ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني.. حين ينتصر الدم على السيف: الموت ما يزال يعربد والدم ما يزال مهدورا على قارعة الوطن
لا شك ان احتفاء الفلسطينيين هذا العام لم يكن بحجم الذكرى، ولم يكن في حسبان أحد اصلا أن يتذكر، فالموت ما يزال يعربد، وطوابير الشهداء فاقت عشرات الآلاف ولم تعد حتى المقابر تتسع للجثامين.
القصص بالمئات، والمآسي بالآلاف وما بين فجيعة أم ونكبة أب وصراخ طفل يتكرر مشهد الموت كل ساعة وكل دقيقة مجازر تجرّ مجازر أخرى، والعالم يشاهد في صمت بل في أغلبه لا يبالي وكأن القتل صار رياضة يومية يمارسها القتلة دون خوف ولا استحياء.
وللتذكير «فإنّ يوم الشهيد الفلسطيني هو يوم لإحياء ذكرى شهداء فلسطين، والذي يصادف السابع من جانفي من كل عام أعلن عنه عام 1969 بعد أربعة أعوام على ارتقاء أول شهيد فلسطيني بالثورة الفلسطينية المسلحة (الشهيد أحمد موسى سلامة، أول شهيد لحركة فتح والثورة الذي استشهد في الأول من جانفي عام 1965 بعد أن نفّذ عمليته البطولية «نفق عيلبون») فصار هذا اليوم يومًا وطنيًا تخليداً لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل فلسطين».
ولا شكّ أن يوم الشهيد هذا العام له طعم خاص، طعم الدّم المسفوح علنا وعلى رؤوس الاشهاد، طعم القتل الذي لا يميّز، طعم المجازر التي لا تنتهي، طعم التهجير واقتحام المستشفيات وتدمير كل مناحي الحياة.
فما تعيشه غزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر كاد يغطي على كل الأحداث الجسام، بل فاق في دمويته أشهر مجازر البشرية وأكثرها عنفا وجنونا.
ذكرى الشهيد الفلسطيني تزامنت هذا العام مع مجزرة وحشية ذهب ضحيتها البقية المتبقية من عائلة الصحفي وائل الدحدوح، قضت قوات الاحتلال الغاشم على أهله وأكملت أمس الاول ولده المتبقي، تماسك الرجل وكان مثالا للصبر والاحتساب، لكن المشهد هزّ العالم، وحرّك كل النفوس الغافية والضمائر الميتة، وكان صرخة في وجه كل الانسانية، في وجه الظلم والعنف والقتل والدّم.
وذكرى الشهيد الفلسطيني تمر ككل عام والشعب الفلسطيني يدفع مزيدا من الشهداء على درب حريته وقدره المحتوم، يدفع بلا حساب، فالشهداء باتوا أكثر من أن تحصيهم أعتى البرمجيات، والدم الفلسطيني صار مستباحا لعصابات القتلة والمجرمين، الى الحد الذي تعجز فيه المنظمات والجمعيات عن احصاء يوم يمر دون شهداء يرتقون الى السماء.
وهذا الاستمرار في استباحة الدم الفلسطيني لا يمكن ان يكون مصادفة، وطوابير الشهداء بلا حساب الذين يسقطون كل يوم، لا يمكن ايضا ان يكون صدفة، بل هي الطريق الصعبة التي اختارها أبناء الشعب الفلسطيني وعبّدوها بالدم والدموع، ومازالوا سائرين فيها، طريق الحرية والانعتاق من هذا الكابوس الجاثم على صدور وطنهم منذ ثلاثة أرباع القرن، والذي جعل من دمهم رياضته اليومية.
ان ارتقاء الشهيد الفلسطيني قد يكون مجرد رقم عند من يهمهم الاحصاء، وقد يكون مجرد حادث عند ميّتي الضمير، وقد يكون خبرا في النشرة يأتي كما اتفق، وقد يكون حسرة ولوعة ودموعا عند أهله وذويه، لكنه بمفهوم التضحية هو حجر في طريق طويلة كان لا بد من تعبيدها بالدم حتى تصل الى محطتها النهائية، محطة النصر والحرية والانعتاق.
مقولة يرددها الكثيرون عن الحسين عليه السلام منذ مئات السنين، حين نظر الى جيش الأعداء الكبير عددا وعدة والى أصحابه وآل بيته القليلين، قال قولته الشهيرة «حتى لو قتلونا جميعا فسوف ينتصر دمنا على سيوفهم» وتلك هي العبرة من احياء يوم الشهيد الفلسطيني، فمهما قتل الأعداء ومهما أوغلوا في دم الشعب الفلسطيني، فها هي جرأته وشجاعته تتغلب على آلياتهم وسلاحهم ودروعهم، وهاهو صبره وتشبثه بالارض ينتصر على كل مخططاتهم ويسفّه أحلامهم.
مهرجان السينما المتوسطية بشنني «الأرض أنا، الفيلم أنا.. إنا باقون على العهد»: تطور كبير وحضور مؤثّر وفاعل للمخرج السوري سموءل سخية
استطاع المدير الفني لمهرجان السينما المتوسطية بشنني في الدورة 19 المخرج السوري سموءل سخية …