لمواجهة تحدّياتها بسبب تغير المناخ : تضمين الهجرة الداخلية في التخطيط الإنمائي الأخضر
«يمكن أن تدفع التغيرات المناخية الملايين إلى الهجرة داخليا بحلول عام 2050» هذا ما تضمنه تقرير جديد لمجموعة البنك الدولي حول التوقعات والتحليلات للهجرة الداخلية بسبب المناخ في ثلاث مناطق جديدة هي شرق اسيا والمحيط الهادئ وشمال افريقيا واوروبا الشرقية واسيا الوسطى.
ويعتمد هذا التقرير الجديد على نهج النمذجة القائم على سيناريوهات الجزء الاول من التقرير الذي صدر في 2018 والذي غطى افريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب اسيا وامريكا اللاتينية التي تمثل مجتمعة 55 %من سكان العالم النامي والذي توقع هجرة ما لا يقل عن 143مليون شخص اي حوالي 2,8 %من سكان هذه المناطق الثلاث هربا من التأثيرات البطيئة لتغير المناخ .
وتوفر النتائج المجمعة من التقريرين لأول مرة صورة عالمية للحجم المحتمل للهجرة الداخلية بسبب المناخ عبر المناطق الست مما يسمح بفهم افضل لكيفية تشكيل تاثيرات تغير المناخ البطيئة والديناميكية السكانية وسياقات التنمية واتجاهات التنقل كما انها تسلط الضوء على التخطيط بعيد النظر اللازم لمواجهة هذا التحدي وضمان نتائج تنمية ايجابية ومستدامة .
وتظهر النتائج المجمعة عبر المناطق الست انه دون اتخاذ اجراءات مناخية وانمائية مبكرة ومتضافرة يمكن لما يصل الى 216 مليون شخص ان ينتقلوا داخل بلدانهم بسبب تأثيرات تغير المناخ بطيئة الظهور بحلول عام 2050 ويتوزعون الى 86 مليون شخص من افريقيا جنوب الصحراء الكبرى و49 مليون شخص من شرق اسيا والمحيط الهادئ و40 مليون من جنوب اسيا و19 مليون شخص من شمال افريقيا و17 مليون من امريكا اللاتينية و5ملايين من اوروبا الشرقية واسيا الوسطى وسيهاجرون من المناطق التي يقل فيها توافر المياه وانتاج المحاصيل والمناطق المتضررة من ارتفاع مستوى سطح البحر ومن الممكن ان تظهر بؤر الهجرة الداخلية بسبب المناخ في وقت مبكر من عام 2030 وتستمر بالانتشار والكثافة بحلول 2050.
كما توصلت التقارير الى أن العمل السريع والمنسق للحد من الانبعاثات العالمية ودعم التنمية الخضراء والشاملة والمرنة يمكن ان يقلل بشكل كبير من حجم الهجرة.
ودعا التقرير الى مواصلة الاستثمار في تحسين فهم الهجرة الداخلية بسبب تغير المناخ لإثراء السياسات الموجهة بشكل جيد كما خلصت نتائج التقرير بجزءيه الأول والثاني الى التخطيط لكل مرحلة من مراحل الهجرة وتضمين الهجرة الداخلية في التخطيط الانمائي الاخضر .
كما تضمن التقرير توصيات تتعلق كذلك بسياسة خفض غازات الاحتباس الحراري العالمية الان للحد من الضغوط المناخية التي تدفع إلى الهجرة الداخلية بسبب تغير المناخ ومن الضروري اتخاذ اجراءات مبكرة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة وضمان التنمية الشاملة للجميع ومن الممكن ان تقلل هذه الاجراءات حجم الهجرة الداخلية بنسبة تصل الى ما بين 60 الى 80 % .
وتوضح نتائج النماذج المشار اليها في التقرير أنماط إمكانيات واضحة للهجرة الداخلية والخارجية بسبب تغير المناخ في كل بلد ومنطقة بما في ذلك البؤر التي تظهر مبكرا في عام 2030 والتي تتضح أكثر بحلول عام 2050 في منطقة شمال افريقيا إذ أن عدم توفرالمياه بوصفها المحرك الرئيسي للهجرة الداخلية بسبب تغير المناخ تدفع الناس الى الخروج من المناطق الساحلية والداخلية مما يؤدي الى تباطؤ النمو السكاني في بؤر الهجرة الخارجية بسبب تغير المناخ على طول الساحل الشمالي الشرقي لتونس والساحل الشمالي الغربي للجزائر وغرب وجنوب المغرب والتلال الوسطى لجبال اطلس التي تعاني اصلا من نقص المياه وفي الوقت نفسه من المتوقع ان تصبح العديد من الاماكن التي تتوفر فيها المياه بشكل افضل بؤرا للهجرة الداخلية بما في ذلك المراكز الحضرية المهمة على غرار القاهرة والجزائر وتونس وطرابلس وممر الدار البيضاء الرباط وطنجة.
تعرض العالم لأضرار كبيرة من جراء تفشي جائحة فيروس كورونا وضياع العقود من التقدم المحرز نحو تقليص معدلات الفقر وفي الوقت نفسه فان آثار تغير المناخ تزداد وضوحا يوما بعد يوم حيث قضى العالم عقدا من اكثر العقود المسجلة احترارا على الاطلاق وهاهو يشهد حاليا ظواهر مناخية بالغة الشدة في جميع انحاء العالم مع وقوع تغيرات في المناخ في كل منطقة وعلى مستوى المنظومة المناخية بأكملها.
البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية : إحياء للموروث التقليدي بكامل الولايات
يواصل الديوان الوطني للصناعات التقليدية انجاز البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية …