بسب عدم توفر مادة الفارينة بالكميات اللازمة وتفاقم ديونه المتخلدة لدى الدولة: قطاع المخابز يدقّ ناقوس الخطر ويتوقع تزايد حدّة أزمة الخبز مستقبلا
مازالت أزمة الخبز في تونس تتحسس طريقها نحو الانفراج النهائي ، اذ تشهد اغلب المخابز تذبذبا في توفير مادة الخبز للمواطن الذي ألف عادة الوقوف أمام المخابز في طوابير طويلة لا تكاد تنتهي إلى موعد غروب الشمس. وقد اختلفت المواقف والآراء حول الأسباب الكامنة وراء تواصل أزمة الخبز وعدم تمكن سلطة القرار من إيجاد حلول جذرية لها .
إذ يفسر البعض بان هذه الأزمة ناتجة عن عجز المالية العمومية عن توريد الاحتياجات اللازمة من مادة القمح الذي بدوره شهد قفزة كبيرة في أسعاره نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية ، فيما ذهب البعض الآخر إلى تفشي ظاهرة الاحتكار والمضاربة التي أضرّت بمختلف القطاعات الحيوية في بلادنا ، بل أصبح المحتكرون يتمعشون من هذه الحرفة ضاربين عرض الحائط كل القوانين والعقوبات التي يمكن أن تنجر عنها لا سيما وأنها تمس من الأمن الغذائي الوطني .
ومن جهته أكد نائب رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز يحي موسى لـاالصحافة اليومب ان عديد الأسباب والعوامل تجعل من أزمة الخبز تتفاقم شيئا فشيئا أولها تراجع حصص المخابز من مادة الفارينة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر مقارنة بأشهر جويلية وأوت وسبتمبر حيث تم خلال هذه الأشهر الثلاث ضخ كميات استثنائية تفوق حاجيات المخابز بكثير فبعض المخابز تحصلت على 26 قنطارا من الفارينة إضافية والبعض الآخر تحصل على 52 قنطارا إضافية، مما جعل عملية التزويد منتظمة بالرغم من أنها تزامنت مع الموسم السياحي ، لكن في المقابل لم تضخ وزارة التجارة خلال الشهر الماضي والحالي سوى نسبة ضئيلة من حاجيات المخابز وهو ما اثر سلبا على نشاطهم .
وأوضح موسى انه في حال لم يتم ضخ الكميات التي تم ضخها خلال أشهر الصيف فان عملية التزويد بمادة الخبز ستواصل تعثرها حيث من المتوقع ان تعلق بعض المخابز نشاطها في قادم الأيام إذا لم تتوفر مادة الفارينة ، مشيرا الى أن قطاع المخابز يعمل جاهدا على تلبية حاجيات المواطن من هذه المادة الأساسية بالرغم من الصعوبات التي يمر بها .
وتطرق نائب رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز إلى جملة التحديات التي تواجه قطاع المخابز والمتمثلة أساسا في تفاقم المستحقات المالية للمخابز المتخلدة بذمة الدولة والتي فاقت 300 مليون دينار طيلة 15 شهرا ، ما جعل أصحاب المهنة يطلقون صيحة فزع بسبب عدم قدرتهم على سداد ديونهم وصرف رواتب العاملين معهم .
كما أن أصحاب المخابز باتوا لا يستطيعون إصلاح الاعطاب التي قد تطرأ بين الحين والآخر على المخابز بسبب غلاء قطع الغيار .وبالإضافة إلى مختلف الصعوبات التي يعيشها أصحاب المخابز والعاملون فيها والتي سبق ذكرها ، فان هذا القطاع يواجه مشكلا آخر عصيا لم تجد الحكومات المتعاقبة حلولا له وهو سيطرة القطاع الموازي ، فقد تزايدت أعداد المخابز العشوائية لتبلغ 1300 مخبزة وأصبحت تمثل عبءا على الدولة وأضرت بحاملي البطاقة المهنية بقطع النظر عن كونها تتسبب في خسائر مالية كبيرة نتيجة استحواذها على كميات كبيرة من الفارينة الرفيعة .
ودعا محدثنا سلطة الإشراف إلى ضرورة تفعيل إجراء إلغاء التصنيف بالمخابز الذي دعا إليه رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال أوت الماضي وتوحيد أصناف الخبز دفاعا عن قوت التونسيين .
لتلبية حاجيات السوق الداخلية : وصول شحنات من السكر والقهوة مطلع الأسبوع المقبل
مازال نسق التزود بمادتي السكر والقهوة بطيئا في الأسواق الداخلية ، حيث يشتكي المستهلك من نق…