اثر تواصل نزول الغيث النافع: استبشار وتفاؤل ببلوغ موسم زراعي واعد وتحقيق السيادة الغذائية
لاول مرة و منذ حوالي سنتين من الجفاف تشهد اغلب مناطق البلاد نزول كميات هامة من التساقطات على امتداد شهرين متتاليين وذلك بنسب متفاوتة كانت اعلاها بولايات الشمال الغربي والشمال وبكميات اقل في ولايات الوسط والجنوب.
وقد مثل نزول الغيث النافع عنصرا فاعلا في حث الفلاحين والمزارعين على العودة الى تعاطي النشاط الفلاحي واستكمال الموسم الزراعي الذي تعطل نتيجة شح الامطار وتخوف المزارعين من وقوعهم في خسائر باهظة. ووفق الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري فقد زاد نسق عملية البذر خاصة في ظل توقعات ببلوغ موسم حصاد ايجابي، اذ من المتوقع انتاج أكثر من 19 مليون قنطار من الحبوب خلال الموسم الحالي.
وقد ساهم نزول الامطار بكميات هامة في بعض ولايات الشمال الغربي على غرار ولاية زغوان في ارتفاع المساحات المنجزة للزراعات الكبرى من 78 الف هكتار مبرمجة الى 81 الف هكتار و700، فيما قدرت المساحات المبرمجة للموسم الزراعي الحالي بحوالي مليون و 194 الف هكتار منها قرابة 848 الفهكتار بولايات الشمال وحوالي 346 الف هكتار بولايات الوسط والجنوب وذلك حسب وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري.
وتتوزع هذه المساحات حسب الانواع إلى 619 الف هكتار قمح صلب و45 ألف هكتار قمح لين و520 ألف هكتار شعير و9 الاف هكتار تريتيكال. وتقدر مساحة الحبوب المبرمجة للري بـ 85 الف هكتار منها حوالي 38 الف هكتار بمناطق الشمال و 47 الف هكتار بمناطق الوسط والجنوب.
إيرادات السدود في تحسن
ما من شك ان تهاطل الامطار بصفة مستمرة اثر ايجابيا على مخزونات السدود التي طفقت تتحسن شيئا فشيئا وفي وقت وجيز فبعد ان كان المعدل الاجمالي لامتلاء السدود لا يتعدى 22 % تطور الى حدود 30 % ، وقد تجلى هذا التطور من خلال التوقف عن اعتماد نظام الحصص في توزيع الماء في بعض ولايات تونس الكبرى.
ويرى اهل الاختصاص ان نزول الامطار منذ دخول فصل الشتاء عكس السنوات السابقة هو طالع خير ومؤشر واعد على تواصل نزولها في الاشهر القادمة ما من شانه أن يدعم منظومات القطاع الفلاحي على غرار منظومة الالبان التي تشهد غلاء في اسعار الاعلاف حيث ان الامطار ستساهم في انعاش الغطاء النباتي ومن ثمة احياء المراعي والاراضي المعشبة لفائدة الابقار، كذلك تطور منظومة الحبوب من خلال تحقيق صابة قياسية وبالتالي تحقيق الامن الغذائي الوطني اضافة الى منظومة المنتوجات الفلاحية على غرار الخضر والغلال التي ستعرف وفرة في انتاجها مقابل تراجع قي اسعارها تزامنا مع حلول شهر رمضان ، وهو ما من شانه ان يدعم المقدرة الشرائية للمواطن التي تدهورت الى الحظيظ خلال السنوات الاخيرة.
تخفيف العبء على المالية العمومية
كل هذه الايجابيات المرتبطة بنزول الامطار من شأنها ان تخفف العبء على المالية العمومية التي تشكو عجزا متواصلا بسبب توريد جميع المواد الاستهلاكية خاصة في السنوات الاربع الماضية نتيجة حالة الجفاف التي ضربت البلاد والتي اثرت على مردودية القطاع الفلاحي لا سيما الحبوب التي تعتبر من المواد الاساسية للامن الغذائي والتي ارتفعت اسعارها ثلاث مرات بسبب الحرب الروسية الاوكرانية، كذلك توريد اللحوم من أجل تعديل السوق والضغط على الاسعار.
مسجلا تراجعا الى حدود 20,8 % : مخزون السدود في أدنى مستوياته منذ عقود
ما تزال وضعية السدود حرجة وفي تراجع متواصل حيث بلغت نسبة امتلائها الى حدود يوم 23 اكتوبر 2…