فشل رهيب لعناصر الوسط : الـضـعـف الـفـردي زاد فـي المتاعب
كان أداء المنتخب الوطني بعيدا عن المأمول وهو ما تعكسه النتيجة الكارثية في مستهل مشواره في كأس افريقيا والتي كانت أيضا امتدادا للصعوبات التي يعيشها في مبارياته الافتتاحية حيث لم يعرف طعم الانتصار منذ نسخة 2013 ضد جاره الجزائري، وكانت النكسة كبيرة باعتبار الفوارق الكبيرة الموجودة بين «نسور قرطاج» وناميبيا التي كذّبت جميع المعطيات ونجحت في تقديم مستوى لافت لتحقق أول فوز في تاريخ مشاركاتها في «الكان» لتؤكد المفاجآت المتواصلة منذ انطلاق نسخة «الكوت ديفوار».
ولئن لا يمكن تحميل طرف بعينه مسؤولية العثرة المستحقة قياسا بالمستوى الهزيل لعناصرنا الوطنية والتي كانت خارج الموضوع تماما وخاصة في الشوط الأول ما زاد في تقوية حظوظ المنتخب الناميبي في الفوز، فإن ضعف أداء وسط الميدان أثقل كاهل «نسور قرطاج» بما أن أضلاعه كان مردودها ضعيفا ودون المأمول بكثير رغم قيمة الأسماء الموجودة على غرار الياس السخيري الذي خاض واحدة من أسوإ مبارياته مع المنتخب الوطني، وكان وسط الميدان الحلقة المفقودة من الناحيتين الدفاعية والهجومية ليفشل أبناء جلال القادري في تقليص الضغط على الخط الخلفي كما كان التنشيط الهجومي مفقودا في ظل افتقاد المنتخب الوطني لثوابته المعهودة.
السخيري دون المأمول
لم يكن متوسط الميدان الياس السخيري في أفضل حالاته ذلك أن تحمّله أعباء التغطية الدفاعية بمفرده جعله يعاني كثيرا وخصوصا في الشوط الأول الذي كان خلاله من نقاط الضعف البارزة حيث لم ينجح في كسب أغلب الحوارات الثنائية قبل أن تتحسن الأمور نسبيا مع دخول عيسى العيدوني في الفترة الثانية، وافتقد السخيري للآليات التي جعلته عنصرا لا غنى عنه في تشكيلة المنتخب الوطني غير أنه يبقى من الثوابت التي سيعوّل عليها الاطار الفني على أمل تحسين الصورة لاحقا.
ومن المنتظر أن يعيد المدرب جلال القادري تشكيل ثنائية الياس السخيري وعيسى العيدوني في مباراة مالي من أجل إعادة التوازن الى وسط الميدان والذي كان مفقودا ضد ناميبيا ما يجعل التعديل ضروريا لتدارك الأخطاء الكارثية التي قادت الى هزيمة جعلت الوضعية صعبة من أجل التأهل الى الدور الثاني خصوصا وأن المنافسين القادمين يبدوان أصعب من السابق.
فرصة ضائعة
أضاع محمد علي بن رمضان وأنيس بن سليمان فرصة ذهبية لتثبيت أقدامهم صلب التشكيلة الأساسية حيث كان الهدف الأول وراء اقحامهما منذ البداية إعطاء نفس هجومي للمنتخب الوطني غير أنهما أخفقا في المهمة بشكل رهيب ليضيع شوط كامل بما أن هذا الثنائي فشل في خلق التفوق العددي وإيجاد الثغرات في دفاع ناميبيا الذي كان في أريحية تامة في أغلب ردهات الشوط الأول. ولعب غياب النسق عن بن رمضان وبن سليمان دورا كبيرا في مرورهما بجانب الموضوع ذلك أن الأول خسر مكانه الأساسي مع فيرينفاروشي المجري في حين لم يحظ بن سليمان بوقت كاف في البطولة الانقليزية لينعكس ذلك على أدائهما في افتتاح «الكان» ويبدو أن الفرصة لن تتاح لهما من جديد وعلى الأقل في المباراة القادمة ضد مالي التي سيطغى التفكير فيها على الجانب الدفاعي رغم حتمية الفوز لتدارك «النكسة» ضد ناميبيا.
بعد عودة الهدوء : خــــطــــــة مـــــتــــــوازنـــــة للــــغـــــرايـــــري
استأنف المدرب غازي الغرايري مهامه بصفة عادية يوم الخميس بعد أن لوّح بالانسحاب في أعقاب رفض…