في ظل الزيادات المتتالية : المقاهي الشعبية يتهدّدها شبح الإفلاس وعطالة اليد العاملة
يعاني قطاع المقاهي من ارتفاع أسعار المواد المستخدمة وتقلص ملحوظ في هامش المرابيح إثر تتالي الزيادات في سعر السكر للحرفيين والقهوة التي تضاعف ثمنها خلال الأشهر الأخيرة مع صعوبات في الحصول عليها ، إلى جانب تراكم مديونية فواتير الكهرباء والماء وزيادة مرتقبة في سعر الشاي الأمر الذي دفع بأصحاب المقاهي إلى إطلاق صيحة فزع للحيلولة دون غلق المزيد من موارد رزقهم في ظل تأكيدات بتراجع هامش الربح لهذا القطاع بنسبة تصل الى 65 % بالمائة والانهيار يلوح في الأفق سيما بالنسبة للمقاهي الشعبية التي تلتزم بالتسعيرة التي تضبطها الجهات المعنية .
أزمة نشاط المقاهي لم تكن وليدة اللحظة، باعتبار أن مخلفات جائحة كورونا ماتزال تحاصر المهنيين في علاقة بالديون مع المزودين والعملة والتغطية الإجتماعية ، ما أدى بأغلب أصحاب المقاهي وخاصة الشعبية منها إلى التوجه نحو التقليص في عدد العملة لمحاولة إيجاد توازن بين المداخيل والنفقات التي تزايد حجمها بصفة كبيرة تزامنا مع الزيادات في أسعار المواد الأولية كالقهوة والسكر والحليب والكهرباء والماء وعجزهم عن مجاراة هذا النسق المالي الذي لا يتماشى وحجم هوامش الربح المحققة.
ومن هذه المنطلقات أفادنا بعض أصحاب المقاهي أن شبح الإفلاس يخيم على القطاع بعد أن تم غلق المئات منها إبان جائحة كورونا ثم خلال الفترة التي تشهد فيها الأسعار عدم استقرار حيث يتوجه أصحاب المقاهي نحو آلية التخفيف من عدد العملة وإجبارهم على البطالة التي فرضها هذا الوضع الإقتصادي ومع ذلك ما تزال المقاهي تسجل هوامش ربح لا تتماشى مع المردودية الاقتصادية المنتظرة .
صعوبات جديدة كذلك تعترضهم في نشاطهم من حيث التزود بالقهوة وغالبا ما يلتجئون إلى التجار الذين يشتغلون على الخط تونس الجزائر رغم أن جودة هذه القهوة ليست بالمستوى الذي تتوفر عليه القهوة التي توردها تونس في حين أن الأسعار تبقى باهظة ، وهي من التراكمات التي تهدد نشاطهم اليوم ، في مقابل ذلك عززت الدولة من قوانين المراقبة الضرائبية وكثفت من الزيادات الموجهة للحرفيين والصناعيين في ما يتعلق بفواتير الكهرباء والغاز والماء دون ملاءمة ذلك مع ما يعانيه قطاعهم من أزمات مالية حادة .
هذه الزيادات المتتالية أثرت على حرفاء المقاهي في ذات الوقت ، ذلك أن سعر القهوة السريعة على سبيل المثال يبلغ حاليا 1500 مليم في أغلب المقاهي الشعبية والتي لم تعد أسعارا شعبية في نظر الكثير وأثقلت ميزانية الحريف الذي يرى أنه رغم الزيادات في مواد استغلال المقاهي إلا أن هامش الزيادات لا يتماشى ومقدرتهم الشرائية ، ليبقى الجميع في حلقة قاسية من نيران الأسعار الملتهبة أضف إلى ذلك أن أغلب حرفاء المقاهي الشعبية هم من فئة الشباب العاطل عن العمل .
ومن جهة أخرى يتذمر أصحاب المقاهي من الضغوطات التي اثقلتها عليهم الشركة التونسية للكهرباء والغاز في ما يتعلق بالفواتير المجحفة وعدم اللجوء إلى التقسيط الميسّر سيما وأن أغلب الفواتير يتم تقسيمها على أقساط محدودة في الزمن دون إضفاء مرونة أكثر باعتبار أن الأقساط المعتمدة في الخلاص أغلبها تتضمن مبالغ ضخمة يصعب معها مجاراة النفقات المالية للمقاهي.
دور الشركات الأهلية في تطوير السياحة الإيكولوجية : مشاريع تنتظر التفعيل في حال توفير الدعم والتسهيلات الضرورية
تمثل السياحة الإيكولوجية نموذجًا مستدامًا يتماشى مع أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية و…