«المجنون» لتوفيق الجبالي في جولة خارج تونس : صوت نبوي روحاني يُخرج الصور من قلب العاصفة
بعد سلسلة عروض أولى بفضاء التياترو، يسافر الفنان المسرحي توفيق الجبالي مع فريق مسرحية “المجنون”، في جولة خارج تونس ستقوده إلى فرنسا والهند. وقد اختار الجبالي العودة إلى مجنون جبران خليل جبران “ لأننا بحاجة لصوت يدعونا للتأمّل في إنسانيتنا ويطغى على أصوات التسلّط والإقصاء والجبروت،
صوت نبوي روحاني يُخرج الصور من قلب العاصفة لتخترق الوجع الإنساني وتغسل الجسد بالنور.”
في انتظار مسرحية “ المجنون” سلسلة عروض بمدرّج الحبيب بورقيبة بدار تونس بباريس أيام 26⁄27⁄ 28 جانفي 2024 ، كما ستشارك بالمهرجان العالمي للمسرح بكرالا بالهند، في فيفري 2024.
عن “ المجنون” كتب الناقد يوسف الحمدان قائلا أنّها تشكّل : “ … اتجاهًا نوعيًا واستثنائيًا في المسرح، يفتح أفقًا يتجاوز في معطياته ودلالاته الفكرية والفنية، التوصيفات الإبداعية التي نلهج بها كلما شاهدنا عرضًا مسرحيًا لافتًا، وأسرًا في مفرداته وعناصره الخلقية.
هكذا قرأت أفق (المجنون) لساحر الصورة الحية الخلاقة والمتشظية والمنفلتة والمحيرة والمبهمة والمورطة، توفيق الجبالي، حيث تتحول كل مفردات وعناصر الخلق المسرحي، من صوت ولون وتشكيل ونحت ورقص وسمهجات وهلوسات وحكايات وموسيقى وذبذبات ووشوشات وتجليات صوفية مهووسة بالذي لن يأتي ولن يستقر، تتحول إلى صورة حية تختزل كون جبران، وتضعه في محور فلكي يشبه درب التبانة، حيث لا تميز الضوء عن السديم، ولا حركية الكون عن ثبات محورها وتفلته.
إن اشتغالات الجبالي المخبرية القلقة في المسرح، غالبًا ما تقترح على مؤديها ومتلقيها، لغة هي من (الجنون) الذي لا يأبه بالتوصيف أو التصنيف، ولا يأبه بالتوضيح أو الغامض والمبهم.
هي لغة ليست في وارد التعاطي مع المسرح بوصفه فعلاً ممثلاً وفضاءً للتمثيل أو التمسرح، إنما هي لغة اشتباكية مع الأحياء والأشياء، مع النقائض والمتضادات، مع المخفي بوصفه أكثر (جنا) من المخفي ذاته، مع الوهم بوصفه حلمًا، ومع العذابات بوصفها مسارات لا حدود لانتهائها ولا ملامح لأسرار منابعها.
إنه يلج بنا إلى ذرى أمواج يصعب علينا تخطف طشارها الزبدي، وإلى استقصاءات مخبرية تتجاوز حصرها في البحث الجسدي السائد، إذ كل الحالات في (مجنونة) الخلاق المتفلت، هي في كل حالة منها استقصاء مخبري، ففي الوقت الذي ترعف فيه أجساد ودواخل خيوله الحرة، بما يعتمل بها من قلق ومحاولة للهروب نحو الفضاء الأكثر تحررًا، في الوقت ذاته يكشف لنا ليلها الخلاق عن مبهمات لكائنات يكتسبها ظلام مريب وملبس، وكما لو أن هذه الحيوات المبهمة ضلالات تحيا في جوانح كمائن هذه الأجساد (الخيول)، وهذا الظلام المتعدد الحيوات والمبهمات والأوهام والدروب الغرائبية المريبة….”
وفي برنامج التياترو لهذا الشهر، العرض الأول لمسرحية “الربيع يغني “ لريمي السرميني، يومي 17 و18 جانفي 2024: “ربما نبحث لما أفكارنا متفككة . عقلنا ضائع ..ربما فارغ.. الفراغ سيطر على حوارنا. ولكن ..مرضنا متشتت..سنغني …نعم سنغني ..الغناء ربيع عقلنا”.
كما ستقدم مسرحية « تحت سقف الجنون» ، تأطير أسامة الماكني، يومي 19 و20 جانفي 2024. نقطة انطلاق المسرحية كانت من خلال طرح بعض الاسئلة و الفرضيات التي تتمحور حول ماذا يمكن ان يحدث داخل عقل المجنون؟ ماذا يرى؟ ماذا يسمع؟ ماهي العوامل التي تدفعنا نحو الجنون؟ نحن عقلاء ام داخل كل منا مجنون ؟ الجنون هل هو حالة نفسية ام ظاهرة اجتماعية؟
وأيام 25⁄26⁄ 27 جانفي 2024 ستعرض بالتياترو مسرحية “ مايراوش” لمنير العرق: “ حيـن نفقـد البوصلـة ، نحتـاج إلى العتمـه ، كي نـرى بوضـوح
نتخيل ، نتذكر ، نستمع الينا، نحــس ببعضنــا ونفهــم وضعنــا ونرتــب
الفــوضى داخلنــا وحولنــا، نقف على عتبة ضياعنا، نعمــل عقلنــا وننتفــض ،نكســب الوعــي ونقــرر مصيرنــا، نقطــع خيــوط الدمــى الــي تحركنــا
ونحركهــا …… نكــون نحــن.”
في مكتبة «الصحافة اليوم»: كتاب tunisiables نبش في أحوال التونسي وتقلباته لشكري الباصومي : حياتنا فقيرة قيميّا وحضاريّا وثقافيّا
في الصفحة 11 من كتابه “ tunisiables نبش في أحوال التونسي وتقلّباته” الصادر حديثا عن دار …