أربعة مدربين صمدوا إلى نهاية المرحلة الأولى : «البلاي أوف» قاسم مشترك.. والثقة ليست مطلقة
تواصلت التغييرات صلب الإطارات الفنية في ختام المرحلة الأولى من البطولة الوطنية حيث حصلت القطيعة بين سعيد السايبي والنادي الافريقي قبل جولتين من النهاية كما لم يصمد مدرب مستقبل المرسى عبد الستار بن موسى طويلا في الوقت الذي أصبح فيه عرش أكثر من مدرب مهددا بقوة وفي مقدمتهم عماد بن يونس مدرب النجم الساحلي وكذلك مدربي نجم المتلوي وقوافل قفصة توفيق زعبوب وجهاد زروق٬ حيث كانت حصيلة زعبوب مخيّبة بخروجه خالي الوفاض في مبارياته الثلاث على رأس فريق المناجم بينما قد يدفع زروق ثمن الخسارة العريضة ضد اتحاد بن قردان، كما يبدو عماد بن يونس على صفيح ساخن بعد الخسارة الأخيرة في «السوبر» التونسي ضد الأولمبي، وهي هزيمة مفاجئة أحرجت كثيرا إدارة النادي وجعلت الجميع مقتنع أكثر من أي وقت مضى أن تغيير الإطار الفني بات ضروريا في هذه المرحلة بالذات.
وستتجه الأنظار في أعقاب كأس افريقيا إلى سباق التتويج باللقب والذي سيعرف في هذا الموسم حضور ستة فرق بدل ثمانية حافظت منها أربعة على مدربيها منذ انطلاق الموسم وهي النجم الساحلي (الإعلان عن رحيل بن يونس لم يحصل رسميا إلى غاية يوم أمس)٬ والاتحاد المنستيري والملعب التونسي والنادي الصفاقسي في الوقت الذي أقال خلاله الترجي الرياضي مدربه للمرة الثانية في حين ارتأى النادي الافريقي منذ جولتين إقالة سعيد السايبي.
ولعل الملفت للانتباه في «بورصة» المدربين أن بعض الفرق التي حافظت على الاستقرار في هذا الموسم نجحت في العبور الى مرحلة التتويج وهو أمر منطقي في ظل تحقيق الهدف المرسوم رغم أن صاحب أفضل رصيد من النقاط الترجي الرياضي في طريقه الى إحداث تغيير جديد صلب الاطار الفني، وتبقى جميع الاحتمالات واردة بخصوص الأسماء التي نجحت في الصمود طيلة المرحلة الأولى ذلك أن بعضها مطلوب في فرق منافسة وبالتالي قد تحصل المفاجأة ويحدث تغيير جديد مثلما قد تعود المدرسة الأجنبية إلى البطولة.
ثقة مطلقة
بات الاتحاد المنستيري رقما صعبا في البطولة الوطنية حيث أمّن تأهل «العادة» الى مرحلة التتويج بقيادة المدرب محمد الكوكي الذي انتظر فرصة الإشراف على أحد الفرق المراهنة على الأدوار الأولى وكان في المستوى المنشود بتحقيقه نتائج مرضية حيث تلافى سريعا آثار العاصفة التي عاشها فريق عاصمة الرباط في الصائفة الفارطة ليعيد ترتيب البيت ويضفي على المجموعة طابعا متميزا أهله لاحتلال وصافة المجموعة الثانية خلف الترجي الوحيد الذي نجح في هزم الاتحاد المنستيري ذهابا وايابا.
وقاد المدرب حمادي الدو الملعب التونسي إلى إنجاز كان قريبا منه في الموسم الفارط قبل أن يصبح واقعا حاليا حيث نجح فريق باردو في تحقيق نتائج لافتة واقترب من تصدّر مجموعته التي ضمّت حامل اللقب النجم الساحلي، ويحظى الدو بثقة مطلقة بعد أن تجاوز فترة الشك التي كادت تضعه خارج أسوار مركب باردو ليحقّق سلسلة من الانتصارات الباهرة وآخرها ضد النادي الافريقي ليعيد الى الأذهان سيناريو «البلاي آوت» في الموسم الفارط عندما هيمنت «البقلاوة» على منافسيها، وعزّز تأهل الملعب التونسي مكانة الدو الذي سيعمل على أن يكون فريقه «الحصان الاسود» في مرحلة التتويج رغم الضغوطات التي ستسلطها الجماهير وقد تكون «سلاحا ذو حدين».
في انتظار الإعلان الرسمي
راهن النجم الساحلي على عماد بن يونس ليكون رجل المرحلة في الموسم الجاري بحكم أنه متتلمذ على يدي «عراب» الإنجازات والألقاب فوزي البنزرتي الذي أعاد فريق جوهرة الى التتويجات في الموسم الفارط، وكان حصاد المهاجم الدولي السابق وأحد صانعي نجاحات النجم في التسعينات جيّدا في العموم قياسا بضعف الرصيد البشري العائد الى عقوبة المنع من الانتداب والذي فرض تحويرات جوهرية في مراكز اللاعبين فضلا عن معاناة كبيرة لتحديد ملامح التشكيلة الأساسية في كل مقابلة غير أن بطل تونس أمّن صدارة المجموعة الأولى ومازالت حظوظه قائمة في التأهل الى ربع نهائي رابطة الأبطال قبل جولتين من نهاية دور المجموعات.
ويوجد عماد بن يونس على كرسي هزاز منذ انطلاق الموسم في ظل عدم الرضا التام على أداء الفريق الذي كان دون المأمول في بعض المباريات غير أن مسيرته الباهرة في الأدوار التمهيدية في رابطة الابطال ساهمت في تثبيته في منصبه قبل أن تأتي مباراة الحسم يوم الأحد الماضي وخسر أولى ألقابه كمدرب أول ضد الأولمبي الباجي في «السوبر» التونسي فالخسارة أضعفت موقفه كثيرا ومن المؤكد أنها ستجبر المسؤولين على سحب الحصانة والبحث عن خيار جديد باعتبار أن فترة الراحة المطولة تسمح بالتغيير والبحث عن خيار بديل رغم نقص الإمكانات.
دون المأمول
كان النادي الصفاقسي أقل الفرق المتأهلة الى «البلاي أوف» حصدا للنقاط حيث اكتفى بجمع 20 نقطة كما فشل في الفوز على المنافسين المباشرين بالهزيمة ذهابا وايابا ضد الترجي والخسارة ذهابا والتعادل ايابا أمام الاتحاد المنستيري ولكن ذلك لم يعصف بالمدرب نبيل الكوكي الذي كان مطلبا شعبيا في الصائفة الفارطة قياسا بنجاحاته السابقة مع فريق عاصمة الجنوب الذي دفع ضريبة غياب الاستقرار الفني في السنوات الفارطة ما جعله يختار مواصلة منح الثقة للكوكي حسب تأكيد رئيس الهيئة التسييرية جوهر العذار في الأسبوع الفارط رغم أن الأداء والنتائج دون المأمول بكثير وخاصة في الجولات الأخيرة التي فشل خلالها فريق عاصمة الجنوب في تحقيق الفوز.
ولا يتحمّل الكوكي بمفرده مسؤولية تذبذب المستوى خاصة وأنه وجد تركة ثقيلة في فريق يعاني من أزمات مالية وتسييرية وعشوائية في الانتدابات يعكسها التعاقد مع خمسة ايفواريين دفعة واحدة دون أن ينجحوا في تقديم الحدّ الأدنى المطلوب، ولن يكون من خيار أمام مدرب الصفاقسي سوى المطالبة بالانتدابات والدفع نحو تحسين الوضعية المالية للمراهنة بقوة في المرحلة الحاسمة رغم أن رحيله لن يكون مفاجئا مع قرب إرساء هيئة قارة قد تقلب المعطيات رأسا على عقب وتحدث تغييرا على رأس الإطار الفني.
اليوم افتتاح «مونديال» الشبان بالسويد : هل ينجح الثلاثي التونسي في الذهاب بعيدا؟
تفتتح اليوم بالسويد منافسات بطولة العالم للشبان والتي ستتواصل الى غاية 29 نوفمبر الجاري بم…