2023-12-04

تزامنا مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة : الهوّة شاسعة بين التشريعات والواقع المعيش

يوافق‭ ‬اليوم‭  ‬الأحد‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬،‭  ‬تاريخ‭ ‬سنوي‭ ‬تحتفل‭ ‬به‭ ‬تونس‭ ‬هذا‭ ‬العام‭  ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬ا‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬مساهمين‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحليب‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالات‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬قطيعة‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬إزاء‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬النقائص‭ ‬وعدم‭ ‬تطبيق‭ ‬القوانين‭ ‬والمناشير‭ ‬بدقة‭ ‬وأبرزها‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتشغيل‭ ‬2‭ % ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬ضمن‭ ‬مناظرات‭ ‬الوظيفة‭ ‬العمومية‭ .‬

عدد‭ ‬من‭ ‬المنخرطين‭ ‬في‭ ‬جمعيات‭ ‬تعنى‭ ‬بالأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬يعتبرون‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بشكل‭ ‬مفرغ‭ ‬من‭ ‬محتواها‭ ‬اليوم‭ ‬،‭ ‬يؤكد‭ ‬غياب‭ ‬هذه‭ ‬المفاهيم‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الحقوق‭ ‬والعدالة‭ ‬للأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬وهم‭ ‬محرومون‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬الخدمات‭ ‬والحقوق‭ ‬المكفولة‭ ‬بدستور‭ ‬2022‭ . ‬كما‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬سخطهم‭ ‬من‭ ‬استعمال‭ ‬واستغلال‭ ‬صفاتهم‭ ‬في‭ ‬الخطابات‭ ‬الرسمية‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬الترويج‭ ‬له‭ .‬

‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للاحتفال‭ ‬بالأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬الذي‭ ‬أقرّته‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬سنة‭ ‬1992‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الالتزام‭ ‬بالاتفاقيات‭ ‬والعهود‭ ‬الدولية‭ ‬الضامنة‭ ‬للحقوق‭ ‬الأساسية‭ ‬للأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬تنزيلها‭ ‬بالسياسات‭ ‬والقوانين‭ ‬الوطنية‭ ‬والبرامج‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬وتفعيلها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬معايير‭ ‬تقييم‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مدى‭  ‬تكريس‭ ‬مبادئ‭ ‬وقيم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ضمن‭ ‬المنظومة‭ ‬الكونية‭ ‬وقياس‭ ‬نفاذ‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬لمختلف‭ ‬الخدمات‭ ‬الملائمة‭ ‬لقدراتهم‭ ‬والضامنة‭ ‬لكرامتهم‭ ‬وحقهم‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ .‬

حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬محمد‭ ‬الصالح‭ ‬بن‭ ‬سالم‭ ‬أحد‭ ‬منخرطي‭ ‬جمعيات‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬البصرية‭ ‬أنه‭ ‬كغيره‭ ‬من‭ ‬زملائه‭ ‬مازالت‭ ‬تعترضه‭ ‬عديد‭ ‬الصعوبات‭ ‬في‭ ‬الولوج‭ ‬للخدمات‭ ‬العمومية‭ ‬ولم‭ ‬تراع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬خصوصية‭ ‬وطبيعة‭ ‬تعاملها‭ ‬سواء‭ ‬مع‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭ ‬أو‭ ‬كذلك‭ ‬مع‭ ‬باقي‭ ‬المرافق‭ ‬الحياتية‭ ‬كإمكانية‭ ‬إيجاد‭ ‬صيغ‭ ‬عملية‭ ‬لتسهيل‭ ‬حياته‭  ‬اليومية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬قضاء‭ ‬الشؤون‭ ‬العائلية‭ ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نقص‭ ‬مواد‭ ‬غذائية‭ ‬حساسة‭ ‬كالحليب‭ ‬والخبز‭ ‬والعجين‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬مجاراة‭ ‬الطوابير‭ ‬الطويلة‭ ‬أمام‭ ‬المخابز‭ ‬والمساحات‭ ‬التجارية‭ ‬الكبرى‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬قوته‭ ‬اليومي‭.‬

وعرج‭ ‬محدثنا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عديد‭ ‬التدابير‭ ‬العادية‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬أخذها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬هذا‭ ‬دون‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬الإقصاء‭ ‬المتعمد‭ ‬في‭ ‬انتدابات‭ ‬الوظائف‭ ‬بالقطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭.‬

وواصل‭ ‬محدثنا‭ ‬قوله‭ : ‬اأن‭ ‬بلادنا‭ ‬رغم‭ ‬قطعها‭ ‬لأشواط‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬سنّ‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬الخاصة‭ ‬بهذه‭ ‬الفئة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬مايزال‭ ‬في‭ ‬قطيعة‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التشريعاتب‭ ‬حيث‭ ‬غياب‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬وحرموا‭ ‬من‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ . ‬

كما‭ ‬تطرق‭ ‬محدثنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أسس‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الاعاقة‭ ‬تشمل‭ ‬ضمان‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬متساوية‭ ‬ومشاركة‭ ‬فعّالة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬بيئات‭ ‬وخدمات‭ ‬بسهولة‭ ‬أكبر‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تكثيف‭ ‬جهود‭ ‬التوعية‭ ‬والتحسيس‭ ‬بشأن‭ ‬قضايا‭ ‬الإعاقة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التمييز‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الدعم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭  ‬تشجيع‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬يقدم‭ ‬الدعم‭ ‬والتضامن‭ ‬المعنوي‭ ‬والمادي‭ ‬للأفراد‭ ‬ذوي‭ ‬الاعاقة‭ ‬مع‭ ‬تقديم‭ ‬نظام‭ ‬تعليمي‭ ‬شامل‭ ‬يلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬التلاميذ‭ ‬والطلبة‭ ‬ذوي‭ ‬الاعاقة‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬تنميتهم‭ ‬واستقلاليتهم‭ ‬في‭ ‬محيطهم‭ .‬

ويطالب‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬خدماتية‭ ‬تستجيب‭ ‬لحاجيات‭ ‬المكفوفين‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬توفير‭ ‬الوثائق‭ ‬بطريقة‭ ‬البراي‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬وتسهيل‭ ‬استخدامات‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬حتى‭ ‬تستجيب‭ ‬لحاجياتهم‭ ‬وتقضي‭ ‬على‭ ‬التمييز‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ .‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مشروع الانتقال الطاقي بالمؤسسات العمومية : توجّه لاستدامة الموارد الطاقية وتخفيف الأعباء المالية

تواصل بلادنا تنفيذ مشروع «الانتقال الطاقي في المؤسسات العمومية» الذي سيشمل 22 وزارة، وتهدف…