مستغلة في ذلك غلاء أسعاره على المستوى العالمي : عائدات صادرات زيت الزيتون فاقت الألف مليار و توقّعات بتسجيل موسم واعد
على الرغم من الكميات الضعيفة التي تم تجميعها من زيت الزيتون للموسم الحالي والتي لم تتجاوز 180 الف طن ، الا ان القطاع حقق ايرادات هامة من العملة الصعبة حيث بلغت صادراته الى موفى ديسمبر الماضي 40 الف طن جلبت ما يفوق مليار دينار من العملة الصعبة لخزينة الدولة وفق تاكيد كاتب عام الجامعة الوطنية لمنتجي زيت الزيتون محمد النصراوي لـ«الصحافة اليوم» مشيرا إلى انه بالرغم من تراجع الانتاج الوطني من زيت الزيتون خلال المواسم الماضية الا ان ذلك لم يمنعه من تسجيل ارقام قياسية على مستوى الصادرات .
واشار النصراوي الى ان تراجع مردودية قطاع الزياتين على المستوى العالمي لعب دورا فعالا في تحقيق ايرادات هامة من العملة الصعبة حيث ان تراجع الانتاج قابله ارتفاع الاسعار مقدما في ذلك نموذجا عن دولة اسبانيا التي تنتج 50 % من الانتاج العالمي من زيت الزيتون ، حيث سجلت هذه السنة تراجعا في انتاجها ما جعلها تورد كميات من زيت الزيتون لتغطية حاجياتها المحلية من هذه المادة.
ولفت كاتب عام الجامعة الوطنية لمنتجي زيت الزيتون ان التغيرات المناخية المتعلقة بانحباس الامطار لم تقتصر على بلادنا فقط بل ان اغلب دول العالم المنتجة لزيت الزيتون قد تاثرت بهذه الظاهرة الطبيعية ، فبعد ان كانت اكبر مصدري زيت الزيتون أصبحت تورد هذه المادة .
وفي نفس السياق يتوقع اهل الاختصاص بان تتجاوز ايرادات زيت الزيتون 4 مليار دينار مع موفى الموسم الحالي وهوما من شانه ان يساهم في تعزيز مكانة زيت الزيتون التونسي الذي استطاع ان يحقق تتويجات عالمية وينافس اكبر المنتجين العالميين .
ارتفاع اسعار زيت الزيتون دافع اساسي لمزيد تعاطي هذا النشاط
مثل غلاء اسعار زيت الزيتون خلال السنوات الاخيرة لا سيما الموسم الحالي الذي وصل فيه سعر اللتر الواحد من هذه المادة مستوى 25 دينارا ، دافعا قويا لعديد الفلاحين ومنتجي هذه المادة الى مزيد غراسة مشاتل الزيتون متحدين بذلك عامل المناخ وفق محدثنا ، داعيا في هذا الاطار الفلاحين الى غراسة المشاتل التونسية وذلك لعدة اسباب ابرزها ان هذه المشاتل المحلية وفي ظل التغيرات المناخية وشح الامطار قد تعودت بمناخ تونس وقادرة على التاقلم معه .
وقال النصراوي انه ليس بالضرورة ان تطول فترة انتاج شتلة الزيتون لعدة سنوات كما يروج له ، بل انها يمكن ان تنتج بعد سنتين من غراستها حسب تقديره.
وفي تعليقه على توجه بعض الفلاحين الى اعتماد انواع من المشاتل الاجنبية بيّن كاتب عام الجامعة الوطنية لمنتجي زيت الزيتون ان هذه الانواع هي سقوية بالاساس وتتطلب الكثير من الماء ، كما انها لا تعمر كثيرا مثل المشاتل التونسية التي تقاوم بشكل كبير الجفاف والقحط .
وتمتد مساحات الزياتين في بلادنا على 2 مليون هكتار.
وفي ما يتعلق بتوقعاته حيال الموسم المقبل قال ذات المصدر انه الى حدود شهر ديسمبر الماضي كانت حالة من الخوف والترقب تخيم على الفلاحين بسبب غياب الامطار لكن الآن امام نزول الغيث النافع في الفترة الاخيرة بنسب متفاوتة فانه يمكن القول بان الموسم المقبل سيكون افضل بكثير من سابقيه لا سيما في ما يتعلق بقطاع الزياتين او حتى الزراعات الكبرى وفق قوله .
التلوث في تونس يهدد حياة التونسيين : شهادات المواطنين تعكس معاناتهم اليومية…ودعوة الى وضع استراتيجية تكرّس ثقافة بيئية حقيقية
أكداس من القمامة مبعثرة هنا وهناك ، روائح كريهة تعم الأجواء وجحافل من الذباب والناموس التي…