الدكتورة سهى بوقدف مديرة اليقظة الصحية بالمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة لـ«الصحافة اليوم»: لا يمكن الحديث حاليا عن وباء حمى غرب النيل في تونس
سجلت مصالح وزارة الصّحّة في تونس، منذ بداية 2023، إلى حدود يوم الخميس، 2 نوفمبر 2023، وفاة كهل أصيل ولاية توزر وإصابة عشرة أشخاص بفيروس حمى غرب النيل، في عدد من ولايات الجمهورية، مع تسجيل 5 إصابات منها في ولاية توزر مما استوجب تدخلا عاجلا لتطويق الوضع وحصر الإصابات حتى لا تتكاثر ولا يتطور الأمر في اتجاه الحديث عن حالة وبائية بالمنطقة.
ولمزيد تسليط الضوء على هذا الفيروس وكيف وصل إلى تونس وأين تم تسجيل حالات مؤكدة منه؟ ولماذا ظهر في هذه الولايات بالذات؟ وهل بلغ مرحلة الوباء في بقية المناطق؟ وماهي سبل الوقاية منه؟ كان لـاالصحافة اليومب هذا الحوار مع الدكتورة سهى بوقدف مديرة اليقظة الصحية بالمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة.
مديرة اليقظة الصحية بالمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة سهى بوقدف أكدت أن حمى غرب النيل هو فيروس ينتقل في الطبيعة بين الطيور التي تعتبر مصدره الأساسي والبعوض، ومنها، للبشر وتحدث العدوى البشرية، في أغلب الأحيان نتيجة لدغات البعوض الذي سبق أن تغذى من الطيور الحاملة للفيروس في دمها.
وفسرت مديرة اليقظة الصحية بالمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة حدوث هذه الإصابات نتيجة هجرة عدد من الطيور الحاملة للفيروس، من شمال الكرة الأرضية، نحو جنوبها، ونَقل الفيروس عبر بعوضة للمصابين.
وأوضحت أن البعوضة النّاقلة للفيروس، في هذه المناطق، تكاثرت نتيجة وجود مياه راكدة شجّعت تواجدها، وتفريخها، وتمّ علاجها في ما بعد، من قبل هياكل وزارة الصحة.
وتابعت الدكتورة بوقدف أن العدوى بفيروس حمى غرب النّيل لا تصاحبها أي أعراض مرضية لدى ٪80 من المصابين، تقريبا فيما يتسبب لحوالي ٪20 من حاملي العدوى، بالحمى والتّعب والتقيؤ والغثيان والأوجاع الجسدية، وتورم الغدد اللمفية، والطفح الجلدي في بعض الأحيان، وأضافت أن حالات قليلة جدا تظهر عليها أعراض وخيمة، مثل التهاب الدماغ، أو الغيبوبة أو الشلل.
وبينت محدثتنا أن فترة حضانة الفيروس في جسم الإنسان تتراوح بين ثلاثة أيام و14 يوما مشيرة الى أنه لا يوجد لقاح بشريّ، إلى حدّ الآن، لوقاية الإنسان من مضاعفاته. وقالت إنه يتم علاج فيروس حمى غرب النيل، عبر المكوث في المؤسسات الصحية، وتقديم السوائل داخل الوريد، وتوفير خدمات دعم التنفس، وتوفير سبل الوقاية من المضاعفات.
وأبرزت الدكتورة سهى بوقدف أن وزارة الصحة سجلت سابقا 4 أوبئة تتعلق بفيروس حمى غرب النيل، سنوات 1997 و2003 و2012 و2018، وأنه منذ بداية سنة 2023، إلى حدود يوم 2 نوفمبر 2023، سجلت هياكل الوزارة 146 حالة يشتبه في حملها للفيروس، أثبتت التحاليل إصابة 10 حالات منها، بحمى غرب النيل. وتتوزع الإصابات المؤكدة، في صفوف البشر، على النّحو التالي 5 إصابات بولاية توزر وإصابتان بولاية قابس وإصابة واحدة بولاية صفاقس، وإصابة واحدة بولاية المنستير وإصابة واحدة بولاية الكاف.
وتابعت الدكتورة بوقدف أنه لا يمكن اعتبار هذه الحالة وبائية لأنه يمكن الحديث عن بلوغ الحالة الوبائية من جراء فيروس ما، إذا ما سجلت حالة واحدة منه، أو مجموعة إصابات، للمرة الأولى، في منطقة معينة. أو إذا انتشر الفيروس، في شكل حالات جماعية، تساوي أو تفوق الثلاث حالات، في فترة زمنية وجيزة، وفي مكان معين، وهو ما لا ينطبق في الحالات الحاملة لفيروس حمّى غرب النيل في الولايات المذكورة، باستثناء ولاية توزر الّتي ظهر فيها الفيروس للمرة الأولى سنة 2023، وهو ما جعله يصنف وباء.
واعتبرت أن بقية الحالات، في مختلف الولايات، والمقدرة بخمس حالات، تعتبر إصابات متفرقة ومحدودة، في المكان والزّمان، داخل جهات شهدت اكتشاف حالات من الفيروس، في السّنوات السابقة، ولا تعتبر الحالة وبائية داخلها.
وأكدت مديرة اليقظة الصحية بالمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة على أنه في ظل غياب التلاقيح لهذا الفيروس يوجد حل وحيد لمكافحته، عبر القضاء على ناقله، أي البعوضة انطلاقا من قطع سبل وأماكن تكاثرها، بردم الآبار المهجورة أو إحكام إغلاقها، وغلق خنادق تجميع المياه المستعملة وردم المستنقعات وبجهر الأودية والمجاري وردم المياه الراكدة، بالإضافة إلى تكثيف حملات التوعية الخاصة بفيروس حمى غرب النيل وهذا لا يكون إلا بتظافر جهود كل المتدخلين.
رئيس الغرفة الوطنية لتجار الدواجن واللحوم البيضاء ابراهيم النفزاوي لـ«الصحافة اليوم» : أزمة اللحوم البيضاء في اتجاهها للإنفراج
تعرف الأسواق التونسية خلال الآونة الأخيرة اضطرابا في التزوّد باللحوم البيضاء أرجعها رئيس ا…