غازي العيادي من أجل رفع مكانته في فريق باردو : بداية واعدة تحتاج إلى التأكيد
بعد تجارب خارج تونس، عاد لاعب الوسط غازي العيادي هذا الموسم إلى أجواء البطولة الوطنية، ورغم أن الاعتقاد الذي ساد سابقا كان يوحي بأن عودته ستكون إلى النادي الإفريقي الفريق الذي تكوّن صلبه ولعب لفائدته لمواسم عديدة، إلا أن اللاعب سلك طريقا آخر، حيث كانت وجهته نحو مركب باردو بعد أن تعاقد مع الملعب التونسي الذي كان أكثر الفرق حرصا على التعاقد مع هذا اللاعب.
عاد العيادي إلى البطولة التونسية بنفس الحماس والرغبة في تحقيق مكاسب جديدة، لذلك لم ينتظر كثيرا، بل إنه نجح سريعا في إثبات جدارته بأن يكون أحد اللاعبين المهمين ضمن حسابات المدرب حمادي الدّو، ليشارك تبعا لذلك بشكل شبه منتظم منذ بداية الموسم ولم يتخلف سوى عن عدد محدود من المقابلات، لكن في هذا السياق من المهم التأكيد على أن مباراة الذهاب بين الملعب التونسي ومنافسه اليوم النادي الإفريقي، ربما شكّلت بداية مرحلة جديدة في مسيرة هذا اللاعب مع فريق باردو هذا الموسم، فرغم أنه لم يكن أساسيا بل وقع إشراكه في بداية الشوط الثاني إلا أنه قدّم مردودا مرضيا جعله يعود بعد إلى التشكيلة الأساسية ويشارك في كل المباريات التي تلت تلك المواجهة.
تأثير إيجابي
وما يمكن تأكيده في هذا الإطار أن العيادي استطاع أن يحسم المنافسة القوية في وسط الميدان، فرغم ثراء الرصيد البشري وقوة المنافسة بوجود بعض العناصر المحلية الواعدة وكذلك الأجنبية على غرار دومنيك ميندي وستيف دواسون، إلا أنه كان صفقة رابحة للفريق حيث لاح تأثير وجوده ضمن حسابات الإطار بشكل واضح وإيجابي، بل إنه كان من بين المساهمين المباشرين في تحقيق الملعب التونسي نتائج مميزة للغاية على امتداد المباريات الأربع الأخيرة، بل إنه كان صاحب الهدف الحاسم الذي قلب كل المعطيات رأسا على عقب فيما يتعلق بحظوظ الفريق في المنافسة على مركز ضمن الثالوث الأول في ترتيب المجموعة الأولى، حيث قاد فريقه إلى التغلب على الأولمبي الباجي في باجة بالذات، ليقفز تبعا لذلك الفوز فريق باردو إلى أندية المقدمة على حساب الأولمبي.
ومما لا شك فيه فإن العيادي ورغم أنه يشغل خطة لاعب وسط إلا أنه أكد في أغلب المباريات أنه عنصر لا غنى لإنجاح المنظومة الهجومية في الملعب التونسي، فبفضل مساندته المستمرة والدائمة لعناصر الخط الأمامي واجتهاده في المشاركة ضمن العمل الهجومي تألق الفريق بشكل واضح في أغلب مبارياته الأخيرة وخاصة في مواجهة اتحاد بن قردان في باردو وقوافل قفصة خارج الديار، الأمر الذي جعل زملاء العيادي يسجلون خمسة أهداف كاملة في مقابلتين فقط، وما تحقق إلى حد الآن يجعل الفريق مؤهلا لتقديم أداء مثالي ومميز وخاصة من الناحية الهجومية عند مواجهة النادي الإفريقي ظهر اليوم في مركب النيفر بباردو، لا سيما في ظل وجود غازي العيادي الذي يملك من الخبرة والتجربة والقوة الذهنية ما يسمح بالتألق والبروز من جديد.
الرد بأفضل طريقة
رغم أن علاقة العيادي بفريقه السابق لم تنته بشكل سيء حيث غادر الفريق منتصف موسم 2020ـ2021 بعد أن فسخ عقده وتنازله عن جزء هام من مستحقاته المالية لفائدة هذا الفريق، قبل أن يتوجه لخوض تجربة في البطولة السعودية، إلا أنه عودته إلى تونس لم تكن نحو فريقه الأم، بل اختار وجهة مختلفة لعدة أسباب أهمها عدم وجود تحمس واضح من قبل القائمين على النادي الإفريقي بإعادته من جديد للفريق بل إن البعض تحدث أن هذا اللاعب لم يعد بمقدوره تقديم الإضافة، لكن يبدو أن العيادي المتألق حاليا مع فريق باردو بصدد الرد على كل المشككين، والثابت تبعا لذلك إن التألق في مواجهة اليوم وقيادة الملعب التونسي نحو مرحلة «البلاي أوف» سيكون الهدف الأول لهذا العيادي الذي استطاع في ظرف وجيز أن يدخل قلوب أحباء «الأخضر والأحمر» بعد أن قدّم الإضافة المرجوة منه وأصبح من العناصر القادرة على صنع الفارق وقيادة الفريق نحو أعلى المراتب، وبلا شك فإن التألق في مباراة اليوم سيرفع أكثر مكانة العيادي لدى كل أنصار الملعب التونسي.
بالتوازي مع عودة السلطاني : الجبالي مرشح لاستعادة مكانه في مواجهة باجة
بعد الاكتفاء بتعادلين على التوالي خلال الجولتين الأخيرتين، وهو ما جعله يتراجع إلى المركز ا…