رئيسة الغرفة النقابية الوطنية لرياض ومحاضن الأطفال تؤكد لـ«الصحافة اليوم» : إغلاق 370 روضة أطفال نتيجة تقلص عدد الأطفال بنسبة 60 %.. وضرورة إلحاق الأقسام التحضيرية برياض الأطفال
يعيش قطاع رياض ومحاضن الاطفال خلال السنوات الاخيرة ازمة مالية خانقة ادت الى تدهوره وتسببت في إغلاق العديد من رياض الاطفال نتيجة لتداعيات ازمة كوفيد ـ 19 التي كبدت القطاع خسائر كبيرة من ناحية ومن ناحية اخرى تواجه رياض الاطفال مشكلا كبيرا يعود الى سنة 2001 وهو ادراج اقسام التحضيري ضمن المدارس العمومية والخاصة بعد ان كانت حكرا على رياض الاطفال فقط ، وذلك وفق ما صرحت به رئيسة الغرفة النقابية الوطنية لرياض ومحاضن الاطفال نبيهة كمون لـ «الصحافة اليوم».
وكشفت كمون أنه لحظة فتح الاقسام التحضيرية بالمدارس العمومية والخاصة خلال شهر سبتمبر الماضي كان عدد رياض الاطفال يقدر بـ 5902 روضة فيما تراجع هذا العدد خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين الى 5520 روضة بمعنى ان 370 روضة أطفال أغلقت ابوابها في ظرف شهرين فقط وذلك بسبب تراجع عدد الاطفال برياض الاطفال الى 60 % ، وهو ما يعكس الوضع الصعب والمتردي الذي يعيشه القطاع وان ظاهرة اغلاق المحاضن في تزايد مستمر ما لم تقم وزارة التربية بالتراجع عن هذا الاجراء واعادة الامور الى نصابها وفق قولها عبر إعادة الاقسام التحضيرية الى رياض الاطفال كما كان قبل سنة 2001.
وبالعودة الى تفاصيل تطبيق هذا الاجراء والغاية منه ، اوضحت رئيسة الغرفة النقابية الوطنية لرياض ومحاضن الاطفال ان وزارة التربية لم تتخذه لمصلحة التلميذ بل لمصلحتها الخاصة حيث ان عدد المعلمين المنتدبين في تزايد مقابل تراجع في عدد الاقسام فجاءت فكرة ادراج القسم التحضيري ضمن المدارس لسد الشغورات الحاصلة. كما ان وزارة التربية ووفق ما جاء على لسان كمون اعتمدت اسلوب التمويه وعدم الوضوح في هذا الموضوع حيث اكدت في البداية ان ادراج الاقسام التحضيرية يشمل المناطق الريفية والمناطق النائية فقط التي لا توجد بها رياض الاطفال، لكنها في ما بعد عممت هذا الاجراء ليشمل المدن الكبرى والمناطق الحضرية وهوما عمق من ازمة القطاع .
وقد عبرت محدثتنا عن استنكارها في هذا الجانب حيث قالت انه من غير المعقول احالة حوالي 1500 عامل وعاملة برياض الاطفال على البطالة مقابل تشغيل حوالي 70 معلما.
تداعيات سلبية على الاطفال
وبقطع النظر عما تسبب فيه هذا الاجراء من صعوبات كبيرة للقطاع واغلاق العديد منها ، الا ان له تداعيات سلبية على الاطفال حيث ان المعلم لا يمكنه التعامل مع اطفال في سن الخامسة ، حيث ان هذه الفئة تتطلب مربي طفولة أو منشطا قادرا على ايصال المعلومة للطفل بالمراوحة بين اللعب والجد وفق قولها .كما ان الاطفال في عمر 4 و5 سنوات يحتاجون الى فضاء واسع للعب وممارسة هواياتهم وليس اقساما مغلقة.
كما يواجه قطاع رياض الاطفال تحديات اخرى على غرار تغول القطاع الخاص حيث ازدادت اعدادها اثر الاضرابات وقرارات حجب الاعداد وكانت فرصة سانحة لتفتح ابوابها وامام توجه العديد من الاولياء نحو هذا القطاع حفاظا على مصلحة ابنائهم وفق تقديرهم ، حيث اصبحت المدارس الخاصة تستقطب الاطفال منذ سن ما قبل التمهيدي وصولا الى سن الباكالوريا .
كذلك تفشت خلال السنوات الاخيرة ظاهرة الهجرة حيث ان العديد من الاطفال الذين كانوا مرسّمين برياض الاطفال انقطعوا عنها وهاجروا مع والديهم نحو بلدان عربية واجنبية بتعلة ان التعليم في بلادنا اصبح عليلا.
التلوث في تونس يهدد حياة التونسيين : شهادات المواطنين تعكس معاناتهم اليومية…ودعوة الى وضع استراتيجية تكرّس ثقافة بيئية حقيقية
أكداس من القمامة مبعثرة هنا وهناك ، روائح كريهة تعم الأجواء وجحافل من الذباب والناموس التي…