انخفضت وتيرتها وتراجع عدد المشاركين فيها : لماذا تراجعت وقفات المساندة والتأييد للشعب الفلسطيني؟
ربما باستثناء وقفة أسبوعية كل يوم أحد صباحا أمام السفارة الامريكية، لم تعد شوارع العاصمة ولا المدن الكبرى، تعيش تلك الأجواء من الغضب والدعم والاحتجاج على جرائم العدو الصهيوني التي يرتكبها كل يوم في غزة وفي عموم فلسطين، وحتى في جنوب لبنان وفي سوريا أيضا.
وربما المفارقة ايضا ان العدوّ لم يتراجع عن جرائمه، ولم يقلل منها بل زاد في وتيرة القتل والدمار والتهجير وارتكب مجازر أكثر فظاعة من الايام الاولى للغزو، وبالمقابل تراجع المد الشعبي التضامني التونسي مع الأشقاء في فلسطين.
ومقارنة ببعض العواصم العربية، فإن تونس باتت تقريبا في الصفوف الاخيرة لحجم وعدد التظاهرات المساندة، حيث رأينا من أسبوع فقط مسيرات مليونية في صنعاء وبغداد وعمّان التي يبدع ناشطوها في ابتكار اساليب احتجاج جديدة ومتنوعة كل يوم، هدفها شدّ أزر الشعب الفلسطيني وتقوية معنويات المقاومة وايصال رسائل التنديد والاحتجاج الى العالم ومنظماته الحقوقية.
استثناءان بقيا في تونس الى الآن مرابطان في نفس الخندق مع الشعب الفلسطيني، اولاهما بلا شك الدولة التونسية وموقفها الرسمي المشرّف الذي يكاد ينفرد بحزمه وصرامته في الوقوف الى جانب القضية العادلة للشعب الفلسطيني، ومرّ بعد الخطاب الى التنفيذ على الارض، حيث أرسلت تونس عديد طائرات الشحن المليئة بالمساعدات والمواد الغذائية والادوية والاغطية الى مطار العريش الدولي شرق مصر من أجل ان يتم ادخالها في ما بعد عن طريق الهلال الاحمر المصري الى فلسطين المحتلة عبر معبر رفح البري، كما استقبلت أيضا وفودا من الجرحى الفلسطينيين وآوتهم في مستشفياتها وعياداتها، العامة والخاصة، وتقوم معهم بواجب العلاج دون منّة ولا كثرة بلاغات ولا تظاهر، وعبّرت عن استعدادها، بل عن سعيها لجلب مزيد من الجرحى متى سنحت الفرصة من أجل مداواتهم في تونس.
وثانيهما هو جمهور الملاعب ومحبي الفرق الرياضية بدون تمييز، ومهما كانت الخلافات في ما بينهم فان الملاعب في كل مناسبة رياضية تتحول الى تظاهرة كبرى لدعم الشعب الفلسطيني، ويسجل الجمهور أروع الملاحم في نصرة الشعب الفلسطيني والهتاف لمقاومته بالنصر والتنديد بجرائم العدو وفضح همجيته وحقده الأعمى.
كما تحولت صور القسام وبعض اللقطات من معارك جباليا وخان يونس، الى مانشيطات تزيّن مدارج الملاعب كل أسبوع، ونفس الامر بالنسبة الى صور الناطق الاعلامي أبو عبيدة الذي تحول الى «تشي غيفارا» المدارج، وكذلك السنوار، ولا تخلو هتافات الجمهور من أسماء محمد ضيف والشيخ ياسين وغيرهم من رموز المقاومة في غزة.
على المستوى الشعبي، مازالت المقاهي دون استثناء تقريبا تفتح تلفزاتها منذ الصباح الباكر على قنوات الاخبار التي تنقل مشاهد الدمار في غزة، ومازال الحرفاء يتابعون بانتباه وبحماسة قلّ نظيرها، كل عمليات المقاومة البطولية ضد العدوّ المحتل، ويرابطون ساعات أمام الشاشة في انتظار اطلالة من أبو عبيدة او أخبار من باب المندب وجنوب لبنان.
في الوقت نفسه تراجعت كثير من النخب عن حماستها الاولى، وهذه النخب هي التي عادة تحرك الشارع وتحشد على صفحات التواصل الاجتماعي وتقود التظاهرات وتخطب في المحتجين أمام المسرح البلدي وسفارة فرنسا وسفارة امريكا، لكن يبدو انها تراخت في الفترة الاخيرة، أما لطول فترة الحرب التي شارفت على الثمانين يوما الآن، او لظروف خاصة بهؤلاء او كذلك ربما لخلافات داخل هذه النخب التي انهمك أغلبها في اليومي، وبدأ يفقد حماسته الاولى واندفاعاته لنصرة القضية الفلسطينية، وهذا ما خلّف نوعا من الفراغ الاحتجاجي ان صح التعبير في الساحة التونسية مقارنة بغيرها من الساحات، وهي التي عوّدت العالم ان تكون سبّاقة في نصرة القضايا العادلة وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني، فهل هو خمول شتاء سيزول سريعا ام هو موقف غير واضح وغير مفهوم من النخب التونسية التي لم يُعرف عنها تراجعا ولا خذلانا حتى في أحلك الظروف؟.
مهرجان السينما المتوسطية بشنني «الأرض أنا، الفيلم أنا.. إنا باقون على العهد»: تطور كبير وحضور مؤثّر وفاعل للمخرج السوري سموءل سخية
استطاع المدير الفني لمهرجان السينما المتوسطية بشنني في الدورة 19 المخرج السوري سموءل سخية …