أعنفها ضرب دولاً عربية : 2023..عام الكوارث الطبيعية المتطرفة..
ابتداء من الزلازل وحرائق الغابات والجفاف، مرورًا بالانهيارات الأرضية والأعاصير والعواصف، وصولا ًللفيضانات، تميز عام 2023 بالكوارث الطبيعية المتطرفة التي شهدت مآسي كثيرة أوقعت آلاف الضحايا والجرحى وشرّدت الملايين وخلّفت خسائر مادية كبيرة، فيما يقول الخبراء إن العام القادم لن يختلف عن العام الحالي.
وُصف صيف 2023 بالصيف الأكثر سخونة على الاطلاق وفق جميع التقارير المختصة في المناخ.
وعاشت أغلب دول العالم على وقع ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة تجاوزت أحيانا 50 درجة واستمرت موجة الحرارة في مناطق كثيرة لنحو ثلاثة أشهر.
ومن المتوقع أن تكون السنوات الخمس المقبلة هي الأكثر سخونة على الإطلاق.
وفي كندا مثلاً، حيث اجتاحت موجة حر خانقة بشكل غير عادي معظم أنحاء البلاد، حطّمت درجات الحرارة العديد من الأرقام القياسية، وتسببت في نشوب حرائق «غير مسبوقة»، والتهم أكثر 5500 حريق مساحة 13.4 مليون هكتار من الغابات بحسب التقديرات الرسمية.
أمّا في الولايات المتحدة، دمرت حرائق الغابات مدينة لاهينا التاريخية وأوقعت ما لا يقل عن 115 قتيل.
وفي منطقة البحر الأبيض المتوسط التي تصنّف من بين أكثر دول العالم تأثرًا بالتغييرات المناخية اشتعلت حرائق هائلة في أكثر من منطقة وأتت على مساحات شاسعة.
وفي أوت الماضي واجهت اليونان حرائق غابات بمنطقة «إيفروس» الشمالية الشرقية وُصفت بأنها «الأكبر خلال الأعوام العشرين الماضية»، استمرت لنحو أسبوعين، وأتت على أكثر من 292 ألف و587 هكتار من مساحة الغابات.
وفي إسبانيا، أتى حريق على حوالي 10 آلاف هكتار من الأراضي، وهو ما وصفته السلطات بـ «الأسوإ على الإطلاق بالنسبة لجزر الكناري».
كما عاشت تونس والجزائر على وقع موجات حر قياسية تسببت في نشوب حرائق هائلة أتت على مساحات شاسعة وأوقعت خسائر بشرية ومادية كبيرة.
موجة جفاف غير مسبوقة
وصاحب الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة في مناطق كثيرة من دول العالم موجة جفاف أضرت بالزراعة وبمخزون المياه.
وفي حوض المتوسط تعاني دول شمال افريقيا من موجة جفاف متواصلة منذ نحو خمس مواسم أثرت على المحاصيل الزراعية وعلى مخزون المياه ودفع ذلك تونس مثلا للمرور إلى قرار تقسيط المياه.
فيما شهدت مناطق جنوب شرقي آسيا «أقسى موجة حرارة مسجلة»، بينما تسببت درجات الحرارة القياسية بالصين في نفوق الحيوانات والمحاصيل وأثارت مخاوف بشأن الأمن الغذائي.
فيضانات وزلازل مدمرة
وعلاوة على الحرائق وموجات الحر القياسية عاشت أكثر من منطقة في العالم على وقع كوارث طبيعة مدمرة.
وفي شهر فيفري ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزالان مدمران بقوة 7.7 و7.6 درجات، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة.
وأودت الكارثة التي كان مركزها ولاية كهرمان مرعش بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وخلفت دمارًا كبيرا في 11 ولاية تركية.
وفي جويلية الماضي ضرب زلزال مدمر تجاوزت قوته 7 درجات من سلم ريختر مدينة مراكش المغربية، وأودى بحياة ما يقرب من ثلاثة آلاف وأوقع أكثر من 5500 مصاب.
وتضررت مدينة مراكش، الوجهة التي يقصدها عدد كبير من السياح الأجانب، وانهارت بعض المباني في المدينة القديمة المصنفة منذ 1985 على لائحة التراث العالمي لليونسكو، وانهارت جزئيا أسوار تاريخية تعود إلى القرن الثاني عشر.
ووصف هذا الزلزال بالأقوى منذ قرن وأدّى إلى تدمير البنية التحتية للقرى النائبة في المنطقة الجبلية الوعرة ونسف أكثر من 50 ألف مسكن.
وفي أكتوبر هزّ زلزال بلغت قوته 6,3 درجات وأعقبته ثماني هزّات ارتدادية قوية مناطق في أفغانستان يصعب الوصول إليها تقع على بعد 30 كيلومترا شمال غرب عاصمة الولاية هرات، ما أدى إلى انهيار منازل ريفية وأوقع أكثر من 2000 قتيل ودُمّر أكثر من 1320 منزل بالكامل.
وفي شهر أوت كانت مدينة درنة غرب ليبيا مسرحا لأكبر كارثة طبيعية في التاريخ الحديث بحسب المختصين، اذ دمرت عاصفة «دانيال» ثلثي المدينة ودفنت أكثر من 11 ألف شخص فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف في عداد المفقودين.
وفي بنغلاديش، جرفت فيضانات في أوت مئات المنازل وأغرقت 5000 هكتار من الحقول الزراعية ومزارع الأسماك، وألحقت أضرارا بمساحات شاسعة من الطرق في منطقة «كوكس بازار» الساحلية.
كوب 28 واتفاق تاريخي
وتوازيا مع جملة هذه الكوارث الطبيعية احتضنت الامارات مؤتمر «كوب 28» الذي انتهى بـ«اتفاق تاريخي» وفق أغلب المختصين في المناخ.
وتوصل ما يقرب من 200 دولة لاتفاق رائد يهدف للانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري الفحم، والنفط، والغاز تجنبا لعواقب تغير المناخ السيئة وذلك في أول اتفاق من نوعه.
واتفقت الدول المجتمعة في دبي على مضاعفة الطاقة المتجددة في العالم ثلاث مرات بحلول عام 2030.
ويرى الخبراء في البيئة أن هذا المؤتمر شكل نقطة تحول جذرية في العمل في مجال المناخ وأنه حاليا يقدم أفضل الحلول في مواجهة التغييرات المناخية.
مع الأحداث : قمة المناخ بأذربيجان.. أي انتظارات في غياب كبار الملوثين؟
تحتضن أذربيجان قمة المناخ «كوب 29» من أجل بحث سياسات تحد من تأثير التغير المناخي خصوصا على…