بعد دفعة أولى من جرحى العدوان الصهيوني على غزة استقبلت بلادنا مساء أمس الأول دفعة ثانية تضم 52 من الجرحى الفلسطينيين ومرافقيهم. وكانت من بينهم المواطنة التونسية إيمان خضر، التي وجّه زوجها الفلسطيني منذ أكثر من أسبوع نداء للسلطات التونسية عبر فيديو تمّ تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، من أجل التدخل لإجلائها إلى تونس وتأمين علاجها.
وكانت تونس قد استقبلت في الثالث من ديسمبر الجاري دفعة أولى من الجرحى ضحايا حرب الإبادة التي يشنها الجيش الصهيوني على سكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي. وضمت هذه الدفعة 39 فلسطينيا من بينهم 20 جريحا، تم توزيعهم على عدد من المستشفيات العمومية والمصحات الخاصة، حيث خضع العديد منهم إلى عمليات جراحية لمعالجة إصاباتهم، كما تم توفير الإحاطة النفسية لهم ولمرافقيهم.
ولدى استقباله للجرحى ومرافقيهم في الدفعة الثانية صرح وزير الصحة علي المرابط ان تونس تواصل التنسيق مع السلطات المصرية لتستقبل اعدادا اخرى من الجرحى الفلسطينيين. مضيفا انه سيتم ايواؤهم بالمستشفيات العمومية والمصحات الخاصة بتونس الكبرى ونابل وسوسة وصفاقس. ليؤكد على أن ذلك يعبر عن استجابة السلطات التونسية لنداء الواجب تجاه الأشقاء الفلسطينيين لنقلهم الى تونس للعلاج.
وفي هذا الإطار يجدر التذكير بأنه منذ انطلاق العدوان الصهيوني على أهالي غزة، كانت السلطات التونسية قد عبرت عن استعداد المؤسسات الصحية العمومية والخاصة استقبال دفعات من الجرحى الفلسطينيين. كما تم تجهيز مستشفى ميداني بطاقة استيعاب تقدر بـ 120 سرير لإيواء المصابين وتلقيهم الإسعافات والعلاجات الضرورية. كما تم تخصيص حوالي 30 سريرا للإنعاش الطبي لاستقبال الحالات الحرجة والتي تتطلّب عناية مركزة.
والمد الإنساني الذي تميزت به تونس في تعاطيها مع أوضاع الفلسطينيين في غزة بالإضافة الى استقبال عدد من الجرحى للعلاج، تترجمه المساعدات التي وجهتها الى اهالي القطاع في محنتهم. ذلك ان الطائرة التي جاءت على متنها الدفعة الثانية من الجرحى قبل مغادرتها تونس تم شحنها بكمية من المساعدات الغذائية والأدوية والأغطية. كما وجهت في مناسبات سابقة محمّلة بمواد غذائية وأدوية كمساعدات تونسية الى الشعب الفلسطيني. وكان ذلك بدعوة من رئيس الجمهورية وبالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني، حيث شهدت بلادنا هبّة من قبل التونسيين والتونسيات لتقديم مساعدات إنسانية وصحية وإغاثية كتعبير منهم عن الدعم الإنساني لإخوتهم في فلسطين والوقوف إلى جانبهم بالإمكانيات المتاحة.
ودائما في إطار المد التضامني والإنساني، استقبلت تونس يوم 10 ديسمبر الجاري طائرة تابعة للخطوط التونسية وعلى متنها 57 شخصا من مواطنين تونسيين وأبنائهم وقريناتهم الفلسطينيات قادمين من قطــاع غــزة، بعد أن تم إجلاؤهم بالتنسيق مع سفارتي تونس في القاهرة ورام الله وبذل مجهودات كبيرة من أجل الاستجابة لطلبهم بالعودة إلى تونس. كما أبقت السلطات التونسية الأبواب مفتوحة امام كل الطلبات الواردة عليها من المواطنين التونسيين المقيمين بقطاع غزة وتلبية نداء اجلائهم نحو أرض الوطن.
وتأتي هذه المجهودات التي تقوم بها تونس من أجل الوقوف الى جانب الفلسطينيين في محنتهم سواء بإرسال المساعدات او اجلاء عدد من المصابين للمعالجة من منطلق موقف مبدئي تجاه القضية الفلسطينية ككل وموقفها أيضا مما هو حاصل في غزة من حرب غير متوازنة بين جيش متفوق عددا وعتادا واسنادا وشعبا أعزل تم تقتيله وتهجيره بأبشع الطرق في تجاوز صارخ لكل القوانين الدولية وضرب مفضوح لمبادئ حقوق الإنسان.
وقد ترجمت تونس دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني في حرب الإبادة التي يتعرض لها على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي بما اتخذته من مواقف في عدد من القمم الدولية والإقليمية عقدت حول هذه الحرب. كما ترجمته بتعبيرها عن المساندة والتضامن وبالحركات الإنسانية التي قامت بها تجاه سكان قطاع غزة من خلال تقديم ما أمكن من الدعم المادي المتمثل في المساعدات التي وجّهتها من أغذية واغطية وادوية بالإضافة الى اجلاء ما أمكن من مصابين لعلاجهم في بلادنا وذلك كترجمة لمواقفها المبدئية في حدود إمكانياتها.
تسهيلات وامتيازات مالية وتطوير الإطار التشريعي لفائدتها : رفع كل الإشكاليات التي تعطّل بعث الشركات الأهلية..
في لقاء جمعه أمس الأول بوزير التشغيل والتكوين المهني وكاتبة الدولة المكلفة بالشركات الأهلي…