العبدلي والشماخي يفشلان من جديد : هل حان وقت التغيير؟
بعد مرور خمس مقابلات باحتساب مباراة البطولة ضد النادي الإفريقي والمواجهات الأربع ضمن المسابقة القارية، لم ينجح أي مهاجم من بين العناصر دائمة المشاركة في تقديم الإضافة والتوصل إلى التسجيل، ولعل هذا الفشل أكد معاناة النجم الساحلي في هذه المسابقة حيث مازال معنيا بقوة بمغادرة رابطة الأبطال الإفريقية بما أنه يحتل المركز الأخير بمعية الهلال السوداني، وتنتظره مقابلتان غاية في الصعوبة ضد الترجي الرياضي في تونس وبيترو أتليتيكو في انغولا، وما تحقق إلى حد الآن بعد حصد أربع نقاط فقط في أربع مقابلات يعطي الدليل على أن الفريق كان ضحية الفشل الهجومي الذريع الذي رافقه منذ بداية دور المجموعات، بل هو ممتد منذ بداية البطولة بما أن أغلب الأهداف التي سجلها النجم حملت توقيع لاعبين من وسط الميدان أو من الدفاع، وفي هذا السياق يمكن الاستدلال على أهداف المدافع المحوري حمزة الجلاصي ولاعب الارتكاز جاك مبي التي كانت حاسمة وجنّبت الفريق وكذلك مدربه عماد بن يونس من الورطة في عديد المناسبات سواء في المسابقة الإفريقية أو البطولة المحلية.
في المقابل فإن يوسف العبدلي وياسين الشماخي على وجه الخصوص استمرا على امتداد كل المقابلات الفارطة في الظهور ضمن التشكيلة الأساسية، رغم أن الأول لم يسجل سوى هدف وحيد في المسابقة الإفريقية وهدفين فقط في البطولة الوطنية، في حين لم يستطع الشماخي أن يسجل أي هدف منذ انطلاق الموسم.
هل المشكل في وجود هذا الثنائي؟
يمكن طرح تساؤل بشان مدى جدوى الاستمرار في التعويل على هذا الثنائي خاصة وأن معدلاتهما التهديفية تبدو متواضعة للغاية، ففي مسابقة قوية تستوجب وجود خط هجوم فعال لم يقدر هذا الثنائي على تقديم الإضافة المرجوة، لكن الشماخي والعبدلي لم ينجحا في هذا الأمر، وإضافتهما الفعلية بدت محدودة للغاية، ورغم ذلك حافظا على مكانيهما ضمن خيارات المدرب بن يونس الذي يرى أن هذا الثنائي هو الأنسب للمشاركة بشكل متواتر ومنتظم ضمن التشكيلة الأساسية، غير أن المباراة الأخيرة ضد الهلال السوداني بيّنت أن هذا الخيار لا يبدو في كل الأحوال ناجحا وفعالا وأن الصبر على وجود هذا الثنائي ضمن التشكيلة المثالية بشكل ثابت لا يبدو الخيار الأنسب، والدليل على ذلك أن أصيل الجزيري وصالح البرهومي وقبلهما راقي العواني والهادي جرتيلة أحرجا الإطار الفني بعد تمكنهم من التسجيل في مباريات سابقة رغم ظهورهم غير المنتظم والمحدود مع الفريق.
وفي هذا السياق فإن التساؤل بشأن وجود مشكل مرتبط بالمشاركة الدائمة للشماخي والعبدلي قد يكون مرتبطا أساسا بمدى قدرة الإطار الفني على تطويع قدرات هذا الثنائي وتوظيف قدراته بالشكل الأنسب، فالمدرب بن يونس يعلم جيدا أن الشماخي والعبدلي لديهما كل القدرات التي تخوّل لهما التألق والبروز والتسجيل بانتظام، لكن صواب هذا التوجه من قبل الإطار الفني يقابله فشل ذريع في تجاوز المشاكل المتعلقة بالتنظيم الهجومي ككل وصنع اللعب، ومن هذا المنطلق يمكن الحديث على أن استمرار وجود هذا الثنائي ضمن التشكيلة الأساسية دون تطوير عميلة التنشيط الهجومي وإيجاد حلول فعالة فيما يتعلق بصنع اللعب هو وجود لا جدوى منه، والأجدى تبعا لذلك البحث عن حلول أخرى يمكن أن يوفرها الجزيري والبرهومي والعواني، أما في حالة النجاح الكلي في القضاء على معضلة التنشيط الهجومي وتغيير أسلوب اللعب والخطط المعتمدة فإن ذلك يؤدي بلا شك إلى حصول تحول كلي في وضعية الشماخي والعبدلي صلب الفريق.
لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟
لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…