2024-01-16

متشبّثون بالقطع مع التشغيل الهشّ : الأساتذة النواب ينظّمون تحركا احتجاجيا أمام الرئاسات الثلاث

يجدد الأساتذة النواب تحركاتهم النضالية لأجل تطبيق الاتفاقيات السابقة مع وزارة التربية ، حيث ينظمون غدا الإربعاء تحركا وطنيا بحضور الجامعة العامة للتعليم الثانوي أمام رئاسة الحكومة والتوجه إلى مجلس النواب ثم مؤسسة رئاسة الجمهوريّة عند الساعة العاشرة صباحا لتوضيح مستقبل أكثر من9 آلاف نائب في علاقة بمجموعة من النقاط الحارقة التي بقيت رهينة الرفوف طيلة ما يقارب 16 سنة .

وفي هذا الصدد يطالب المنسق الوطني للاساتذة النواب مالك العياري بالتعجيل بتنزيل دفعة محترمة مع وضع سقف زمني محدد لباقي الدفعات من خلال إدراج نواب 2016 _ 2023 في قاعدة بيانات تكميلية ورفضهم للصيغة الحالية للعقد مع التأكيد على ضرورة وضع حد لما أسماه بسياسة التسويف والمماطلة التي تنتهجها وزارة التربية حول تسوية هذه النقاط وأهمية استئناف المفاوضات مع الطرف النقابي والاجتماعي وإلا سيكون خيار التصعيد هو البديل وفق تأكيده .

 ويرفض جميع الأساتذة النّواب إمضاء العقد الذي وضعته على ذمتهم المندوبيات الجهوية للتربية والذي اعتبروه إهانة لكرامتهم ولا يضمن تسوية عادلة لوضعيتهم المهنية حيث قرروا حجب الأعداد عن الإدارة لامتحانات الثّلاثي الأوّل مهددين بمقاطعة الدّروس إن لم تستجب وزارة التّربية لمطالبهم المشروعة .

وتطالب التنسيقيات بالحد من التشغيل الهش للأعوان المتعاقدين في إطار سد الشغورات بالمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية ، سيما وأنهم يساهمون منذ سنة 2008 إلى حدود اللحظة بشكل كبير في استمرار نشاط المدرسة العمومية وتأمين حق أبناء الشعب في التمدرس ، في ظروف مهنية لا تستجيب إلى أدنى مقومات حق الشغل الكريم وأمام تتالي السنوات دون رؤية واضحة للقطع مع التشغيل الهش وتعاقب الحكومات السابقة التي عمقت معاناتهم نتيجة سياسة انتاج البطالة التي انتهجتها ،قرروا التوجه الى مجلس نواب الشعب ورئاسة الجمهورية لتعجيل النظر في مطالبهم المشروعة .

وتتزامن هذه الوقفات الوطنية مع الخوض في تفاصيل الاستشارة الوطنيّة حول اصلاح واقع التربية والتعليم ومطالبة رئيس الجمهورية بالتدخل وانصافهم عبر تسوية وضعيتهم على دفعات عبر مرسوم رئاسي خاصة أمام تقدم جزء كبير منهم في العمر وتلاشي الأمل في عيش كريم يعيد الاعتبار لكل أبناء المدرسة العمومية .

ملف الأساتذة النواب ورغم عديد المحاولات النقابية لحلّه إلا أنه مازال يراوح مكانه وسط عمليات الجذب إلى الوراء تحت تعلات مالية لا تستطيع الوزارة مجاراتها من حيث حجم النفقات ، وفي المحصلة فإن العملية التربوية برمتها هي المتضررة من هذا التراخي والاستغلال المفرط لطاقات بشرية أفنت عمرها في البحث عن بصيص من الأمل في الانتداب وتسوية الوضعيات المهنية وعدم الاستسهال مع هذا الواقع الذي لازم الأغلبية منهم منذ سنة 2008 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تقييد قروض الاستهلاك في تونس : بين قرارات البنوك الموجعة وتذمّرات المواطنين

تعيش تونس هذه الأيام على وقع النقاش العام حول ميزانية الدولة لسنة 2025 ، ومن بين الانتظارا…