ثلاثة معطيات ساهمت في تغيير واقع الفريق
تغيّر وضع النجم الساحلي بشكل كبير وملموس، وتغيّر معه وضع المدرب عماد بن يونس الذي كان يعمل تحت ضغوطات قوية ويتهدده «خطر» الإقالة مبكرا، ليصبح حاليا في موقف مريح للغاية ويكسب تأييد الجميع والسبب في ذلك تحسن النتائج بشكل ملحوظ، والدليل على ذلك أن الفريق خاض منذ انطلاق الموسم عشر مقابلات بين البطولة والمسابقة القارية، ولم ينهزم سوى في مناسبة وحيدة حصلت في الجولة الأولى من البطولة المحلية، لكن بعد ذلك انطلق «قطار» الفريق دون توقف ليحقق سلسلة من الانتصارات التي خوّلت له إنهاء ذهاب المرحلة الأولى في المركز الأول، والأكثر من ذلك أن الأرقام المحققة إلى حد الآن تؤكد نجاح الفريق في الظهور بأداء جيد، حيث أنه يعتبر صاحب أكثر عدد من الأهداف في مجموعته برصيد عشرة أهداف كما أنه يملك إلى حد الآن أقوى خط دفاع بما أنه لم يقبل بعد مرور ست جولات سوى ثلاثة أهداف فقط..
إن ما تحقق إلى حد الآن يعتبر مؤشرا إيجابيا يثبت أن النجم يسير في الطريق الصحيحة، ويؤكد في السياق ذاته أنه لم يتأثر كثيرا بعدم تمكنه من التعويل على لاعبين جدد بسبب عقوبة المنع من الانتدابات، وما حققه الفريق في هذا المنعرج الأول من البطولة كان نتيجة توفر بعض المعطيات التي ساهمت بشكل واضح في تفادي صعوبات بداية الموسم، وهذه المعطيات يمكن تلخيصها في ثلاث نقاط أساسية تتمثل أساسا في نجاح المنظومة الدفاعية من ناحية أولى وتمكن الإطار الفني من التغلب على المشاكل الهجومية من ناحية ثانية، وبروز ثلة من اللاعبين الشبان الذين قدموا الإضافة المرجوة من ناحية ثالثة..
مؤشرات دفاعية مميزة
خاض الفريق ست مباريات في البطولة وأربع مقابلات في دوري الأبطال، وخلال هذه المقابلات لم تهتز الشباك سوى في أربع مناسبات فقط من بينها ثنائية في المباراة الافتتاحية للبطولة والتي خسرها الفريق ضد الأولمبي الباجي، لكن بعد ذلك فإن الفريق أظهر صلابة دفاعية في أغلب المقابلات حيث حافظ على نظافة شباكه في ست مقابلات، وهو ما يعني أن الإطار الفني استطاع توظيف قدرات المجموعة من الناحية الدفاعية بشكل مثالي للغاية، مستفيدا في ذلك من وجود «القائد» الفعلي حمزة الجلاصي الذي شارك في كل المباريات وكان بمثابة صمام الأمان، لذلك لم تهتز المنظومة الدفاعية رغم التغييرات التي أجراها المدرب بن يونس في بعض المواجهات حيث راهن في بعض الأحيان على غفران النوالي في محور الدفاع وعوّل كذلك في هذا المركز على صلاح الغدامسي وجاسر الخميري، وفي المحصلة لم يتأثر الدفاع بهذه التغييرات، خاصة وأن وجود ثنائي ارتكاز مميز ونعني بذلك جاك مبي وخاصة سومايلا سيديبي ساهم بقسط كبير في استمرار الفريق في الظهور بمستوى مرضي للغاية من الناحية الدفاعية.
حلول بديلة في الهجوم
أما المعطى الثاني الذي ساهم في تحسن نتائج الفريق وتحقيق نتائج جيدة في أغلب المباريات الأخيرة، فإنه يتمثل أساسا في النجاح في التغطية على المشاكل والنقائص الهجومية، والأرقام لا تخدم في هذا السياق عناصر الخط الأمامي، والدليل على ذلك أن كلا من ياسين الشماخي وأصيل الجزيري وفيني بونغونغا لم يقدروا إلى حد الآن على التسجيل، في حين اكتفى يوسف العبدلي بتسجيل هدف وحيد في البطولة تماما مثل زميله راقي العواني، لكن في المقابل استفاد الفريق من الحلول البديلة التي ساهمت في تجاوز هذه المشاكل التي ظهرت بشكل مبكر، فالتعامل المثالي للغاية مع الكرات الثابتة والاستفادة من قدرات لاعبي الوسط أدت إلى توظيف سليم وإيجابي لقدرات المجموعة، وبالتالي تم تجاوز هذا الإشكال، والدليل على ذلك أن النجم سجل في كل مباريات البطولة، وهذا العامل ساهم بشكل واضح في حصد أكبر عدد ممكن من النقاط.
الشبان في خدمة النادي
أما العامل الثالث الذي ساهم في حصول تطور في أداء الفريق وتحسن نتائجه، فيتمثل أساسا في نجاح أغلب اللاعبين الشبان الذين وقع الرهان عليهم في تقديم الإضافة المرجوة منهم، وفي هذا السياق أثبت كل من محمد أمين الجبالي وآدم الورتاني أنهما مؤهلان للمنافسة بقوة على اللعب باستمرار مع الفريق الأول، فضلا عن ذلك فإن الإطار الفني استطاع أيضا أن يتعامل بشكل مثالي مع بعض العناصر التي كانت خارج الحسابات، وهو ما ينطبق بشكل خاص على راقي العواني الذي تحسن مستواه في الفترة الأخيرة بشكل واضح، شأنه في ذلك شأن لؤي بن حسين الذي خسر في منتصف الموسم الماضي مكانه الأساسي، لكنه عاد في الآونة الأخيرة وأثبت أن مؤهل للتألق ومساعدة الفريق على إيجاد الحلول الهجومية والدفاعية اللازمة.
لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟
لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…