بعد طيّ صفحة المجالس المحلية : تونس تتهيّأ لاستحقاق رئاسي سيكون خاتمة المسار
مباشرة، وبعد انتهاء عملية الفرز لانتخابات المجالس المحلية، بدأ الحديث عن الانتخابات الرئاسية، وكأن كل شيء كان معدّا سلفا من أجل ان لا تختلط المراحل ومن أجل ان يكون لكل استحقاق سمته، ولكل مرحلة شعاراتها وعناوينها، ومن أجل ان يكون موعدا ذا أهمية أكبر من كل ما سبقه بالتأكيد.
أنصار الرئيس، ومعهم كثير من الاعلاميين والمحللين، يتحدثون عن المجالس المحلية باعتبارها خاتمة المسار الاصلاحي الذي أطلقه الرئيس في 25 جويلية 2021، ويحاولون القفز على الاستحقاق الرئاسي على اساس أنه خارج المسار الاصلاحي، بل أمر مسلّم به وسيأتي بطبيعته، والرئيس فيه لا يحتاج الى عمل كبير او جهد انتخابي للفوز، بل ان الفوز تحصيل حاصل ولا يحتاج الى نقاش كثير.
أحد المحللين في تلفزة خاصة، يقدم نفسه على أنه قريب من الرئيس ويتحدث أحيانا باسمه، قال من ذاك المنبر ان استطلاعات الرأي وسبر الآراء تمنح الرئيس قيس سعيد حاليا تقدما كبيرا على كل منافسيه المحتملين، بل وأعطى نسبة تقريبية قال انه أكثر من ثمانين بالمائة.
في الوقت نفسه تحدث رئيس الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات عن استعدادات ستباشرها الهيئة قريبا للبدء في الإعداد لاستحقاق رئاسي موفى السنة القادمة. وهو نفس ما تطرق اليه قانون المالية لسنة 2024 الذي رصد في ميزانية الدولة مبلغا ماليا بعنوان الدور الثاني للمجالس المحلية ومبلغا آخر بعنوان الانتخابات الرئاسية.
هذه المؤشرات كلها لا تترك مجالا للشك أن البلاد بدأت منذ الان الاستعدادات للانتخابات الرئاسية التي من المفترض ان تجري في موفى السنة القادمة، والتي الى الان لا تظهر علامات قوية عمن يمكن ان ينافس الرئيس قيس سعيد فيها.
الرئيس نفسه الى حد الان لم يعلن عن ترشحه، والمرة الوحيدة التي سُئل فيها عن الامر عندما كان السنة الفارطة في زيارة لضريح الزعيم بورقيبة في المنستير، قال انه لم يقرر بعد، لكنه لا يمكن ان يترك البلاد للعملاء والخونة. وهي اشارة يمكن فهمها كما هي، أي انه لم يقرر لكنه ينوي الترشح، وهذا بالتأكيد أمر متروك الى وقته وسياقاته.
في الجانب الآخر لا تبدو الصورة واضحة عن مرشح معيّن للمنافسة تجمع عليه المعارضة او تقف وراءه أحزاب وتيارات، كما كان يحدث سابقا، حيث ان المعارضة الى حد الان لم تجتمع على شخص واحد، او بالأحرى لا يبدو أنها تخوض في موضوع الرئاسيات بشكل جدي وعملي، بل مجرد وجهات نظر مختلفة، فيها من يروّج لمسألة مرشح موحد، وفيها من يريد المقاطعة، وفيها من يعتبر المسألة لا تعنيه أصلا.
في الساحة الجمعياتية والحقوقية، يتحدث البعض بهمس عن مقيم بباريس يحاول منذ فترة ان يجمع رؤساء ومسؤولي الجمعيات الحقوقية التي تدور في فلكه ليحصّل منها إجماعا على تقديمه مرشحا موحّدا ضد قيس سعيد، لكن لا يبدو انه يلاقي تشجيعا من الجمعيات، خاصة وان كثيرا منها تلك التي باتت تخشى التطرق الى ملفاتها التمويلية، ولا تريد ان تفتح على نفسها أبوابا يصعب غلقها.
فهل تكون نهاية المسار بتتويج قيس سعيد رئيسا للمرة الثانية بلا منازع، أم ان هناك مفاجآت في الأفق لم تفصح عن ملامحها بعد، خاصة وان أقطابا كثيرة من المعارضة مازالت وضعياتها القانونية غامضة، باعتبار وجودها داخل السجون في قضايا مختلفة، ومنها أسماء وازنة وقادرة على المنافسة، فهل سيشهد الاستحقاق القادم على وجودهم في السباق ام ان الامر قد طُوي وانتهى؟
مهرجان السينما المتوسطية بشنني «الأرض أنا، الفيلم أنا.. إنا باقون على العهد»: تطور كبير وحضور مؤثّر وفاعل للمخرج السوري سموءل سخية
استطاع المدير الفني لمهرجان السينما المتوسطية بشنني في الدورة 19 المخرج السوري سموءل سخية …