حراك الأقدام الحافية للدكاترة الباحثين المقصيين عن العمل : يُعيد ملف الكفاءات المهدُورة إلى الواجهة ..!
تحتفظ الذاكرة الجماعية القريبة بمعطى دقيق هو أن اكوروناب كانت محطّة استثنائية للغربلة.. خلنا أنها أعادت إلى الواجهة قيمة الكفاءات فلقد أظهرت الحاجة الأكيدة إلى جهودها وإبداعاتها وإضافتها… وأعادت للواجهة الكفاءات من مختلف الاختصاصات.
ومن منا لم يعتبر حينها أن االوباءب كان محطة تاريخية استثنائية أسالت الكثير من الحبر حول أهمية الكفاءات العلمية وحاجة البلاد إليها وضرورة إعادة الوضع إلى ما يجب أن يكون عليه ….وكنس الانتهازيين ولكن الخيبة كانت في المنعرج الأول حيث سجّل التاريخ أول سابقة في تونس في 24 مارس 2021 تاريخ سحل الدكاترة المعطلين عن العمل في الشوارع… ومعلوم أن الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل دخلوا حينها في إضراب جوع وحشي بعد سيناريوالعنف الفضائحي الذي مورس عليهم وللتذكير فان اعتصامهم انطلق في 29 جوان 2020 وتواصل إلى 17 ديسمبر 2021.
وبعد طول انتظار لم تتغير أحوالهم ولم تتبدل بل ازداد وضعهم تأزما ومع استنفاد كل أشكال الاحتجاج تعود نخبة البلاد وطليعتها بشكل جديد من الاحتجاج تجسّد في مسيرة سيرا على الأقدام من سوسة إلى ساحة القصبة رفضا لسياسة التهميش والتجويع والتفقير . ويأتي هذا الحراك بعد فضّ الاعتصام الأخير أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سنة 2021 …حراك الأقدام الحافية للدكاترة المقصيين هورفض لتواصل سياسة المماطلة ومطالبة بتناول جدي لملفهم.
يقول في هذا السياق حاتم بن جميع عضوحراك الدكاترة الباحثين المقصيين عن العمل ان الحكومة وعدت بالتفاعل معهم يوم الخميس 2023-11-30 وفي انتظار التاريخ المذكور يقبع الدكاترة أمام ساحة القصبة وغيرها من الأماكن الأخرى في تونس العاصمة رافضين العودة إلى ولاياتهم إلا بالحلول العملية لملفهم ويؤكد محدثنا أن النخبة تمرّ اليوم بوضع صعب وقد استنزفت فيه على جميع الأصعدة بسبب التهميش والإقصاء والتجويع مشيرا ان العديد منهم يمرّ بوضع صحي حرج.
فقطار العمر يمرّ وصبرهم نفد والبطالة المطوّلة أتت على سنوات العمر خاصّة وانّ الجميع يعلم أن هذه الفئة – الدكاترة الباحثون – تقضي العديد من سنوات العمر في البحث والدّراسة لتنضاف الى ذلك سنوات أخرى تمضي من العمر في انتظار الاندماج في سوق الشّغل والالتحاق وبركب الموظّفين . طول الانتظار والتهميش والإقصاء يدفع بالعديد منهم إلى الهجرة ليجدوا الترحيب والتبجيل …..أغلبهم اخذ زاده ورحل …والمؤشرات المفزعة لهجرة الكفاءات تشي بذلك.
لم تلتقط أيّ من الحكومات السابقة اللحظة لتعيد الكفاءات للواجهة ….ونأمل أن تكون الحكومة الحالية هي الاستثناء …لم تشفع للدكاترة المعطّلين عن العمل احتجاجاتهم في عديد المناسبات للمطالبة بحقّهم في التّشغيل ولم يشفع لهم زادهم المعرفي …مازالوا الى حد كتابة هذه الأسطر ينتظرون لقاء مع رئيس الجمهورية لبسط مشاغلهم والمتمثلة خاصة في حقّهم في الشّغل…. لتكُفَّ الدولة عن تنكّرها وجحودها للكفاءات العلمية….
للتذكير فان أهم مطالب الدكاترة تتمثل في مقترح مشروع قانون من اجل تسوية شاملة لملف الدكاترة المعطلين وانتداب مباشر دون مناظرات صلب هياكل بحث وتكوين بخطة أستاذ مساعد وبنفس نظام تأجير وترقية الأساتذة الباحثين وفق معايير مضبوطة تأخذ في الاعتبار سن المترشح وتميز الملف العلمي والوضعية الاجتماعية وتغيير جذري لصفة الانتداب بمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي وفق منظومة تناظر عادلة وشفافة ومرقمنة في كل مراحلها اضافة الى تنظير وظيفي لشهادة الدكتوراه في الانتداب بمؤسسات التعليم العالي الخاص.وإرساء برنامج وطني بتمويل مشاريع تنموية ذات صبغة تكوينية اوبحثية بتسهيلات في السداد تكون حصريا للدكاترة الباحثيـن.
لتطوير منظومة الصناديق الاجتماعية وضمان ديمومتها : انطلاق العمل على ثلاثة محاور
إصلاح الصناديق الاجتماعية والانخراط في مسار البناء يعد من ضروريات المرحلة ومتطلباتها ،اذ ت…