المنتخب الوطني في عام 2023 : الـمـنتخب ينهي الـعـام بـحـصـاد إيجابي
ودّع المنتخب الوطني عام 2023، بعلامة إيجابية بعد أن حقق أهم أهدافه، وهو يستعد لاستقبال عام 2024 الذي يتضمن الكثير من التحديات التي لا تقل صعوبة عن التي عاشها في عام 2023. وقد تمكن المنتخب الوطني من اقتحام تصفيات كأس العالم 2026 بشكل إيجابي ومميز للغاية، بل يمكن القول إنه استطاع أن يقطع خطوة هامة على درب ضمان التأهل إلى نهائيات 2026، فبعد أن تصدر مبكرا صدارة مجموعته برصيد ست نقاط من مباراتين متقدما في ذلك بفارق الأهداف عن منتخب غينيا الاستوائية، سيكون بمقدوره قطع خطوات أكبر في المراحل القادمة التي يبدو خلالها طريقه سالكا ومعبّدا نحو مزيد التقدم أكثر في الترتيب وحصد أكبر عدد ممكن من النقاط، فمواجهاته الخمس القادمة تبدو مواتية لمواصلة سلسلة الانتصارات، وبمقدوره تبعا لذلك إضافة 15 نقطة ممكنة بما أنه سيستضيف في الجولة المقبلة منافسه المباشر والأول على بطاقة التأهل ونعني بذلك منتخب غينيا الاستوائية، وبمقدور منتخبنا حسم هذه المواجهة المرتقبة على ملعبه، قبل أن ينزل ضيفا بعد ذلك على منتخبي نامبيا وليبيريا، وقدرات المنتخب الوطني تساعده على العودة بنقاط الفوز من هذين الاختبارين قبل أن يخوض بعد ذلك مباراتين على التوالي في ملعب رادس ضد منتخبي مالاوي وليبيريا، وفي صورة فوزه في كل هذه المقابلات سيكون بلا شك أقرب منتخبات مجموعته إلى حسم التأهل مبكرا إلى نهائيات كأس العالم.
لكن قبل التطلع إلى ما سيحصل خلال المواعيد القادمة التي تنتظره «نسور قرطاج» سواء في تصفيات كأس العالم أو في نهائيات كأس إفريقيا التي ستقام خلال شهري جانفي وفيفري المقبلين في الكوت ديفوار، من المهم تقييم أداء منتخبنا ونتائجه خلال سنة 2023 الذي اقتربنا من توديعه وقد أنهاه المنتخب الوطني بتحقيق فوزين متتاليين.
ستة انتصارات في عشر مباريات
بعد المشاركة المرضية نسبيا في نهائيات كأس العالم التي أقيمت أواخر سنة 2022، كان الاعتقاد السائد هو استمرار المنتخب الوطني في تطوير أدائه وتحقيق جل أهدافه خلال العام الجاري، حيث كان يتعين عليه في البدء استكمال مراحل تصفيات كأس إفريقيا 2024 والتأهل في صدارة مجموعته وهو ما تحقق فعلا رغم المنافسة القوية للغاية مع منتخب غينيا الاستوائية، كما أنه كان مقبلا خلال الفترة الأخيرة من هذا العام على خوض أولى مقابلتين ضمن تصفيات كأس العالم 2026 وفي هذين الموعدين حقق المطلوب بعد أن فاز على منتخبي ساوتومي برانسيب ومالاوي، وفي المجمل فقد خاض المنتخب عشر مباريات طيلة هذا العام، من بينها أربع ضمن تصفيات كأس إفريقيا ومثلها في اختبارات ودية ومقابلتين فقط في تصفيات المونديال، وفي هذه المقابلات استطاع المنتخب أن يحقق الفوز في ست مقابلات مقابل ثلاث هزائم منها واحدة فقط في إطار رسمي، وفي المقابل تعادل في مناسبة واحدة.
أما بالنسبة إلى معدل الأهداف المقبولة والمدفوعة، فقد سجل منتخبنا 16 هدفا مقابل قبوله تسعة أهداف فقط من بينها ثمانية أهداف في مباريات ودية.
وما تبينه هذه الإحصائيات أن المنتخب الوطني تمكن من تحقيق نتائج مقنعة ومنطقية في أغلب المباريات الرسمية التي جمعته بمنتخبات من الصف الثاني، سواء في تصفيات كأس إفريقيا أو كأس العالم، محققا بذلك الأهداف المرسومة مسبقا لكن رغم ذلك بقيت بعض الأسئلة تلاحق أداء منتخبنا مع المدرب الحالي جلال القادري الذي يقود المجموعة منذ ما يقارب العامين ومدى تطوره في هذه الفترة التي عرفت بالأساس استقرارا واضحا على مستوى أغلب عناصر المنتخب الوطني.
الرحلة الآسيوية تكشف العيوب؟
ربما لا يمكن الحكم قطعيا على أداء المنتخب الوطني في أغلب المباريات الرسمية ضمن التصفيات الإفريقية سواء المؤهلة إلى كأس العالم أو كأس إفريقيا ذلك أن النتيجة تأتي في المقام الأول، لكن ما حصل في بعض المباريات الودية قد يدعو إلى طرح عديد الأسئلة بشأن مدى تطور الأداء العام في المنتخب، فمقابل التعادل وديا ضد المنتخب الجزائري ثم الفوز بطريقة مقنعة على المنتخب المصري في عقر داره، جاءت رحلة «نسور قرطاج» إلى آسيا لتكشف بعض العيوب والكثير من النقائص، حيث خسر منتخبنا برباعية نظيفة ضد المنتخب الكوري قبل أن ينهزم بعد ذلك ضد المنتخب الياباني بثنائية، رغم أن هذا المنتخب استطاع منتخبنا هزمه قبل كأس العالم الأخيرة بثلاثية كاملة على ملعبه، وبقطع النظر عن السقوط بشكل محير، فإن المستوى خلال هذين الاختبارين لم يكن جيدا بالمرة، وأغلب الركائز الأساسية لم تقدم ما هو مطلوب منها، بل إنها لم تظهر بذات الصورة الإيجابية التي ظهرت بها خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة.
أما بالنسبة إلى المباريات الرسمية فإن منتخبنا لم يخض أي لقاء ضد أحد «كبار القارة»، ورغم ذلك وجد بعض الصعوبات في عدد من المقابلات أبرزها ضد منتخب غينيا الاستوائية خارج تونس وكذلك ضد منتخب بوتسوانا في ملعب رادس، ففي تلك المقابلة انتظر منتخبا كثيرا قبل أن ينجح في تسجيل هدفه الأول، أما في آخر مباراتين ضد منتخبي ساوتومي ومالاوي فإن منتخبنا الوطني لم يقنع كثيرا ولم يقدّم مؤشرات واعدة تجعل الجميع يتفاءل كثيرا بشأن قدرة هذا المنتخب على أن يكون رقما صعبا خلال نهائيات كأس إفريقيا التي ستقام بعد أسابيع قليلة.
والثابت في هذا السياق أن المدرب الوطني جلال القادري سيكون مطالبا أكثر من أي وقت مضى بضرورة تجاوز النقائص وتحسين الأداء العام وتجاوز كل المشاكل التي لاحت في أغلب المقابلات الأخيرة وأكّدت أن المستوى لم يتطور بالشكل المطلوب بعد المشاركة الإيجابية الأخيرة في كأس العالم.
بالتوازي مع عودة السلطاني : الجبالي مرشح لاستعادة مكانه في مواجهة باجة
بعد الاكتفاء بتعادلين على التوالي خلال الجولتين الأخيرتين، وهو ما جعله يتراجع إلى المركز ا…