ثلاثي بارز مرشح للخروج : هل يستمر نزيف التفريط في النجوم؟
يتأهب الاتحاد المنستيري للدخول في فترة ميركاتو شتوي «ساخن» ومثير قد يعرف حصول بعض التغييرات على مستوى الرصيد البشري، ذلك أن وجود عديد المعطيات في الوقت الراهن توحي بأن الفريق ربما لن يعرف مجددا الاستقرار وقد يضطر للتفريط على الأقل في لاعب واحد يعتبر من نجوم النادي وركائزه، والحديث هنا يتمحور حول ثلاثة لاعبين برزوا بشكل كبير للغاية خلال الفترة السابقة من البطولة وساعدوا الاتحاد بشكل واضح في تحقيق نتائج إيجابية ومميزة إلى حد الآن.
فريق لا يعرف الاستقرار
بالعودة إلى نتائج الاتحاد المنستيري على امتداد المواسم الأربعة الأخيرة، يمكن التأكيد على أن الفريق اتخذ منحى جديدا في مسيرته الممتدة منذ عقود طويلة، فبعد أن كان ينافس في السابق على البقاء وتفادي النزول وفي بعض الأحيان يخسر الرهان ويغادر مصاف النخبة، عرف خلال السنوات الأخيرة تحولا كبيرا وقفزة نوعية جعلته يصبح فريقا عتيدا ينافس على الألقاب والتتويجات والمشاركة في المسابقات الإفريقية، وهو ما برز بشكل واضح خلال موفى موسم 2019ـ2020 عندما حصد كأس تونس لأول مرة في تاريخه قبل أن يشارك في الموسم الموالي ضمن مسابقة كأس «الكاف» وفي الموسم التي تلاه نافس لأول مرة أيضا في مسابقة رابطة الأبطال.
وما تحقق للفريق خلال الحقبة الأخيرة كان من بين أسبابه وجود ثلة من اللاعبين الذين تألقوا بشكل لافت ونجحوا في تقديم الإضافة وهو ما أكد نجاح السياسة المعتمدة في ما يتعلق بالانتدابات، غير أن المعطى الهام في هذه المسألة أن أغلب اللاعبين الذين برزوا بشكل واضح لم يتم الإبقاء عليهم، فباستثناء الحارس الدولي البشير بن سعيد الذي يستمر إلى حد الآن في اللعب للفريق فإن جل اللاعبين الذين حققوا النجاح مع الاتحاد غادروا الفريق لخوض تجارب مختلفة.
وفي هذا السياق تضم القائمة المطولة عددا كبيرا من العناصر المميزة من بينهم الثالوث الأجنبي أنتوني أكبوتو وموزاس أوركوما وإيمانويل أغبادو الذي تألق بشكل كبير للغاية في موسم 2019ـ2020، غير أن «إغراءات» العروض المقدمة للتعاقد معهم جعلتهم لا يواصلون التجربة مع الاتحاد المنستيري ليغادروا نحو وجهات أخرى.
كما تضم هذه القائمة أيضا لاعب الوسط إلياس الجلاصي الذي تألق في ذلك الموسم قبل أن يلتحق بدوره بركب المغادرين في منتصف موسم 2020ـ2021، وهو الموسم الذي عرف كذلك خروج قائد الفريق زياد المشموم الذي انضم إلى الترجي الرياضي.
ليأتي الدور بعد ذلك على لاعبين تونسيين وأجانب استطاعوا تقديم الإضافة وتحقيق نجاحات لافتة مع الفريق، لكن بقاءهم مع الاتحاد لم يدم طويلا، وبالكاد قضى بعضهم موسما أو اثنين قبل التوجه نحو فرق أخرى، والحديث هنا يهم لاعبين مثل يوسف العبدلي الذي خاض موسما ناجحا للغاية مع الاتحاد قبل أن يغادر نحو البطولة السعودية في بداية موسم 2022ـ2023، ونسج على منواله الإيفواري روجي أهولو الذي استغل عدم تجديد عقده ليخوض تجربة جديدة.
أما الموسم الذي جسّد بشكل واضح ولا لبس فيه انعدام الاستقرار صلب الاتحاد المنستيري في ما يتعلق بالرصيد البشري، فكان الموسم الماضي الذي عرف هجرة جماعية شاملة حيث غادر الفريق ما لا يقل عن 13 لاعبا من بينهم بعض النجوم والركائز وأبرزهم على الإطلاق الثلاثي هيكل الشيخاوي الذي توجه نحو البطولة الإماراتية وحسام تقا وكذلك يوسوفا أومارو.
بين حتمية الاستثمار والنجاح المستمر في الانتدابات
لتحليل ما يحصل باستمرار صلب الاتحاد المنستيري بخصوص التغييرات الكبيرة التي يعرفها الرصيد البشري وخاصة في ما يتعلق باللاعبين البارزين، فإنه من الضروري العودة إلى معطيين اثنين أولهما مرتبط شديد الارتباط بالجانب المالي بالأساس، وفي هذا السياق فإن الإدارة السابقة للنادي بقيادة أحمد البلي الذي ترأس النادي لمواسم طويلة نجحت في توفير عائدات مالية جيدة جنّبت الاتحاد مواجهة أزمات مالية خانقة، حيث كانت الهيئة السابقة منفتحة على كل العروض الجدية ولا تمانع في التفويت في اللاعبين البارزين رغم تأثيرهم البارز في أداء الفريق، حيث كانت الغاية الأولى هي الحرص على توفير عائدات مالية محترمة تساعد الإدارة على تسيير داوليب النادي دون أي مخاوف من حصول أزمات خانقة مثل الأزمات التي عانت منها أغلب الأندية الأخرى.
أما المعطى الثاني فيتعلق أساسا بنجاح النادي كثيرا على مستوى تحركاته في سوق الانتدابات سواء محليا أو خارجيا، ذلك أن الانتدابات الأخيرة كانت موفقة إلى أبعد الحدود وفي هذا السياق يمكن الاستدلال بتجارب إلياس الجلاصي الذي غادر فريقه السابق الترجي من الباب الصغير لكنه استعاد توهجه مع الاتحاد وبرز كأفضل ما يكون، وهو ما ينطبق أيضا على يوسف العبدلي الذي ارتفعت أسهمه كثيرا عند مروره بالاتحاد المنستيري بعد أن وجد صعوبات كبيرة لفرض نفسه مع فريقه السابق الترجي الرياضي، كما تألق أيضا هيكل الشيخاوي وكان من أفضل لاعبي الاتحاد خلال الموسم الماضي بعد أن فشل في تحقيق النجاح ذاته عندما كان ينشط مع الملعب التونسي، وأيضا تألق حمزة الجلاصي كأفضل ما يكون عندما تقمص زي الاتحاد المنستيري حيث كان من بين أهم اللاعبين الذين ساهموا في إنهاء الفريق موسم 2021ـ2022 في المركز الثاني الذي أهّل الاتحاد للمشاركة لأول مرة في تاريخه في رابطة أبطال إفريقيا.
أما بالنسبة إلى اللاعبين الأجانب الذين مرّوا على الفريق خلال المواسم الفارطة فإن أغلبهم قدّم الإضافة ونجح في تحقيق بعض المكاسب مع الاتحاد الذي ساهم في رفع قيمتهم التسويقية، وفضلا عن أكبوتو وأروكوما وأهولو فإن «العلامة البارزة» التي طبعت أداء الاتحاد المنستيري الموسم الماضي وكذلك الحالي، فيحملها الهداف المالي بوبكر تراوري الذي يقود هجوم الفريق باقتدار بما أنه سجل إلى حد الآن عشرة أهداف في تسع مقابلات فقط، وهي حصيلة جيدة للغاية تؤكد صواب التعاقد معه بعد أن مرّ هذا اللاعب سابقا بالبطولة التونسية عبر تجربة قصيرة مع النادي البنزرتي.
لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟
لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…