يتعثر الكلام ويعجز اللسان للتعبير عن حجم الوجيعة أمام صور الأطفال الخدّج وهم مرميون عشوائيا على أسرّة الموت.. يعجز اللسان ولا يجد اللغة أو المفردة التي تليق بهذه المرحلة وبهذه الأمّة التي نسميها عربية اسلامية والتي خذلت شعوبها وأذلتها.. وفي المقابل يخوض نتنياهو حربه الشخصية على غزة بعدما أذله طوفان الأقصى وأذل جيشه في واقعة 7 أكتوبر وهو في حربه الشخصية هذه إنما يرد الصاع بجرائم ابادة أولا ـ وبرسائل اذلال وتحد مباشر لكل البلاد العربية والاسلامية ويعرف نتنياهو بأنها من انعام الصحراء.
وسّع الجيش الاسرائيلي من جرائمه الحربية وقد استباح الدم الفلسطيني الى أبعد أبعد من الحدود ولم يسلم من الجريمة الاطفال الخدّج في مستشفيات غزّة وقد جاءت الصور فوق طاقة الاحتمال لفظاعة المشهد الذي يعكس مدى وحشية العقل الاجرامي الذي يدير الحرب في غزة دون فرز ودون شفقة على أطفال أو مرضى أو نساء فالكل في مرمى النار ولا فرق بين شيخ ورضيع…
أكثر من ثلاث مائة شهيد معظمهم من الاطفال في مجزرة مدرستي الفاخورة وتل الزعتر بمخيم جباليا التابعتين لوكالة الغوث الدولية وقد استباحهما جيش العدوّ وقصف كل من استغاث بهما من أطفال وشيوخ ونساء عزل فكانت المجزرة بحجم الفضيحة… مجزرتان أمام العالم بل قل أمام الانسانية وهي تشاهد حجم التدمير والابادة في صمت… في حين تستمر دول مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا في توفير التغطية القانونية والسياسية للجريمة الصهيونية في المنتظم الاممي الذي فشل أربع مرات وأخفق في الوصول الى إقرار هدنة ولو مؤقتة كما فشل في اقرار ممرات انسانية أو في فتح معبر رفح لعبور المساعدات الانسانية…
تمادي اسرائيل في جريمتها واستباحتها لكل المواثيق الدولية واصرارها على ابادة غزّة وأهلها إنّما يحدث بسبب التواطؤ المعلن للدول الاستعمارية مع الكيان الصهيوني والتي لم تكتف بتعطيل صدور قرار هدنة عن المنتظم الاممي بل هي لا تخفي دعمها المباشر للجيش الاسرائيلي ـ دعم عسكري وفني واستخباراتي ـ اضافة ـ بطبيعة الحال ـ الى صمت الدول العربية وعجزها عن اتخاذ أي قرار موجع ضدّ اسرائيل ونحن هنا نتحدث عن تواطؤ دول التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني والتي لم تخجل من وقوفها ضد استعمال ورقة النفط للضغط على الكيان بل هي رفضت أصلا الانصات لمقترحين اساسيين في القمة الاخيرة المندمجة العربية الاسلامية التي اختتمت مؤخرا بالمملكة العربية السعودية اببيان عارب حيث رفضت دول التطبيع تمرير مقترح جزائري عراقي يدفع الى استعمال ورقة النفط أولا مع عدم السماح للطيران الاسرائيلي بالنزول في المطارات العربية هذا االحدّ الادنىب وقفت ضده ادول التطبيع العربيةب واتفقت بالاجماع على تعطيله ومن ثمّة رفضه واتلافه.
هذا ما نسميه جريمة عربية اسلامية في حق غزة وفي حق القضية الفلسطينية وهذا ما نسميه تواطؤا مباشرا ومفضوحا مع الكيان الصهيوني… وهذا ما نسميه خذلانا وانحطاطا سيكون كالعار الذي سيرافق تاريخ ادول التطبيع وحكامها…
ايران العدو الأكبر للشيطان الأكبر هي ـ الآن ـ تماما كنعام مرتعب وقد أخفت رأسها المعمّم داخل كتاب المرشد الأعلى وفيه ما فيه من تعاليم على رأسها :أمن ايران أولا وليكن الطوفان من بعد ذلك… طوفان الخذلان ـ بطبيعة الحال ـ وقد انكرت ـ منذ البدء ـ طوفان الاقصى ودخلت في مفاوضات غير معلنة مع أمريكا حول الأرصدة المجمّدة وامكانية رفع التجميد عنها دون الاعلان عن ذلك… وهو ما تم بالفعل وجزئيا خلال الأسبوع الفارط… ومع كل هذا الخذلان لم يتردد وزير خارجيتها في التصريح وبوضوح وعلى الملإ بأن ايران لن تحارب بالوكالة عن حركة حماس في غزة… والحركة ـ كما نعلم ـ صنيعة من صنائعها بالمال والعتاد وبالتكوين العسكري…!
الرأي العام العربي والاسلامي بصدد الصراخ صباحا مساء في وجه أمريكا وفرنسا وألمانيا وايطاليا كونها متواطئة مع جرائم الكيان الصهيوني وقد انتظمت المسيرات الغاضبة أمام سفارات هذه الدول الاستعمارية لكنه ـ وفي المقابل ـ غفل عن سفارات الدول العربية والاسلامية المتواطئة مع الجريمة الصهيونية والتي تمنع مواطنيها ـ أصلا ـ من الخروج الى الشوارع للتعبير عن غضبهم ومساندتهم لغزة وأهلها في نكبتهم…
لقد عجز مجلس الامن الدولي عن اصدار قرار يوقف الجريمة ولو مؤقتا. عجز عن اقرار هدنة او ممر انساني وكل ذلك تحت ضغط الدول الاستعمارية وعلى رأسها امريكا المهيمنة ـ تماما ـ على هذا المنتظم منذ سقوط المعسكر الاشتراكي وستستمر اسرائيل في جرائمها وستمضي ـ عميقا ـ في مخطط التهجير سواء كان ذلك قسريا او طوعيا وهو مشروعها التاريخي الكبير وقد انطلقت ـ بالفعل ـ في تنفيذه رغم صراخ دول الطوق من حولها.. وهي تدرك انه مجرد صراخ فلا الاردن قادرة على مواجهة اسرائيل ولا مصر ولا سوريا.. فالمصالح الوطنية أكبر من المصالح القومية.. والمشروع الصهيوني في المنطقة أكبر من هذه ومن تلك.. والتاريخ بيننا.
على فكرة وقبل ان ننسى:
محمود عباس الرئيس الفتحاوي قال بأنه مستعدّ لانتخابات مبكرة وأن سلطته مؤهلة لحكم غزة بعد النكبة…
هذا ما نعتبره كلاما بحجم النكبة ومن باب الطعن في الظهر وفي التوقيت المقتول…!
«مجلس أعلى للثقافة».. من أجل إعادة البناء..!
من أكثر القطاعات التي تحتاج الى «حرب تحرير وتطهير» كبرى، قطاع الثقافة و«ثكنته البيروقراطي…