تستعمل بنسبة ٪80 في قطاع التبريد والتكييف دوليا ووطنيا: الشروع في التخفيض التدريجي من المواد الخطرة التي تتسبب في الاحتباس الحراري
تبعا لتعديل «كيغالي» لبروتوكول «مونتريال» الذي دخل حيّز التنفيذ منذ غرّة جانفي 2019 والمتعلّق بالتخفيض التدريجي في توريد واستهلاك الغازات الدفيئة القوية المعروفة بالموادّ «الهيدرو فليور و كربونية» المستعملة في مجال التبريد والتكييف بنسبة ٪80 على المستوى الدولي والوطني حسب رزنامة محدّدة للغرض بداية من غرّة جانفي 2024 قدمت الوكالة الوطنية لحماية المحيط بصفتها نقطة الاتصال الوطنية لبروتوكول مونتريال بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية ملامح النسخة النهائية لمشروع الخطّة الوطنية للتخفيض التدريجي للموادّ الهيدرو فليورو كربونية.
واوضح يوسف همامي منسق الوحدة الوطنية للأوزون نقطة الاتصال الوطنية لاتفاقية «فيانا» وبروتوكول «مونتريال» في تصريح لـ«الصحافة اليوم» ان رزنامة التخفيض التدريجي للبلدان العاملة تحت المادة 5 على غرار تونس من البروتوكول تقضي بتجميد استهلاك تلك المواد بداية من جانفي 2024والانطلاق تباعا في التخفيض بنسبة ٪10 في جانفي 2029 و٪30 في جانفي2035 و٪50 في جانفي 2040 و٪80 في 2045 وتشتمل المرحلة الاولى من الخطة الوطنية والتي تمتد من 2030/2024 على العديد من المشاريع الاستثمارية منها مساعدة مؤسسات صناعية من اجل تعزيز خطوط انتاجها قصد استعمال مواد بديلة وتحترم المواصفات البيئية واما المشاريع غير الاستثمارية فتتمثل في تكوين فنيين على التكنولوجيا الحديثة اضافة الى برامج التحسيس والتوعية من اجل اقتناء الاجهزة الصديقة للبيئة كما تشتمل المرحلة الاولى من الخطة على ارساء نظام اشهاد للفنيين في مجال التكييف والتبريد والعمل على تحسين النجاعة الطاقية لقطاع التبريد والعمل على جمع ورسكلة واعادة تدوير سوائل التبريد والتكييف المضرة بالمناخ بالإضافة الى مشروع يهدف الى تطوير الاطر القانونية حتى تواكب تونس هذه التطورات.
واعتمد برنامج الامم المتحدة للبيئة رسميا موافقة تونس على تنقيح «كيغالي» لبروتوكول «مونتريال» المتعلق بالمواد المستنفدة لطبقة الأوزون وستكون تونس بموجب ذلك قادرة على الاستفادة من الدعم المالي والتقني لصندوق متعدد الاطراف لبروتوكول مونتريال بقيمة مالية تقدر بـ 75 ألف دولار في شكل هبة ومن بعض الهيئات الدولية الاخرى ذات العلاقة منها الحكومة الايطالية بهبة قيمتها 75 ألف دولار للتقليص تدريجيا من استعمالات هذه المواد المستخدمة في مجالات التبريد والتكييف والتي تعد الاشد فتكا بالمناخ. مركبات الكربون الهيدرو فليورية هي مركبات عضوية تستخدم بكثرة كمبردات في مكيفات الهواء وغيرها من الأجهزة كبدائل للمواد المستنفدة للأوزون الخاضعة للرقابة بموجب بروتوكول مونتريال وفي حين أن هذه المركبات نفسها لا تستنفد طبقة الأوزون إلا أنها غازات دفيئة قوية للغاية ذات إمكانات تزيد من الاحترار العالمي التي يمكن أن تكون أعلى بثلاث مرات من تأثيرات ثاني أوكسيد الكربون على اعتبار تواجدها في الغلاف الجوي لفترة طويلة المدى.
ويعد انخراط تونس في المجهود الدولي للحد من استعمالات الهيدرو فليور و كربونية أكثر من ضروري خاصة وان هذه المواد تسهم بنسبة ٪8 في انتاج الغازات الدفيئة حاليا ويرجح الخبراء تزايد هذه النسبة الى حدود ٪25 بحلول العام 2050 في ظل ارتفاع درجة حرارة الارض واللجوء أكثر الى التبريد والتكييف.
يذكر ان توقيع الدول 198 على البروتوكول والتي من بينها تونس كان في اجتماع «كيغالي برواندا» منذ سنة 2016 وصادقت على تنقيح «كيغالي» الذي يضع انتاج واستهلاك هذه المواد المستخدمة كمبرد تحت مراقبة بروتوكول «مونتريال» ويشار الى ان هذا البروتوكول يهدف الى حماية طبقة الاوزون عبر الالغاء التدريجي على المستوى العالمي للمواد المستنفذة لطبقة الأوزون ومن بينها المواد الهيدروفليور و كربونية والمواد الكلوروفليور وكربونية وسيسمح تنقيح «كيغالي» بالتقليص بنحو ٪85 من استعمالاته للمواد في افق سنه 2050 وسيسهم ذلك في تفادي ارتفاع درجة حرارة الارض بحوالي 0.5 درجة مائوية وهو ما سيكون له اثر ايجابي على مكافحة تغير المناخ.
البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية : إحياء للموروث التقليدي بكامل الولايات
يواصل الديوان الوطني للصناعات التقليدية انجاز البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية …