2023-12-17

جديد مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين : « قونة أو قاعة الانتظار» لفرحات دبش : كأن البلاد تحوّلت إلى قاعة انتظار !

‭ ‬أنتج‭ ‬مركز‭ ‬الفنون‭ ‬الدرامية‭ ‬والركحية‭ ‬بمدنين‭  ‬عملا‭ ‬مسرحيا‭ ‬جيدا‭  ‬هو‭ ‬اقونة‭ …‬قاعة‭ ‬الانتظار‭ ‬ب‭ ‬،‭ ‬نصّ‭  ‬واخراج‭ ‬فرحات‭ ‬دبش‭ ( ‬العرض‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الأول‭ ‬تم‭ ‬عرضه‭  ‬الخميس‭ ‬14‭ ‬ديسمبر‭ ‬الجاري‭ ‬في‭ ‬المركب‭ ‬الثقافي‭ ‬بمدنين‭).‬

وعن‭ ‬حكاية‭  ‬المسرحية‭ ‬نقرأ‭ ‬في‭ ‬مطوية‭ ‬العمل‭ ‬التالي‭ :  ‬القونة‭ ‬مصطلح‭ ‬شائع‭ ‬لدى‭ ‬ا‭ ‬الحراقةب‭ …‬فهو‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يتجمع‭ ‬فيه‭ ‬ا‭ ‬الحراقة‭ ‬ب‭  ‬قبل‭ ‬انطلاق‭ ‬المركب‭ . ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬شبه‭ ‬المهجور‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬البحر‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬بحرية‭ ‬توجد‭ ‬هذه‭ ‬ا‭ ‬القونة‭ ‬ا‭ ‬التي‭ ‬تنطلق‭ ‬منها‭ ‬مراكب‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ . ‬ا‭ ‬المتروك‭ ‬ب‭  ‬يلازم‭ ‬القونة‭ ‬كأنه‭ ‬يحرسها‭ ‬يستقبل‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬لآخر‭ ‬مهاجرون‭ ‬جدد‭ ‬وقد‭ ‬أختار‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬المعزول‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬عائلته‭ ‬التي‭ ‬وزّع‭ ‬بينها‭ ‬أملاكه‭ ‬وثروته‭ ‬الطائلة‭ ‬فتخلوا‭ ‬عنه‭ ‬لذلك‭ ‬قرر‭ ‬ا‭ ‬الحرقة‭ ‬ب‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬التقى‭ ‬سيدة‭ ‬أحبها‭ ‬لكنها‭ ‬ماتت‭ ‬قبل‭ ‬ا‭ ‬الحرقة‭ ‬ا‭ ‬فدفنها‭ ‬في‭ ‬المقبرة‭ ‬وقرر‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬مع‭ ‬طيفها‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأحياء‭ . ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬ا‭ ‬فاتح‭ ‬ب‭ ‬الذي‭ ‬يصنف‭ ‬نفسه‭ ‬كــا‭ ‬فاشل‭ ‬ب‭ ‬جرب‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وفشل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬فقرر‭ ‬ا‭ ‬الحرقة‭ ‬ب‭ ‬مثل‭ ‬ا‭ ‬شمس‭ ‬ب‭ ‬الفنان‭ ‬الفوتوغرافي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬حظه‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬فقرر‭ ‬الهجرة‭ . ‬في‭ ‬هذه‭ ‬ا‭ ‬القونة‭ ‬ب‭ ‬النائية‭ ‬ب‭ ‬صلة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الوحيدة‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬هو‭  ‬اx‭  ‬ب‭ ‬الوسيط‭ ‬صلة‭ ‬الربط‭ ‬الوحيد‭ ‬بين‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬الهجرة‭ ‬ومنظمي‭ ‬الرحلات‭ ‬التي‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬تنتهي‭ ‬بالغرق‭.‬

تعتقد‭ ‬المجموعة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الوسيط‭ ‬أفريقي‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬لكنهم‭ ‬يكتشفون‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المسرحية‭ ‬أنه‭ ‬تونسي‭ . ‬تطرح‭ ‬المسرحية‭ ‬قضيتي‭ ‬الميز‭ ‬العنصري‭ ‬واالحرقةب‭  ‬تتداعى‭ ‬حكاياتهم‭ ‬فنتعرف‭ ‬على‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياتهم‭ ‬وأحلامهم‭ ‬المجهضة‭ ‬وحلم‭ ‬الهجرة‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬قاسما‭ ‬مشتركا‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬وكأن‭ ‬البلاد‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬قاعة‭ ‬انتظار‭ ! ‬

مسرحية‭ ‬اقونة‭ ‬قاعة‭ ‬الانتظار‭ ‬ب‭ ‬انتاج‭ ‬مركز‭ ‬الفنون‭ ‬الدرامية‭ ‬والركحية‭ ‬بمدنين2023‭ (‬انتاج‭ ‬ذاتي‭)  ‬نص‭ ‬وإخراج‭ ‬فرحات‭ ‬دبش‭ ‬،‭ ‬تمثيل‭ ‬جمال‭ ‬شندول‭ ‬حمزة‭ ‬بن‭ ‬عون‭ ‬لسعد‭ ‬جحيدر‭ ‬جهاد‭ ‬الفورتي،‭  ‬سينوغرافيا‭ ‬الحبيب‭ ‬غرابي‭ ‬،‭ ‬إضاءة‭ ‬أسماء‭ ‬حمزة‭ ‬و‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬ضيف‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬موضب‭ ‬عام‭ ‬ايمن‭ ‬السريتي،‭ ‬موضب‭ ‬ركح‭ ‬ساسي‭ ‬المسعي‭ ‬،‭ ‬تقني‭ ‬اضاءة‭ ‬صابر‭ ‬نقاز،‭ ‬تقني‭ ‬صوت‭ ‬وسام‭ ‬سيف‭ ‬النصر،‭ ‬كتابة‭ ‬انتاج‭ ‬سهام‭ ‬مدنيني‭ ‬،موضب‭ ‬انتاج‭ ‬سمير‭ ‬فريفيطة‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

في مكتبة  «الصحافة اليوم»: كتاب tunisiables  نبش في أحوال التونسي وتقلباته لشكري الباصومي : حياتنا فقيرة قيميّا وحضاريّا وثقافيّا

في الصفحة 11 من كتابه “ tunisiables   نبش في أحوال التونسي وتقلّباته” الصادر حديثا عن دار …