قبل مواجهة الحسم ضد مالي : الفوز لوحده كاف لإعادة الهدوء والثقة
خلّفت الهزيمة الأخيرة ضد المنتخب الناميبي ردود أفعال قوية للغاية تجاه المنتخب الوطني وأغلب مكوناته سواء اللاعبين أو الإطار الفني، ذلك أن السقوط ضد منتخب يعتبر الأضعف ضمن مجموعة المنتخب التونسي كان بمثابة «الصفعة القوية» التي من شأنها أن تعبث بكل الإنجازات السابقة للمنتخب وخاصة في المونديال القطري الأخير، والأكثر من ذلك أن شبح الخروج المبكر من هذه البطولة القارية بدأ يحوم بما أن المنافسين القادمين يبدوان أفضل أقوى مقارنة بالمنتخب الناميبي.
من المؤكد في هذا السياق أن الإطار الفني بقيادة جلال القادري يتحمل المسؤولية الأكبر في حصول تلك الهزيمة، خاصة وأنه لم يحسن بالمرة اختيار التشكيلة المناسبة وراهن على طريقة لعب عقيمة، كما أن التغييرات في الشوط الثاني لم تكن موفقة بل كانت متأخرة، باستثناء دخول عيسى العيدوني الذي ساهم في إعادة التوازن لخط وسط الميدان.
سهام النقد انطلقت من كل حدب وصوب، والكل يلوم القادري على اختياراته الفاشلة وكذلك ضعف شخصيته وعدم قدرته على التعامل بشكل مثالي مع الرصيد البشري المتوفر لديه، ومن الثابت في هذا الإطار أن كل الناقدين لهم الحق بل كل الحق في لوم الإطار الفني الذي استنفذ مبدئيا رصيده وبات خارج دائرة الاهتمامات حيث لن يواصل مهامه على رأس المنتخب الوطني بعد هذه البطولة، بالنظر إلى أن الأداء المتواضع والمردود المخيب للأمال الذي ظهر به المنتخب الوطني في المباراة الأولى.
تغيير المسار يمرّ عبر مالي
لكن يمكن لكل المعطيات أن تتغير، وقد يتبدل الحال إلى النقيض من الوضع الراهن، فمصير القادري مازال بين يديه وبين أقدام اللاعبين، ذلك أن النجاح سريعا في تجاوز آثار نكسة المباراة الأولى قد يساهم في تغيير الواقع ويعيد الآمل والثقة في القدرة على النجاح، وفي هذا السياق ربما لم يخطئ القادري عندما استند إلى تجربة المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم الأخير، حيث انطلق هذا المنتخب متعثرا بعد هزيمة مدوية ضد المنتخب السعودي قبل أن ينجح بعد ذلك في الوصول إلى أبعد نقطة وتمكن من الظفر باللقب، لذلك يجب التريث قليلا قبل اصدار الأحكام النهائية على الإطار الفني والمنتخب الوطني بصفة عامة، ويتوجب في هذا الصدد انتظار المباراة الحاسمة والصعبة ضد المنتخب المالي المبرمجة مساء غد، وحينها سيغدو التقييم أكثر موضوعية وحكمة.
ومن الواضح تبعا لذلك أن مالي تتحكم في مصير القادري، والقادري يتحكم بدوره في مصيره ومصير المنتخب الوطني، ذلك أن الشرط الأول والوحيد للنجاة من هذا المأزق يكمن أساسا في تحقيق نتيجة إيجابية من جهة، والظهور بأداء أفضل من جهة ثانية، وهذا الأمر لا يبدو صعب التحقق بالمرة خاصة وأن القادري استطاع في مناسبات سابقة أن يقلب كل الموزاين والمعادلات لفائدته.
لقد نجح في ذلك خلال الدورة الماضية من البطولة القارية حيث جعلته الأقدار في مكان المدرب الأول عندما واجه منتخبنا نظيره النيجيري واستطاع أن يقود المنتخب لتحقيق فوز جعله يمرّ إلى الدور ربع النهائي، قبل أن يواجه بعد ذلك في تصفيات المونديال الأخير المنتخب المالي منافس الغد ونجح في التغلب عليه، وفي نهائيات كأس العالم ترك انطباعات جيدة من واجبه أن يؤكدها في مواجهة الغد حتى يثبت لنفسه وللجميع أنه جدير بتحمل المسؤولية على رأس المنتخب.
لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟
لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…