أحمد بن مصطفى السفير السابق والباحث في القضايا الاستراتيجية لـ«الصحافة اليوم»: إعلان الهدنة في غزة نكسة لاسرائيل وأمريكا.. ومكسب للمقاومة الميدانية
تنطلق اليوم الهدنة الإنسانية في قطاع غزة التي ستستمر لمدة 4 أيام قابلة للتمديد. وجاء ذلك بعد ان تم صباح أمس الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق حول هذه الهدنة ويشمل الاتفاق تبادل خمسين من الأسرى النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية. وسيتم السماح بمقتضى هذه الهدنة المعلنة، بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية والوقود.
وهذه الهدنة المعلنة بعد 47 يوما من الحرب على غزة التي انطلقت مع عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي، جاءت بوساطة مشتركة قطرية ومصرية وامريكية بين إسرائيل وحركة حماس. وبالرغم من ان غالبية وزراء حكومة الكيان الصهيوني صوتوا لفائدتها الا ان عددا آخر من الوزراء اعتبر ان هذه الهدنة تمثل رضوخا لإملاءات يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة.
وخلافا للارتياح المسجل من الطرف المصري والقطري للوصول الى اتفاق حول هدنة بين حماس وإسرائيل فقد عبر عدد من كبار مسؤولي الإدارة في امريكا كأحد الأطراف الوسيطة فيها عن قلقهم من ان تسهم هذه العملية في تأليب الرأي العام الدولي ضد إسرائيل، خاصة وأنها ستمكن الصحفيين من كشف الدمار الذي مارسه هذا الكيان ضد الشعب الفلسطيني في غزة والذي وصف في أكثر من مناسبة بأنه عملية إبادة جماعية وتطهير عرقي، باعتبار وان الحرب في مدة تعتبر وجيزة خلفت اكثر من 14 الف شهيد واكثر من 33 ألف جريح، علاوة عن انها تسببت في نزوح حوالي مليون و500 مائة الف اغزاويب من قطاعهم.
وفي قراءة عامة لهذا المستجد، صرح احمد بن مصطفى السفير السابق والباحث في القضايا الاستراتيجية لـاالصحافة اليومب ان هذه الهدنة كانت مطروحة منذ فترة طويلة لكن الموقف الغربي الأمريكي بدرجة أولى حال دون ذلك، خاصة وان حكومة نتانياهو ليس لها أي مصلحة من إيقاف القتال الذي سيرتد عليها وسيفتح المجال لكشف جرائمها ضد الفلسطينيين وسيؤدي الى التعجيل بمحاسبتها. فإسرائيل في حربها وعملية الهروب الى الامام كانت ترمي من خلالها الى تصفية القضية الفلسطينية والتطهير العرقي للفلسطينيين وكذلك تأجيل المحاسبة.
وبالنسبة الى توقيت الهدنة، فقد أكد محدثنا بانها متوقعة منذ مدة وكان أبو عبيدة المتحدث الرسمي الإعلامي لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس منذ حوالي الأسبوع قد أعلن عنها وبأنها جاءت بوساطة قطرية، الا انها لاقت مماطلة من العدو الصهيوني الذي تسبب في ايقافها بسبب استهدافه للمستشفيات والمدارس، ما دفع يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة الى فرض تأجيل مسالة الهدنة حتى تتحصل على ضمانات لإيقاف استهداف المستشفيات ودخول المساعدات الى قطاع غزة وتنفيذ شروط حركة حماس التي فرضتها ومن ضمنها انسحاب القوى الإسرائيلية من بعض المناطق حتى تتمكن من تحديد أماكن وجود الاسرى لما تتطلبه هذه العملية من مسائل ترتيبية.
وعبر السيد احمد بن مصطفى عن اعتقاده بتمديد فترة الهدنة المتفق عليها وقد تكون أيضا مدخلا لإعلان وقف إطلاق النار، باعتبار انه قد يكون من الصعب على إسرائيل العودة الى مواصلة مجازرها ضد الفلسطينيين، خاصة لما تتعرض له الإدارة الامريكية من ضغط داخلي وخارجي وانهيار الدور الأمريكي كوسيط في الشرق الأوسط وفقدانها لأي ثقة تأهلها للعب هذا الدور. بالإضافة الى ان بايدن والحكومة الإسرائيلية لم يحققا أي هدف مما رسماه مثل القضاء على المقاومة والسيطرة على قطاع غزة وتحرير الاسرى بالقوة. وهو ما يمثل لهما حسب محدثنا هزيمة مدوية.
وهذا ما ساهم كما يؤكد محدثنا في ارجاع القضية الفلسطينية الى صدارة الاهتمامات الدولية ووجود بوادر لمراجعة مسار التطبيع وهذا ما يستشف من الموقف السعودي الذي أعلن إرجاء هذه العملية الى تاريخ غير مسمى، ما يعتبر نكسة للحكومتين الامريكية والصهيونية. وبالرغم من الخسائر الفلسطينية في غزة وما ارتكب ضد سكانها واهاليها من مجازر الا ان هذه الهدنة تعتبر وبكل المقاييس وفق تعبير السيد بن مصطفى نكسة لإسرائيل وامريكا ومكسبا للمقاومة الميدانية التي صمدت والحقت خسائر فادحة بالجيش الصهيوني وهي اضعاف ما هو معلن. وبالتالي هذه المقاومة اليوم حسب محدثنا في يدها مفتاح ومقود قيادة معركة التحرير والقضية الفلسطينية.
ليشدد السفير السابق والباحث في القضايا الاستراتيجية على ان حديثه عن إمكانية تمديد الهدنة، وقد يصبح الحديث عن وقف إطلاق النار، ليس اعتباطيا وانما تؤكده المعطيات الموجودة على الميدان، اذ ان المصالح الامريكية أصبحت في المنطقة العربية على المحك وهناك مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي وخاصة الدول الأوروبية الداعمة لإسرائيل عبرت عن قلقها إزاء خسارة مكانتها في الدول العربية وما شهدته ايضا من انقلاب الرأي العام الداخلي والخارجي ضدها بسبب ما تم كشفه من دمار وجرائم ارتكبتها إسرائيل في غزة.
كل ذلك حسب محدثنا لا يخدم المصالح الامريكية والأوروبية بقدر ما يخدم مصلحة مجموعة البريكس التي سيكون لها في قادم الأيام دور متزايد في القضية الفلسطينية، حيث اكدت على فقدان هذين الطرفين الغربيين مصداقيتهما امام الراي العام الدولي. في المقابل عبرت عن قدرتها على التدخل وتقديم صيغ لإيجاد حل جذري وسلمي لهذه القضية من خلال الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.
أثبتت جدارتها وقدرتها على العمل في إطار مقاربة تجمع بين الأمن والتنمية : المؤسسة العسكرية عنوان بناء وتشييد..
مثّل اللقاء الذي جمعه أمس الأول بوزير الدفاع خالد السهيلي مناسبة اطلع خلالها رئيس الجمهوري…