في بادرة هي الأولى من نوعها في العالم العربي إطلاق المرحلة التنفيذية لمشروع وضع إطار مرجعي مشترك للّغة العربية تعليما وتعلّما وتقييما
نظمت أمس الاثنين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) وفي بادرة هي الأولى من نوعها في العالم العربي اجتماعا رفيع المستوى مع خبراء مختصين في اللغة العربية حول اإطلاق المرحلة التنفيذية لمشروع وضع إطار مرجعي مشترك للغة العربية تعليما وتعلما وتقييماب وقد أشرف على فعاليات الاجتماع رفيع المستوى المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) وحضره الشركاء من أصحاب المصلحة وخبراء مختصون في اللغة العربية.
يتنزل هذا المشروع ضمن السياق العالمي الذي سعت فيه اغلب اللغات في العالم إلى وضع أطرها المرجعية العالمية المشتركة من أجل نشر ثقافتها وتعزيز حظوظ لغتها وهويتها وفرض ذاتها في عالم اليوم الذي يعيش فجوة رقمية بالغة العمق قد تهدد وجود بعض الهويات واللغات والثقافات وتحكم عليها بالنسيان والاندثار وسط واقع لا يستطيع السيطرة عليه إلا من امتلك التكنولوجيات الحديثة التي غزت جميع ميادين الحياة بما في ذلك التدريس والتعلم والتقييم.
ويمثل إطلاق المرحلة التنفيذية للمشروع لبنة تضاف إلى صرح عال في خدمة اللغة العربية على الصعيد الدولي وهي مبادرة يعلق عليها الجميع آمالا كبيرة للنهوض باللغة العربية وحماية الثقافة العربية حيث دعا الحضور إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل التصدي الجماعي للتهديدات الداخلية والخارجية التي تواجهها اللغة العربية فاللغات المنافسة تسعى إلى إضعافها وابتلاعها لتتمكن من السيطرة الاقتصادية والثقافية ….
كما اجتمع الحضور لترجمة الأمل إلى عمل والانتقال إلى مرحلة إطلاق المشروع من رحم الأفكار إلى ميدان الإنتاج والإبداع فهذا المشروع يكتسي أهمية بالغة إذ تحقق بتضافر الجهود كل الجهات المعنية وحان الوقت إلى الانتقال إلى طور التجسيد
ولم تقتصر كل الأطراف المتدخلة على الاهتمام باللغة العربية فحسب وإنما الاهتمام بالثقافة العربية في كل أبعادها ودلالاتها لتحقيق جملة من الأهداف المشتركة وتوحيد المواقف من خلال خارطة طريق واضحة المعالم والأهداف والمراحل فاللغة العربية اليوم أمام تحديات إقليمية وعالمية منها مدى قدرتها على التكيف مع التطور التكنولوجي ومدى قدرتها على استيعاب الذكاء الاصطناعي وفي هذا الإطار يتنزل هذا المشروع الذي جاء بعد مخاض عسير وبعد جهود ودراسات … فهو ضرورة ملحة وخيار حضاري من شأنه أن يرفع اللغة العربية إلى مصاف اللغات المتميزة…
ويقول في هذا السياق الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أن هذا المشروع لطالما طالبت به كل الدول العربية بغاية وضع نظام مرجعي مشترك للغة العربية تعليما وتعلما وتقييما وأمام هذا المشروع وإنجازه الكثير من التحديات باعتبار أن اللغة العربية خُدمت في كل الدول العربية في مراكز وجهات متعددة وستعمل المنظمة على توحيد الجهود على غرار ماهو موجود في كل دول العالم ويؤكد أن وضع إطار مرجعي مردّه ما يشهده العالم من تنافس لغوي محموم اتخذت فيه اللغات من التقدم التكنولوجي والتقني مدخلا لتوسعها وتطوير سبل تعليمها وانتشارها ناهيك عن الحاجة إلى جعل اللغة العربية لغة تنمية اقتصادية واجتماعية وربطها بحركة السوق والعمل والإنتاج ولن يتأتى ذلك مالم يتوفر إطار مرجعي يستثمر الانتشار الواسع للناطقين والمتحدثين بالعربية ويستفيد من تجارب الحضارات التي استطاعت التمكين للغاتها ويجعل من اللغة العربية لغة منافسة في كل المجالات كما انه من الضروري اليوم وضع منهج علمي لتعليم اللغة العربية وتعلمها ووضع معايير علمية دقيقة لتقييم مستويات التحصيل فيها على غرار ما وصلت إليه الأطر المرجعية للغات الأخرى اليوم وهو ما يقتضي جهدا لسانيا وتربويا من المختصين يجمع بين الصرامة العلمية ومرونة المناهج ويسرها.
ويهدف هذا المشروع طبعا إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين الدول العربية من خلال تعزيز وتسهيل استخدام اللغة العربية كلغة مشتركة للتواصل في مختلف المجالات وكوسيلة للتنمية والبحث العلمي في الداخل أو الخارج بالإضافة الى ضبط الاستراتيجيات التي تُعنى بتطوير جميع مستويات اللغة العربية في تناسق وتناغم وتكامل ضروري بما يؤمّن استدامة إثراء العربية الفصحى واستدامة أشكال استخدامها وغيرها من الأهداف الأخرى التي تصب في خانة تعزيز حظوظ اللغة العربية وفرضها لغة من اللغات الثابتة في العالم اليوم …
نحو الانتقال بهيكلة المجامع التنمويّة النسائيّة إلى شركات أهليّة : شروط الـــتــأســـيـــس و مـــراحـــله..
يعرف عدد المجامع التنمويّة النسائيّة ارتفاعا من سنة إلى أخرى وهو ما يعكس حجم الإقبال لمخت…