عندما تتحول الأمطار من نعمة إلى نقمة : المياه تغمر المنازل والمحلات التجارية وشلل في حركة المرور ..!
تعيش بلادنا على وقع نزول كميات هامة من التساقطات التي كانت بغزارة أكثر خلال أمس الأول ، فقد امتلأت الأودية والبحيرات الجبلية وزاد منسوب السدود .
ولئن مثل نزول الغيث النافع مصدرا للبهجة والفرحة في نفوس المواطنين والفلاحين على وجه الخصوص سيما بعد أشهر من الجفاف والقحط ، إلا أن نعمة المطر تحولت إلى نقمة في بلادنا لتكشف مرة اخرى عن مدى اهتراء البنية التحية لبلادنا ، فقد تعطلت حركة جولان وسائل النقل العمومي على غرار المترو والقطارات بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتراكم المياه على مستوى الشبكة الحديدية إلى جانب تأخر في مواعيد سفرات الحافلات ما أدى إلى ارتفاع منسوب الاحتقان والغضب لدى عموم المواطنين الذين ينتظرون وسائل النقل العمومي تحت الأمطار الغزيرة للالتحاق بمراكز عملهم .
و أعلن الحرس الوطني في بلاغ له عن تعطل الحركة المرورية على مستوى 6 طرقات تشمل ولايات بن عروس ونابل والقيروان بسبب تجمع مياه الأمطار.
الحماية المدنية على الخط
وقد كان لأعوان الحماية المدنية العديد من التدخلات منذ مساء يوم الأحد الماضي ، ووفق ما صرح به المتحدث الرسمي للحماية المدنية معز تريعة لـ « الصحافة اليوم» فقد بلغ عدد المعاينات 180 معاينة في مختلف ولايات الجمهورية وذاك على ضوء طلبات النجدة التي ترد على المقرات الجهوية للحماية المدنية . كما قام أعوان الحماية المدنية بـ160 عملية ضخ للمياه بالوحدات السكنية والمحلات التجارية التي غمرتها مياه الأمطار وتسببت في أضرار مادية وإتلاف الأثاث والمعدات المنزلية ، إضافة الى التدخل لإزاحة 135 وسيلة نقل خاصة كانت عالقة بالطرقات .
وأضاف تريعة انه تم كذلك مساعدة 81 شخصا على عبور الطريق نتيجة تكدس الأمطار في الانهج والشوارع الرئيسية .
وأمام تواصل التقلبات المناخية قال المتحدث الرسمي للحماية المدنية إن أعوان الحماية المدنية في حالة تأهب قصوى تحسبا لأي طارئ كما أن الحماية في تنسيق دائم مع اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث للتدخل في الوقت المناسب.
ودعا كافة المواطنين إلى اتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير الحمائية والمتمثلة أساسا في الابتعاد عن المباني الآيلة للسقوط لأنها يمكن ان تتداعى تحت وقع تساقط الأمطار .
وشدد محدثنا على ضرورة الانتباه وعدم المجازفة بعبور الأودية والمجاري المائية مترجلين أو على متن وسيلة نقل ، فالسيول بارتفاع 30 سنتيمترا قادرة على جر سيارة خفيفة فما بالك إذا بلغ ارتفاعها 45 أو50 سنتيمترا فيمكن أن تحمل شاحنة خفيفة حسب قوله . كما أكد تريعة على ضرورة تجنب لمس الأعمدة الكهربائية والانتباه إلى الأطفال ومراقبتهم ومنعهم من الاقتراب من المنشآت المائية والقنوات المائية والبحيرات الجبلية والأودية .
من جهتها دعت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري البحارة والفلاحين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة وتوخي الحذر في ظل استمرار التقلبات المناخية من خلال حماية مواشيهم وعدم تركها في الخارج والحرص على وضعها داخل الاسطبلات وإبعادها عن مجاري الأودية ، وضرورة جمع الآلات الفلاحية والتجهيزات ووضعها في أماكن آمنة بعيدة عن مجاري الأودية مع إعادة التثبت من متانة تركيز البيوت المكيفة تحسبا لهبوب الرياح القوية . كما أوصت الوزارة في نفس الإطار البحارة وأصحاب مراكب الصيد البحري بتوخي الحذر وعدم المجازفة والإبحار .
لتسهيل إجراء الحصول على مسكن : مقترح لتخفيض الأداء على القيمة المضافة إلى 7 %
تشهد أسعار العقارات في تونس ارتفاعا متواصلا ما جعل حلم المواطن التونسي في الظفر بمسكن صعب …