رحيل ثابت ليس مستبعدا : الـمــدرســة الأجـنــبـيـة تـــــطــرق أبـــواب الــتــرجــي
باتت المباريات الأخيرة أشبه بمواعيد كأس للمدرب طارق ثابت الذي خسر رصيدا كبيرا من ثقة الجماهير في أعقاب تراجع النتائج في رابطة الأبطال ليصبح على كرسي هزّاز بما أنه مهدد بمواجهة مصير من سبقوه في صورة حصول عثرة جديدة لن يكون لها تأثير كبير على حظوظ الفريق في البطولة لكنها قد تلقي بظلالها على مستقبل الاطار الفني الذي يحاول التعامل مع الواقع من خلال محاولة تعديل الأوتار وتلافي النقائص وخاصة على المستوى الهجومي.
ولئن مازال الترجي مراهنا جديا في جميع المسابقات وأبرزها رابطة الأبطال باعتبار أن مصيره مازال بيديه حيث يكفيه الفوز في اللقاءين المتبقيين ضد النجم الساحلي والهلال السوداني للتأهل المعتاد الدور ربع النهائي، إلا أن الراحة المطولة التي تمليها مشاركة المنتخب الوطني في كأس افريقيا قد تفرض التغيير على رأس الاطار الفني وهو مرتبط بقدرة المدرب طارق ثابت على الصمود في وجه الضغوطات ومواجهة جبهة الرفض المتصاعدة والتي تحكّمت سابقا في مصير عديد المدربين المتداولين على الترجي حيث اضطرت الهيئة إلى إقالتهم أو بادر البعض منهم بالرحيل.
ودون اعتبار مباراة الأمس ضد الاتحاد المنستيري، قاد طارق ثابت الترجي في 14 مقابلة بين البطولة الوطنية والدوري الافريقي ورابطة الأبطال حقق خلالها تسعة انتصارات وتعادلين وثلاث هزائم وهي حصيلة تعتبر مرضية خاصة وأنها تزامنت مع اكتساح شبه كلّي في المباريات التي أقيمت بتونس مع تفادي قبول أهداف في جميعها بينما كانت النقطة السوداء العثرات خارج الديار وهو ما قلّص من موقف الظهير الدولي السابق الذي كانت بدايته متميزة ومبشرة بكل المقاييس.
وفي انتظار الحسم رسميا في مصير المدرب طارق ثابت والذي سيتحدّد على ضوء تخطيه بنجاح آخر العقبات في المرحلة الأولى من البطولة، أصبحت فرضية العودة الى المدرسة الاجنبية مطروحة مع تداول اسم المدرب السابق للوداد البيضاوي عادل رمزي المتكوّن في هولندا ولم ينجح في فرض تصوراته سريعا حيث غادر منصبه في أعقاب الفشل في إحراز الدوري الافريقي أمام صان داونز ليعوّضه فوزي البنزرتي ما يبرز أن التوجه إلى المدرسة التونسية أصبح ظاهرة لا تقتصر على الفرق المحلية البارزة.
تغيير الاستراتيجية
راهن الترجي في السنوات الأخيرة على أبنائه حيث تداول خالد بن يحيى ومعين الشعباني وراضي الجعايدي ونبيل معلول وأخيرا طارق ثابت على تدريبه غير أن الحصيلة كانت متفاوتة بينهم مع اختلاف الوضعيات والفترة الزمنية لكل واحد منهم، ولا يمكن الحكم على مسيرة المدرب الحالي الذي كانت مهمته الأصلية مديرا رياضيا قبل استقالة الشعباني بتسلمه المهمة وقتيا ثم أصبحت دائمة بعد المؤشرات المطمئنة التي قدّمها الفريق في البطولة والدوري الافريقي حيث تحسن الأداء مع ابتعاد الإطار الفني عن الفلســفة لكن بعض الاختيــارات وكذلك الغيابات أثّرت على النتائج خارجيا.
ولعــب الجانب المـــالــــي دورا في اختيار الترجي للمدرسة التونسية بصفة عامة وأبناء الدار بالأساس كما أن نجاحه في التتويج برابطة الأبطال في أربع مناسبات مع مدربين محليين دفعه إلى مواصلة التوجه الناجح دون أن ينعكس ذلك بالايجاب على مسيرة الفريق على الصعيد القاري في المواسم الفارطة وذلك ليس مرتبطا فقط بالجانب الفني بل يمتد الى عدم قدرة الرصيد البشري على الذهاب بعيدا لكن المدرب يبقى دائما «كبش الفداء» رغم أن التغييرات المستمرة على المستوى الفني أثبتت عدم جدواه وجعلت الفريق يتراجع خطوات إلى الوراء مقارنة بنهاية العقد الفارط عندما بسط سلطانه على القارة السمراء.
تقليص الضغط
تعتبر مسيرة طارق ثابت متميزة للغاية في البطولة إذ لم يعرف سوى الانتصارات والتي ترامنت مع أداء طيب لكن الرضاء لم يكن كاملا باعتبار الحصيلة المتوسطة في رابطة الأبطال والتي أعادت الحديث عن ضرورة الاستنجاد بمدرب أجنبي قادر على إحداث النقلة النوعية في الأداء وتطوير القدرات الفردية والجماعية للاعبين، ورغم أن ثابت مازال ثابتا في مكانه فإن الضغط الذي يعيشه قد يفرض التغيير للمرة الثانية في هذا الموسم من خلال التعاقد مع مدرب أجنبي تتفادى من خلاله الهيئة المديرة نار الانتقادات وترسي به الهدوء في محيط الفريق قبل المنعرج الحاسم من الموسم ليصنع الترجي الاستثناء في البطولة بالتعويل على فني أجنبي.
وغابت المدرسة الأجنبية عن الترجي منذ موسم 2015 عندما لاحق الفشل الذريع الفرنسي جوزي أنيغو ليعوّضه عمار السويح ثم تعطي الإدارة الثقة في أبنائها الواحد تلو الآخر لكن سطوة وسائل التواصل الاجتماعي وحتمية تخفيف الضغط على الفريق قد تفرضان اللجوء الى خيار من خارج تونس وهو أمر مرتبط بحصيلة الترجي في آخر جولتين وكذلك مدى الرضاء عن العمل المنجز في الفترة الماضية وسيخضع لعدة مقاييس وأبرزها قيمة الرصيد البشري ومدى حسن توظيفه، وينادي جانب من الجماهير منذ فترة بالتعاقد مع مدرب أجنبي قادر على احداث ثورة تكتيكية صلب الفريق وهو ما كان رئيس النادي حمدي المؤدب سائرا فيه بعد استقالة معين الشعباني لكن نجاح طارق ثابت والمطالب المالية لبعض الأسماء التي وقع الاتصال بها حالا دون حصول الزيجة.
وتبقى جميع الاحتمالات واردة بخصوص مستقبل طارق ثابت مع الترجي ذلك أن نتائجه في البطولة قد تشفع له البقاء في منصبه وإكمال العمل الذي بدأه كمدير رياضي ثم مدرب أول كما أن رحيله ليس مستبعدا ليعطي المشعل لاسم جديد لن تكون مهمته سهلة سواء كان محليا أو أجنبيا طالما أن الفريق مازال في مرحلة إعادة البناء وليس من السهل جني الثمار سريعا مع وجود نواة جديدة تضم عناصر لا تتجاوز العشرين سنة تحتاج إلى وقت لكسب الخبرة.
اليوم افتتاح «مونديال» الشبان بالسويد : هل ينجح الثلاثي التونسي في الذهاب بعيدا؟
تفتتح اليوم بالسويد منافسات بطولة العالم للشبان والتي ستتواصل الى غاية 29 نوفمبر الجاري بم…