بسبب البيروقراطية الادارية المجحفة: تجّار الملابس المستعملة يهدّدون بتعليق نشاطهم

اكد رئيس الغرفة الوطنية لتجار الملابس المستعملة الصحبي المعلاوي لـ«الصحافة اليوم» ان تجار الفريب الى جانب المصنعين سيعلقون نشاطهم مطلع السنة المقبلة في صورة عدم تراجع ادارة الديوانة عن القرار الذي تم اتخاذه مؤخرا والذي يقضي بضرورة تأشير رئيس المكتب الجهوي للديوانة على محاضر الشراء من المصانع بدلا من العون الجمركي المباشر في المصانع .

واستنكر المعلاوي هذا الإجراء الذي يدخل في اطار التعقيدات الادارية او ما يعرف بالبيروقراطية الادارية والتي لا طالما شدد رئيس الدولة قيس سعيد على ضرورة القضاء عليها لضمان انسيابية المصالح المتعلقة بالاشخاص ودفعا لتطور القطاعات الحيوية وديمومتها .

وانتقد محدثنا القوانين التي تعود الى 40 و50 سنة والتي تكبل قطاع الفريب وتحول دون تقدمه ، داعيا سلطة القرار الى التدخل العاجل واستبدال هذه القوانين باخرى تكون اكثر سلاسة على غرار الغاء النظام التوقيفي المعتمد حاليا من اجل تحرير تجارة الفريب بين الولايات ، مشيرا الى ان النظام التوقيفي يشكل عبءا على بائع التفصيل وحتى على اصحاب المعامل ويعتبر قانونا مجحفا حسب قوله .

ولفت رئيس الغرفة الوطنية لتجار الملابس المستعملة الى ان قطاع الفريب لا يشكل اي ضرر على قطاع النسيج في تونس ، مبينا ان تجارة «الفريب» قد تضررت بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة بسبب تدهور المقدرة الشرائية .

ودفاعا عن ديمومة القطاع وتعبيرا عن رفضهم القاطع لهذا الاجراء التعسفي حسب ما وصفه المعلاوي فانه من المنتظر ان تعقد غرف تجار الجملة والتفصيل واصحاب المصانع المنتفعة بنظام المستودعات الصناعية اجتماعا يوم 2 جانفي المقبل لتدارس قرار تعليق النشاط .

ارتفاع اسعار الملابس المستعملة مقابل تدهور المقدرة الشرائية

وفي ما يتعلق بارتفاع اسعار الملابس المستعملة خلال السنوات الاخيرة والتي تقدر بنسبة 30 % ارجع رئيس الغرفة الوطنية لتجار الملابس المستعملة ذلك الى جملة من الاسباب ابرزها ما نص عليه قانون المالية للسنة الحالية من حيث الزيادة في نسبة الاداءات وإحداث معلوم على اتلاف الملابس المستعملة الموردة تحت نظام التحويل للتصدير الجزئي ، الى جانب ان الازمة الاقتصادية العالمية كان لها انعكاس سلبي  على القطاع خاصة من حيث غلاء كلفة النقل ، لا سيما النقل البحري للسلع ، حيث  ان اغلب الملابس المستعملة التي توردها تونس قادمة من دول اوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية .

كل هذه العوامل التي ادت الى ارتفاع اسعار الملابس المستعملة ادت بدورها الى تراجع اقبال المواطنين على محلات بيع «الفريب» حيث بلغت نسبة التراجع بحوالي 10 % ، وذلك نتيجة تدهور الطاقة الشرائية للمستهلك فبعد ان كان المواطن يفضل شراء الملابس من «الفريب» نظرا لتدني اسعارها هروبا من الملابس الجاهزة باهظة الثمن ، اصبح اليوم هذا الاخير يعزف عن الملابس المستعملة لارتفاع اسعارها التي اصبحت لا تبتعد كثيرا عن اسعار الملابس الجاهزة .

تجدر الاشارة الى ان قطاع الملابس المستعملة يشغل اكثر من 200 الف عامل بصفة مباشرة او غير مباشرة من ضمنهم 8000 من اصحاب الشهائد العليا ، ونظرا لتراجع مبيعات «الفريب» فقد غادر القطاع خلال السنة الحالية حوالي 10500 تاجر تفصيل بسبب الخسائر التي يتكبدونها وعدم قدرتهم على خلاص اجور العاملين ومعلوم الكراء .