الأمطار الغزيرة تعطّل حركة المرور: عن زيف الانجازات نتحدث ..!
كشف السّيل العارم من الأمطار مرّة أخرى أنّ الوضع على ما هو عليه من حيث هشاشة وحجم الخراب الذي تعاني منه البنية التحتية بالبلاد وتسبب في تعطل حركة المرور.. مشاهد باتت مألوفة ومعلومة ومتوقع حدوثها طالما أن الحال على ماهو عليه ولم نر انجازات تذكر في ما يخص البنية التحتية للبلاد.
وانكشف زيف ما روّج من مشاريع موجّهة لدعم البنية التحتية فلقد سجّلت العديد من الولايات نزول كميات كبيرة من الأمطار وغرقت بسيول جارفة من المياه التي أضاف لونها طعما آخر للمأساة ووجها بشعا لإنجازات الدولة الحديثة .. فالمشهد ليس بالجديد ..
تعطل حركة سير عربات الميترو نتيجة هطول الأمطار الغزيرة …. وضع مزر يعكس الاهتراء الكلي للبنية التحتية وغياب شبه تام للإصلاحات التي يتم إعلانها في كل مرة عقب نزول الأمطار وتعطل حركة السير ولكن دار لقمان على حالها ….
مشهد فضائحي لانتشار الناس فرادى وجماعات في المحطات وبحثا عن وسيلة نقل تقلهم لوجهتهم ….حالة من الاستياء والغضب من قبل المواطنين لن تشفع لهم ولن تكون نصيرا مستقبليا في تغيير واقع النقل العمومي وخدماته المزرية ،يوم صعب سيمر وسيضاف إلى يوميات المواطن مع وسائل النقل ستليه أيام أخرى ومغامرات جديدة وتحديات صعبة وتنتظر كل مواطن ليتعامل معها بالممكن والمتاح كل مرة.. ساعات طويلة من الانتظار تشارك فيها المواطنون همومهم وتنوعت أحاديثهم واختلفت ولكنها تمحورت حول التهميش وغلاء المعيشة والمعاناة في المستشفيات والإدارات التونسية والنقل والغضب من الحكومات التي خلفت الدمار في البلاد ولم تغير من حالهم ولم تبدله بل تفننت في تعذيبهم وانتظاراتهم من حكومة الحالية التي لم تحقق ما «يريده الشعب ».
كان يوما شاقا وصعبا لم يكن في الحسبان ، ومشهد مؤلم لتطبيع المواطنين مع التهميش والمعاناة،يوم يعكس ما جنته علينا الحكومات بحلولها الترقيعية أو بغيابها تماما في اغلب الأحيان ،يوم من يوميات المواطن مع وسائل النقل العمومي….. وبهذه المناسبة لابد أن نعرج على حال بعض وسائل النقل عند نزول الأمطار فبعضها سقفها يقطر والشبابيك مكسرة والأرضية مبللة تمتزج فيها المياه بالأوساخ وبعض الكراسي مبللة مما يشي مباشرة بنوعية الرحلة التي سيخوضها المواطنين ….
في هذا السياق كشف المتحدث باسم المرصد الوطني للسلامة المرورية مراد الجويني في تصريح له أمس الاثنين أن الحركة بطرقات تونس الكبرى عادية مع بعض التعطيل على مستوى بعض المحاور، وذلك بعد الأمطار الغزيرة التي تم تسجيلها نهاية الأسبوع.
وتحدث في هذا الإطار عن المدخل الجنوبي للعاصمة على مستوى مستشفى الحروق الذي يشهد كثافة في حركة الجولان جراء الأمطار الغزيرة وكذلك بالنسبة للطريق الوطنية رقم 8 على مستوى مدخل رواد وصولا إلى المنطقة الصناعية الشرقية 2 وتباعا الشرقية 1، مع انفراج الحركة بداية من مدخل المركز العمراني الشمالي.
وبالنسبة لطرقات العاصمة، سجل تعطيل على مستوى شارع محمد الخامس انطلاقا من ساحة باستور وشوارع لوي براي وخير الدين باشا والمملكة العربية السعودية، وبإمكان مستعملي الطريق استعمال شارع الحرية للوصول إلى ساحة 14 جانفي.
في السياق نفسه أعلن الناطق باسم الحرس الوطني العميد حسام الدين الجبابلي عن انقطاع طرقات بسبب الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب المياه في الأودية.
وأكّد في تصريح له أمس أنّ ولايات المهدية وسوسة والقيروان شهدت فيضان عديد الأودية وتسرّب المياه إلى المنازل مما استوجب تدخل وحدات الحرس والحماية المدنية.
وفي سياق متّصل، أكد الجبابلي انقطاع حركة المرور على 6 طرقات في بن عروس ونابل والقيروان بسبب تجمّع مياه الأمطار.ودعا المواطنين إلى ملازمة الحذر والابتعاد عن جوانب الأودية وأماكن تجمع المياه.
وسجّلت مختلف الجهات بالبلاد التونسية منذ صباح الأحد 17 ديسمبر 2023 وصول تقلبات جوية هامة ساهمت في نزول أمطار رعدية وكانت غزيرة جدا وبكميات هامة خاصة بولايات المهدية وسوسة والمنستير ، حسب ما أكده المهندس عن المعهد الوطني للرصد الجوي صبحي بن أحمد في تصريح له أمس الاثنين 18 ديسمبر.
ولفت إلى أن أعلى كمية للأمطار تم تسجيلها بجهة قرمبالية من ولاية نابل وهي في حدود 112 مم، كما تم تسجيل 104 مم بجهة قصور الساف من ولاية المهدية، وتجاوزت الـ100 مم بولاية سوسة، إضافة إلى 84 مم بجهة الساحلين من ولاية المنستير.وبالنسبة لتونس، تراوحت الكميات بين 20 و50 مم وأكثر كمية كانت بجهة المروج.ودعا صبحي إلى توخي الحذر والانتباه، مشيرا إلى أن فاعلية التقلبات في المناطق الساحلية ستتقلص بداية من امس الاثنين، فيما ستشمل أكثر مناطق الشمال بما في ذلك تونس العاصمة .
نحو الانتقال بهيكلة المجامع التنمويّة النسائيّة إلى شركات أهليّة : شروط الـــتــأســـيـــس و مـــراحـــله..
يعرف عدد المجامع التنمويّة النسائيّة ارتفاعا من سنة إلى أخرى وهو ما يعكس حجم الإقبال لمخت…