نتيجة للاستعمال غير السليم لوسائل التدفئة : ارتفاع في حالات الاختناق والوفاة بسبب تسرّب «القاتل الصامت»
ترتفع حوادث الاختناق الناتجة عن وسائل التدفئة سنويا والتي تؤدي في غالب الاحيان الى الوفاة ، وككل سنة ومع دخول فصل الشتاء وموجات البرد الشديد التي تجتاح البلاد ، تعمد اغلب العائلات التونسية الى استعمال وسائل التدفئة بصنفيها التقليدي والحديث ، بل ان السمر والسهر حول «الكانون» يعد من عادات الاسر التونسية متغافلين عمّا يمكن ان تسببه هذه الوسيلة من مخاطر على صحتهم .
وتسجل بلادنا سنويا ارقاما مفزعة عن حالات الوفاة نتيجة الاستعمال الخاطئ لوسائل التدفئة او الاستحمام من بينها حادثة اختناق عائلة متكونة من ستة افراد باحدى معتمديات ولاية القيروان بالغاز اثناء الاستحمام ، وقد تولت فرق الانقاذ والنجدة التابعة للحماية المدنية نقل العائلة الى المستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة.
كما تكررت هذه الحادثة بولاية صفاقس حيث تسبب الاختناق بسبب الغاز اثناء الاستحمام في وفاة فتاة تبلغ من العمر 28 سنة .
وفي نفس السياق افاد المتحدث باسم الحماية المدنية العميد معز تريعة لـ«الصحافة اليوم» ان تدخلات الحماية المدنية في مجال حوادث الاختناق قد ارتفعت خلال السنة الماضية بنسبة 56,1 % مقارنة بسنة 2022 ، حيث سجل 473 تدخل اثر الاختناق بالغاز نتج عنه اسعاف ونقل 1039 مصاب و48 حالة وفاة فيما سجل 303 تدخل سنة 2022 نتج عنه 686 اسعاف ونقل و27 حالة وفاة . وكشف تريعة انه تم تسجيل خلال السنة الماضية 195 حالة نتيجة تسرب الغاز اثناء الاستحمام أما في 2022 فقد تم رصد 129حالة ، كما قامت الحماية المدنية خلال السنة المنقضية باسعاف حوالي 727 حالة اختناق بسبب تسرب غاز من قارورة أو انبوب ، مقابل 487 حالة اختناق خلال سنة 2022 . كذلك قامت الحماية المدنية باسعاف 165 شخص نتيجة اختناقهم اثناء التدفئة فيما تم تسجيل 97 حالة اختناق سنة 2022.
وتعد ولايات الشمال الغربي المناطق الاكثر استعمالا لوسائل التدفئة نظرا لتميزها بمناخ شديد البرودة وتساقط الثلوج ، لذلك فانها تشهد ارتفاعا في حوادث الاختناق والحرائق بها حيث افادت الادارة الجهوية للحماية المدنية بولاية جندوبة بتواتر حالات الاختناق الناتجة عن التدفئة غير السليمة المفرزة لغاز اول اوكسيد الكربون السام او ما يعرف بالقاتل الصامت .
ضرورة التزام الحذر واليقظة
وحفاظا على الارواح والممتلكات الخاصة اكد المتحدث باسم الحماية المدنية على ضرورة اخذ الكثير من الحيطة والحذر عند استعمال وسائل التدفئة او الاستحمام داعيا عموم المواطنين الى صيانة الاجهزة التي تشتغل بالغاز من قبل تقني مرة في السنة على الاقل ، واختيار الموقع المناسب لوضع المدفأة بحيث لا تعيق الحركة فتكون عرضة للسقوط على قطع الاثاث او السجاد وخاصة تجنب وضع المدفأة قريبا من الستائر والمواد القابلة للاشتعال ، كذلك ضرورة مراقبة الاطفال وتجنب تركهم منفردين واللعب بالقرب من المدافئ وتجنب استخدام المدفأة لاغراض الطهي او التسخين او تجفيف الملابس خاصة بوجود الاطفال حولها.
كما شدد محدثنا على اهمية مراقبة المدفأة باستمرار وعدم الذهاب للنوم وهي مشتعلة خوفا من الحريق او الاختناق باوكسيد الكربون ، موصيا بالحرص على تهوئة الغرف جيدا ، مشيرا الى انه في حالة الاحساس بدوران او صداع في الراس او غثيان او اختناق او فقدان وعي يجب اخراج المصاب فورا الى فضاء مفتوح والاتصال بالحماية المدنية باعتبار ان هذه العناصر تعد من الاسعافات الاولية التي يجب القيام بها عند حدوث الاختناق.
لتسهيل إجراء الحصول على مسكن : مقترح لتخفيض الأداء على القيمة المضافة إلى 7 %
تشهد أسعار العقارات في تونس ارتفاعا متواصلا ما جعل حلم المواطن التونسي في الظفر بمسكن صعب …