2023-11-10

تزامنا مع ارتفاع كلفة المعيشة المواطن في مواجهة شرسة مع أسعار السكن المشطّة

تزامنا‭ ‬مع‭ ‬موجة‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المعيشة‭ ‬والنفقات‭ ‬التي‭ ‬عصفت‭ ‬بالمقدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطن‭ ‬التونسي،‭ ‬شهدت‭ ‬أيضا‭ ‬أسعار‭ ‬العقارات‭ ‬ارتفاعا‭ ‬متواصلا‭ ‬اغلقت‭ ‬معه‭ ‬كل‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬الفئات‭ ‬الضعيفة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬لتحقيق‭ ‬امل‭ ‬امتلاك‭ ‬او‭ ‬ايجار‭ ‬مسكن‭  ‬يتلاءم‭ ‬مع‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المادية‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬شرسة‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الجبهات‭ .‬

فبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬المستهلك‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬التأقلم‭ ‬مع‭ ‬متغيرات‭ ‬السوق‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬شطط‭ ‬الاسعار‭ ‬وفقدان‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬الأساسية‭ ‬يطل‭ ‬أيضا‭  ‬قطاع‭ ‬السكن‭ ‬بتعقيدات‭ ‬كثيرة‭  ‬لاحصر‭ ‬لها‭ ‬تضع‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬مربع‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬والتوتر‭ ‬المتواصل‭ ‬جراء‭ ‬عجزه‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬جميع‭ ‬مستلزمات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬ومقارنة‭ ‬بقفة‭ ‬الغذاء‭  ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمشكلة‭ ‬السكن‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تؤرق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاسر‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المساكن‭ ‬سواء‭ ‬عند‭ ‬التسوّغ‭ ‬أوالشراء‭ ‬والتي‭ ‬زادت‭ ‬شططا‭ ‬بعد‭ ‬احداث‭ ‬ثورة‭ ‬سنة‭ ‬2011‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬مقبولة‭ ‬نتيجة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭  ‬ومنها‭ ‬تفشي‭ ‬ظاهرة‭  ‬الوسطاء‭ ‬الذين‭  ‬أصبحوا‭ ‬ينتظمون‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬وكالات‭ ‬وشركات‭ ‬ويفرضون‭ ‬نسبة‭ ‬مرتفعة‭  ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬ومثلها‭ ‬على‭ ‬المتسوّغ،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الطلب‭ ‬المرتبط‭ ‬بتزايد‭ ‬عدد‭ ‬الاجانب‭ ‬الذين‭ ‬يقبلون‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬أو‭ ‬كراء‭ ‬عقارات‭ ‬بتونس‭ ‬وكذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬ندرة‭ ‬الأراضي‭ ‬المعدة‭ ‬للبناء‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭  ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬المستعملة‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬وتراجع‭ ‬وغلاء‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬السكن‭ ‬مسألة‭ ‬مقعدة‭  ‬عجزت‭ ‬أمامها‭ ‬كل‭ ‬برامج‭ ‬الدولة‭  ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬برنامج‭ ‬المسكن‭ ‬الأول‭ ‬والبرنامج‭ ‬الخصوصي‭ ‬للسكن‭  ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬أهدافه‭ ‬نتيجة‭ ‬التأخير‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬تسليم‭ ‬هذه‭ ‬المباني‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭.‬

‭ ‬وبحسب‭ ‬ما‭ ‬افادت‭ ‬به‭ ‬وزيرة‭ ‬التجهيزوالإسكان‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬لجنة‭ ‬برلمانية‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬باردو‭ ‬بخصوص‭ ‬مهمة‭ ‬التجهيز‭ ‬والإسكان‭ ‬المقترحة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬فإن‭ ‬الوزارة‭ ‬وضعت‭ ‬برنامجا‭ ‬على‭ ‬مرحلتين‭ ‬لإنجاز‭ ‬وتوفير‭ ‬مساكن‭ ‬اجتماعية‭ ‬ولتهيئة‭ ‬وتوفير‭ ‬مقاسم‭ ‬اجتماعية‭.‬

وتشمل‭  ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬8372‭ ‬مسكن‭ ‬ومقسم‭ ‬بكلفة‭ ‬تقدر‭ ‬بـ‭ ‬588‭ ‬م‭ ‬د،‭ ‬مبينة‭ ‬أن‭ ‬1214‭ ‬مسكن‭ ‬ومقسم‭ ‬تم‭ ‬تسليمها‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬3464‭ ‬مسكنا‭ ‬جاهزة‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تسليمها‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬جاهزية‭ ‬القائمات‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بصدد‭ ‬المراجعة‭ ‬والتدقيق‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬السلط‭ ‬الجهوية،‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬3694‭ ‬مسكن‭ ‬ومقسم‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬الإنجاز‭.‬كما‭ ‬ستشمل‭   ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭  ‬إنجاز‭ ‬وتهيئة‭ ‬5000‭ ‬مسكن‭ ‬ومقسم‭ ‬بكلفة‭ ‬جملية‭ ‬تناهز‭ ‬450‭ ‬م‭ ‬د،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬إعداد‭ ‬البحوث‭ ‬والتصفية‭ ‬العقارية‭ ‬والدراسات‭ ‬الطبوغرافية‭ ‬والعمرانية‭ ‬اللازمة‭.‬

وبحسب‭ ‬بيانات‭ ‬عقارية‭ ‬جديدة‭  ‬سجلت‭ ‬أسعار‭ ‬كراء‭ ‬المنازل‭ ‬خلال‭ ‬السداسي‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2023،‭ ‬ارتفاعا‭ ‬ملحوظا،إذ‭  ‬ارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬الإيجارات‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬للسنة‭ ‬الحالية‭ ‬بنسبة‭ ‬٪5‭  ‬مقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬السابق‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬بـ‭ ‬٪4‭ ‬مقارنة‭ ‬بـالسداسي‭ ‬الثاني‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭. ‬كما‭ ‬،‭ ‬سجل‭ ‬سوق‭ ‬الإيجار‭ ‬طويل‭ ‬المدى‭ ‬إجمالا‭ ‬زيادة‭ ‬ملحوظة‭ ‬بنسبة‭ ‬٪21‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬والنصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬متوسط‭ ‬السعر‭ ‬الوطني‭ ‬للإيجار‭ ‬طويل‭ ‬الأجل‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬1650‭ ‬دينار‭ ‬شهري‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬1380‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭.‬

وكشفت‭  ‬ذات‭ ‬الدراسة،‭ ‬أنّ‭ ‬أغلى‭ ‬الإيجارات‭ ‬في‭ ‬الشقق‭ ‬توجد‭ ‬أساسا‭ ‬بالضواحي‭ ‬الشمالية‭ ‬لتونس‭ ‬العاصمة،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ضفاف‭ ‬البحيرة‭ ‬2‭ (‬2300‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬المرسى‭ (‬2370‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬حدائق‭ ‬قرطاج‭ (‬2000‭ ‬دينار‭) ‬وعين‭ ‬زغوان‭ ‬الشمالية‭ (‬1630‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬سكرة‭ (‬1300‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬حي‭ ‬النصر‭ ‬2‭ (‬1240‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬ونظراً‭ ‬لقربها‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬مدينة‭ ‬تونس‭ ‬ومن‭ ‬المرافق‭ ‬الرئيسية‭ (‬المطار،‭ ‬ميناء‭ ‬حلق‭ ‬الوادي،‭ ‬المنطقة‭ ‬السياحية‭ ‬بقمرت‭)‬،‭ ‬أصبحت‭ ‬المرسى‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المناطق‭ ‬طلبا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬الإيجار‭ ‬وذلك‭ ‬بنسبة‭ ‬8‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬اجمال‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬تونس‭ ‬الكبرى،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬حي‭ ‬النصر‭ ‬2،‭ ‬وحدائق‭ ‬قرطاج‭ ‬استقطب‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬٪7‭  ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬شقة‭ ‬للإيجار‭. ‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

التطورات الجديدة في ملف الأعوان المتعاقدين بوزارة التربية : هل هي بداية الانفراج للقطع النهائي مع آليات التشغيل الهش؟

بعد سنوات طويلة من النضالات المتواصلة من أجل حلحلة ملفهم الذي  ظل يراوح مكانه بسبب عدم تجا…