2024-01-20

ماذا يمكن أن يتغيّر بين مباراة وأخرى؟ أنيس العياري (لاعب دولي سابق) : العودة الى الثوابت المعتادة

لن يكون أمام المنتخب الوطني من خيار في مباراة اليوم ضد نظيره المالي سوى الانتصار بعد أن خلّف المردود المقدم في افتتاح المشاركة في «الكان» استياء عميقا ووضع المدرب جلال القادري في مرمى النيران في ظل خسارة «نسور قرطاج» ضد الحلقة الأضعف في المجموعة الخامسة على الورق المنتخب الناميبي، وأصبح زملاء منتصر الطالبي أمام حتمية ردّ الفعل وطيّ صفحة المباراة الأولى والتي حملت دروسا يجب استخلاصها مثلما أكده اللاعب الدولي السابق وبطل افريقيا 2004 أنيس العياري بقوله:«المعطيات تبدو مختلفة بين المباراتين الأولى والثانية بحكم أن المنافس القادم سيكون المنتخب المالي المدجّج بالنجوم وخاصة في الخط الأمامي والذي يمتاز بتنظيم تكتيكي كبير وبالتالي فإن المقارنة لا تجوز بينه وبين المنتخب الناميبي الذي أحدث مفاجأة من العيار الثقيل في مواجهة علينا أن نستخلص منها الدروس ولا يمكن أن نعطي حكما نهائيا على نسور قرطاج الذي أعتقد أنهم قادرون على الانتفاض وإظهار قوة شخصية تؤهلهم لتدارك العثرة الفارطة».

وبيّن العياري المتعود على مثل هذه التظاهرات الكبرى أن المنتخب الوطني بإمكانه تحقيق المنشود لو تحلى بالجاهزية المطلوبة من جميع النواحي وأكد تألقه في المواعيد الحاسمة مبرزا قيمة الحضور الذهني ونسيان مباراة ناميبيا التي دخلت التاريخ.

مباراة للنسيان

ستبقى مباراة ناميبيا عالقة بالأذهان بحكم أنها شهدت نكسة جديدة للمنتخب الوطني في مبارياته الافتتاحية ضد منافس حقق انتصاره الأول في تاريخ مشاركاته في كأس افريقيا، واعتبر الظهير الأيسر السابق للملعب التونسي والذي كانت له عديد التجارب الأوروبية أن مستوى عناصرنا الوطنية في مستهل مشواره كان للنسيان مرجعا ذلك الى عدة اعتبارات قائلا في هذا الخصوص:«المنتخب الوطني كان خارج الموضوع على جميع المستويات الفنية والبدنية والتكتيكية في مباراته ضد ناميبيا والتي كانت من المفترض أن يدخلها من الباب الكبير غير أن واقع الميدان خالف التوقعات ليقدّم واحدة من اسوإ مبارياته منذ سنوات، ولعل الفشل في نقل الخطر باستمرار الى منطقة المنافس والاكتفاء بالكرات الثابتة كمصدر تهديد وحيد يبيّنان معاناة عناصرنا الوطنية التي فقدت ثوابتها المعتادة ضد منافس لعب على نقاط قوته ولاح جليا أنه درس منتخبنا جيدا».

واعتبر العياري أن المنتخب الوطني لا يمكن له الظهور بشكل مخيّب من جديد نظرا لقيمة الرهان وحتمية الدفاع عن حظوظه في التأهل لكن ذلك يستوجب بالأساس تفادي الأخطاء التي وقع فيها ضد ناميبيا ومثّلت ضربة قاصمة لطموحاته في كسب الفوز لا سيّما على مستوى الطريقة التي لم تكن ملائمة لخصوصيات اللاعبين وثوابتهم المعهودة وجعلتهم من أبرز المنتخبات في القارة.

تجاوز الفقر الهجومي

أصبح الإجماع حاصلا على حتمية القيام بثورة تكتيكية وفنية في مباراة مالي التي ستكون شبه مصيرية لتحديد حظوظ «نسور قرطاج» في بلوغ الدور الثاني وتفادي خيبة أمل قد تلقي بظلالها على المشهد الرياضي الذي يشهد بطبعه احتقانا كبيرا، وأوضح بطل افريقيا 2004 قيمة العودة الى الثوابت المعتادة لإيجاد الحلول التي كانت مفقودة ضد ناميبيا بالقول :«التغييرات صلب التشكيلة الاساسية تفرض نفسها مع تراجع أداء بعض العناصر والأهم حسب رأيي العودة الى الثوابت والآليات التي قادتنا سابقا لتحقيق إنجازات كبيرة فقد لاح جليا الفقر الواضح على مستوى صنع اللعب وبالتالي أصبح اعتماد التكتل الدفاعي مع الحرص على استغلال الهجومات السريعة والمعاكسة ضروريا لتحقيق المبتغى ضد مالي الذي نعرفه ويعرفنا جيدا وكل منتخب سيكون كتابا مفتوحا للآخر وذلك دون أن يمس التوجه التكتيكي من توازن المنتخب الوطني وخاصة في وسط الميدان».

وأكد العياري بحكم خبرته أن التحويرات ستكون مفروضة على المدرب الوطني لتلافي تأثيرات اللقاء الأول على الجانب الذهني بالنسبة الى بعض العناصر وكذلك الاستفادة من جاهزية العناصر التي لم تنل الفرصة على غرار علي العابدي القادر على إنعاش الجهة اليسرى وهو الذي يعتبر من ركائز المجموعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

اليوم افتتاح «مونديال» الشبان بالسويد : هل ينجح الثلاثي التونسي في الذهاب بعيدا؟

تفتتح اليوم بالسويد منافسات بطولة العالم للشبان والتي ستتواصل الى غاية 29 نوفمبر الجاري بم…