2023-12-23

غياب حكام الساحة التونسيين عن «الكان» : مرآة حقيقية لواقع صعب

تلقى التحكيم التونسي ضربة موجعة بغياب حكام الساحة عن كأس افريقيا القادمة بالكوت ديفوار ليقتصر الحضور على هيثم قيراط في «الفار» وخليل الحساني كحكم مساعد في سابقة لم يعشها القطاع منذ عقود طويلة حيث كانت الأسماء التونسية حاضرة بقوة في المحافل القارية والدولية ونالت الثقة بادارة الأدوار النهائية على غرار مراد الدعمي الذي كان حاضرا في العرس الختامي لنسختي 2002 و2006 وسبقه ناجي الجويني وعلي بن ناصر وعديد الحكام الذين نحتوا مسيرة بارزة في عالم «الصفارة».

ولئن كان غياب الحكام التونسيين عن «المونديال» منذ دورة 2006 منطقيا نظرا لتراجعهم على الساحة الافريقية، فإن احتجاب حكام الساحة عن كأس افريقيا يعتبر نكسة حقيقية تؤكد سير القطاع في الاتجاه الخاطىء منذ سنوات وهو الذي تؤكده عودة التحكيم الأجنبي الى البطولة التونسية في ظل أزمة الثقة المفقودة بينهم وبين الفرق.

وضمّت القائمة الأولية كلا من الصادق السالمي وهيثم قيراط والمساعد خليل الحساني لكن «غربال» الاتحاد الافريقي أقصى الحكم الأول في تونس والذي دفع فاتورة أخطائه الكبيرة في المباريات الافريقية والتي كلّفته العقوبة بعد مواجهة موريتانيا والكونغو الديمقراطية ليتراجع في الترتيب ويخسر الثقة، في حين لم ينل قيراط مكانا تحت دائرة الضوء ليقتصر حضوره على غرفة «الفار» رغم نجاحه على الصعيد القاري بينما كان الحساني نقطة الضوء الوحيدة.

ويعتبر التمثيل التونسي الضعيف في «الكان» مرآة عاكسة للواقع الصعب للتحكيم التونسي الذي لم ينجح في التطور وخسر مكانته اقليميا وقاريا لصالح المدرستين المصرية والمغربية المتواجدتين بقوة في نسخة الكوت ديفوار 2024، وأصبحت مراجعة أساليب العمل وإحداث بعض التغييرات ضرورة قصوى من أجل إعادة هيبة التحكيم التونسي الذي يعاني من مشاكل جمّة وأبرزها غياب الدعم اللازم للشبان الذين يعانون الأمرين ماليا ورياضيا فضلا عن إيجاد السبل الكفيلة بتحسين أدائهم بما أنه لا تمر جولة إلا وتترك في طياتها انتقادات كبيرة لأدائهم.

وقد يُفسّر غياب حكام ساحة عن «الكان» بضعف التمثيل صلب هياكل الاتحاد الافريقي وهو أمر قد يستقيم نسبيا في ظل هيمنة بعض القوى على الهيكل القاري، فإن تراجع القطاع التحكيمي في تونس ليس وليد اللحظة بل نتيجة لغياب استراتيجية عمل واضحة وغياب أفق لبروز أسماء قادرة على النسج على منوال السابقين الذين تركوا بصمة كبيرة على الصعيد الخارجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

اليوم افتتاح «مونديال» الشبان بالسويد : هل ينجح الثلاثي التونسي في الذهاب بعيدا؟

تفتتح اليوم بالسويد منافسات بطولة العالم للشبان والتي ستتواصل الى غاية 29 نوفمبر الجاري بم…