نتائج دون المأمول للترجي في رابطة الأبطال : مسؤولية للمدرب.. وضعف للأداء الفردي
لم ينجح الترجي في تأكيد بدايته القوية في دور المجموعات لكأس رابطة الابطال عندما تجاوز عقبة النجم الساحلي بثنائية حيث انقاد إلى هزيمة مفاجئة ضد الهلال السوداني قبل أن يتعادل ذهابا وايابا مع بيترو أتلتيكو ليكتفي بجمع خمس نقاط وهي حصيلة ضعيفة مقارنة بالنسخ الفارطة التي ضرب خلالها فريق باب سويقة بقوة وضمن التأهل مبكرا في حين قد يكون مضطرا الى انتظار الجولة الختامية لحسم مصيره بحكم التقارب الكبير في ترتيب المجموعة الثالثة والذي يجعل التنافس قائما بين ممثلي الكرة التونسية والهلال السوداني من أجل حجز البطاقة الثانية بحكم أن بيترو أتلتيكو قطع خطوة هامة نحو العبور إلى ربع النهائي.
وتعددت أسباب التراجع الكبير في نتائج الترجي الذي كان على الورق المرشح الأبرز لتصدرّ المجموعة مبكرا غير أنه واجه عديد المصاعب في هذه النسخة والتي كانت امتدادا لما عاشه منذ الأدوار الاقصائية للنسخة الفارطة وتواصلت في الدور التمهيدي وهو ما عجّل بالقطيعة مع المدربين نبيل معلول ومعين الشعباني ليكون طارق ثابت الذي ثبّتته مسابقة الدوري الافريقي كمدرب أول مهددا بخسارة منصبه بما أن طول فترة الراحة قد تجعل الهيئة المديرة تختار التغيير من جديد من أجل ضخّ دماء جديدة بما أن نواقيس الخطر دقّت مبكرا ليصبح التدارك ضروريا قبل مواجهة المنافسين أكثر قوة في الأدوار المقبلة.
خيارات عقيمة
قدّم المدرب طارق ثابت مؤشرات مطمئنة في بداية مشواره حيث أضفى على الفريق طابعا هجوميا ليقدّم أوراق اعتماده سريعا غير أن الأمور عادت إلى نقطة البداية في المباريات القارية بسبب ضعف الأداء والذي لم يمحه الفوز على النجم الساحلي حيث كان الشجرة التي حجبت الغابة باعتبار أن الفريق فقد ثوابته المعتادة في دور المجموعات وعانى من مشاكل فنية واضحة تجلت في المباريات الثلاث الأخيرة التي حقّق خلالها نقطتين فقط مع تسجيل هدف وحيد ما يعكس الفشل الكبير على المستوى الهجومي والذي يعتبر تواصلا لما عاناه طيلة سنوات.
وحاول الاطار الفني تعديل الأوتار بين مباراة وأخرى من خلال تغيير طريقة اللعب حيث عوّل ضد الهلال على خطة 4-3-3 ثم اختار الرسم التكتيكي 4-2-3-1 أمام بيترو في رادس قبل أن ينتهج طريقة 4-4-2 دون أن يجد الحلول اللازمة في ظل غياب الآليات الكفيلة بإنجاح مختلف الخيارات وهو ما لاح جليا في الفشل في فرض أسلوب اللعب بسبب عدم تجاوب اللاعبين معها، كما ورّط ضعف قراءة اللعب والتعامل مع الأشواط الأولى المدرب طارق ثابت الذي بات في موقف صعب في أعقاب مواجهة لواندا والتي لم تكن خلالها تغييراته موفقة ليزيد في تعميق الهوة مع الأطراف الغاضبة والمنادية بالاستنجاد بمدرب أجنبي.
غياب الحلول البشرية
عانى الترجي من غياب الحلول البشرية إذ لاح جليا أن الرصيد الحالي غير قادر على صنع الربيع مع تعدد الاصابات والتي حرمت الاطار الفني من ركائز مهمة وآخرها حسام غشة فضلا عن عناصر كان بمقدورها تقديم الاضافة على غرار محمد علي بن حمودة ليضيق هامش الاختيارات ويصبح التعامل مع المواعيد الأخيرة على المستوى القاري صعبا، فعكس المباريات المحلية والتي لم يجد خلالها الترجي صعوبات كبيرة لتحقيق الانتصارات فإنه اصطدم بعدة عراقيل مع ارتفاع النسق في رابطة الابطال وخاصة خارج القواعد لتظهر الهنات والنقائص.
ورغم تخمة الانتدابات في الصائفة الفارطة والتي شملت جميع الخطوط وراوحت بين الأجانب والمحليين، فإن الخيارات كانت محدودة في بنك البدلاء وهو ما برز في اللقاء الفارط ضد بيترو أتلتيكو إذ اضطر المدرب طارق ثابت الى تغيير الرسم التكتيكي الذي لا يلائم قدرات لاعبيه كما غابت الإضافة المرجوة من الأسماء التي يفترض أنها «القاطرة» التي تجرّ الفريق والتي كانت تحمل الآمال في إحداث النقلة النوعية أداء ونتيجة لكنها لم تنجح في دفع زملائها إلى الأمام.
غياب عناصر مؤثرة
احتاج الترجي سابقا الى المهارات الفردية لتجاوز المطبات الصعبة، فبعد أن صنع يوسف البلايلي وسعد بقير وأنيس البدري الفرح في المواعيد الكبرى التي أعادت فريق باب سويقة الى منصات التتويج لعب محمد علي بن رمضان دور المنقذ في النسخ الفارطة حيث كان مستواه فارقا وأهدافه حاسمة ليكون العنصر الأكثر تأثيرا رغم أنه متوسط ميدان بالأساس، وفي ظل الضعف الذي يطغى على الأداء الجماعي والعائد إلى غياب آليات لعب واضحة كان الترجي يحتاج إلى المهارات الفردية التي من شأنها صنع الفارق في المسابقة القارية غير أنه افتقد للاعب القادر على قيادته للانتصارات.
ورغم بعض المؤشرات التي قدمها الثنائي البرازيلي يان ساس ورودريغو رودريغاز وكذلك أسامة بوقرة الذي كان من نجوم البطولة مع الأولمبي الباجي، فإن التأكيد كان غائبا بسبب عدم انتظام العطاء والمعاناة من الاصابات لتزيد المصاعب الفردية من حدّة الأزمة على مستوى الأداء الذي لم يرتق الى الدرجة المأمولة ليصبح التعادل في أنغولا بمثابة الإنجاز وهو ما لم يتعود عليه الترجي في هذه الأدوار التي كان يتجاوزها بسهولة نسبية.
الترجي متألق في افتتاح دور المجموعات : ريجيكامب يلاحق الفوز السادس تواليا
تفادى المدرب الروماني لورينسيو ريجيكامب سيناريو سيء في أولى مبارياته على رأس الترجي حيث حف…