصاص داخل الجمهورية : هل هي بداية تعافي القطاع ..؟
أكدت وزارة الصحة العمومية في معطيات جديدة في علاقة بالنقص الحاصل في طب الاختصاص الذي تعاني منه العديد من المؤسسات الاستشفائية داخل الجمهورية أنه وقع انتداب خمسة وأربعين طبيب اختصاص، للعمل داخل مناطق مختلفة من الجمهورية.
وقد تم خلال جلسة العمل التي جمعتهم بوزير الصحة علي المرابط اختيار مراكز العمل من قبل الأطباء الجدد الحاضرين وفق جدول المناطق التي تشكو من غياب / نقص أطباء الاختصاص وأكد الوزير حرص الوزارة على تعميم طب الاختصاص على كل المستشفيات الداخلية والاستجابة لطلب المواطنين في حقهم بالتمتع بخدمات طبية متكاملة.
كما أشار الوزير ايضا إلى أن الوزارة تعمل على تحسين ظروف عمل مهنيّي الصحة بكل أصنافهم، وعلى إسداء الخدمات الصحية في مناخ يرتقي بالمنظومة الصحية الوطنية.
إن أكبر تحدّ يواجه صنّاع القرار بالقطاع الصحّي منذ سنوات طويلة هو نقص أو فقدان طب الاختصاص بالمناطق الداخلية المحرومة من البلاد والمتمثّلة في الشريط الغربي والجنوب لذلك نتساءل، هل سيكون بإمكان وزارة الصحة وبهذا العدد الهزيل من الطواقم الطبية المتخصصة أن تحقق احلام مواطني تلك المناطق في الحصول على حقهم المشروع في التداوي وفي الصحة خاصة ونحن نعلم جيدا أن ولايات مثل قفصة وتوزر وسيدي بوزيد والقصرين وولايات الجنوب الشرقي كلها في أمس الحاجة الى طب الاختصاص في مختلف المجالات ناهيك عن النقص الحاصل في التجهيزات والمعدات؟
هذا ورغم سن الحوافز والتشجيعات الماليّة لترغيب الأطباء من أبناء الوطن على العمل بغرب البلاد وجنوبها، الا ان التجربة لم تؤت اكلها فخلت المستشفيات العمومية بتلك المناطق من أطبّاء الاختصاص التونسيين إلا من القليل من الأطبّاء أغلبهم أصيلي تلك المناطق الشيء الذي لم يعد يغطّي حاجة المواطن الذي صار لا يجد من يسعفه، فيموت بذلك بالمستشفى أو في الطريق إلى المستشفيات المتواجدة بالشريط الساحلي إن وجد بها سرير شاغر، أو تموت الأم الحامل وجنينها لفقدان طبيب مختص و إلى جانب العديد من المشاكل الهيكلية التي يعاني منها قطاع الصحة في تونس منذ عقود زادت موجة الهجرة المتصاعدة للأطباء من وطأة هذه المعاناة حيث يغادر سنويا مئات الأطباء الشبان إلى خارج البلاد، مما أثر على ظروف التداوي في المستشفيات، وسبب نقصا واضحا في الإطارات الطبية خاصة في المؤسسات العمومية الواقعة داخل البلاد.
وبحسب إحصائيات عمادة الأطباء، يغادر تونس سنويا 80 بالمائة من الأطباء الشبان حديثي التخرج وسط دعوات عاجلة من المنظمات المهنية العاملة في قطاع الصحة لإيجاد حلول جذرية تنهي نزيف هجرة الأطباء وتأثيراتها على جودة الصحة العامة والاستثمارات الطبية ومستقبل قطاع الصحة و يتجه الأطباء الشبان بالأساس نحو السوق الأوروبية حيث تعتبر ألمانيا وفرنسا وجهة أولى لهم تليها دول الخليج وكندا وفق آخر أرقام نشرتها وكالة التعاون الفني في تونس و كل ذلك بسبب استفحال ظاهرة العنف داخل المستشفيات ضد الأطقم الطبية، حيث تعرض 200 طبيب للعنف الجسدي على الأقل مرة واحدة في المستشفيات التونسية، إلى جانب تدهور ظروف العمل ونقص المعدات خاصة في المستشفيات العامة وضعف تأجير الأطباء وهي من أكثر العوامل الدافعة بالأطباء الشبان نحو الهجرة.
تجدر الإشارة إلى ان وزير الصحة العمومية السيد علي المرابط اكد في رد له على استفسارات النواب خلال جلسة استماع بتاريخ 26 ديسمبر 2023 أن الوزارة ستعمل خلال سنة 2024 على انتداب 3000 خطة من بينهم 640 أطباء اختصاص من ضمنهم 223 طبيب اختصاص سيعملون لفائدة 14 جهة صحية داخلية، كما سيتم انتداب 350 مساعد استشفائي جامعي و280 طبيب اختصاص إضافة إلى انتداب أطباء أسنان وصيادلة وأطباء بياطرة كما سيتواصل العمل ببرنامج دعم طب الاختصاص بالجهات ذات الأولوية بحصص استمرار يؤمنها أطباء اختصاص يشتغلون بالمستشفيات الجامعية الكبرى بتونس وسوسة وصفاقس ثم أنه بإمكان الأطباء الخواص مؤازرة زملائهم العاملين في المستشفيات العمومية..
التطورات الجديدة في ملف الأعوان المتعاقدين بوزارة التربية : هل هي بداية الانفراج للقطع النهائي مع آليات التشغيل الهش؟
بعد سنوات طويلة من النضالات المتواصلة من أجل حلحلة ملفهم الذي ظل يراوح مكانه بسبب عدم تجا…