تواصل ظاهرة الاعتداء على الإطار التربوي والإداري : حذار من المساس بحرمة المؤسسات التربوية ..!
لاشكّ أن ظاهرة العنف قد استفحلت و أصبحت ميزة تطبع البلاد بعد الثورة حيث سادت الفوضى وغاب الرادع ولعل أهم تجليات العنف ما تعيشه المدرسة التونسية بمختلف مستويات التعليم فيها ابتدائية كانت أو ثانوية فالأرقام والمؤشرات تبين ارتفاع حالات العنف المسجلة سنويا في مختلف تمظهراته (عنف المربي تجاه التلميذ والولي تجاه المربي…) منها حالات عنف ترتقي الى مستوى الجريمة في اغلب الأحيان تعرفها المؤسسات التربوية العمومية ببلادنا ومنها الموجه للإطار التربوي.
هذه الظاهرة تؤشر لهشاشة الوضع الذي باتت تعرفه مؤسساتنا التربوية وتبين أن العلاقة بين جميع الأطراف المكونة للمنظومة التربوية العمومية تعرف أزمة حقيقية لا تكاد تخفى عن عين ناظر فالمربي مهما كان المستوى الذي يدرسه أصبح طرفا في معادلة جديدة أفرزتها هاته العلاقة المترهلة التي أصبحت تحكم وجوده مع الأطراف التي يفترض أنهم أبناؤه أو ربما حتى أقرب إليه منهم إذ أصبح اليوم إما متهما أو ضحية في عديد قضايا العنف.
فالوضعية الهشة التي يمر بها قطاع التعليم العمومي وتفشي ظاهرة العنف أربكت الأولياء وكل الفاعلين في هذا المجال وجعلت الأغلبية الساحقة تعبّر عن استيائها وغضبها من غياب الحلول الجذرية للتصدي لهذه الظاهرة زائد العنف المسلط على المؤسسة التربوية من المحيط الخارجي من بعض الأطراف التي تسعى إلى الإساءة إلى المؤسسة التعليمية العمومية وضرب النظام التعليم العمومي .فحالة الاحتقان التي تعيشها مؤسّساتنا التعليمية العمومية–نتيجة العنف- تؤشر لحالة مرضية مستعصية تستدعي العلاج العاجل والسريع والفوري.
الفرع الجامعي للتعليم الثانوي بمنوبة،ندد بتواصل ظاهرة الاعتداء على الإطار التربوي والإداري والمساس بحرمة المؤسسات التربوية وخاصة بمعتمدية دوار هيشر وهو ما تسبب في توقف الدروس يوم الاثنين 23اكتوبر 2023وصبيحة يوم الثلاثاء 24 اكتوبر بالمدرسة الإعدادية الشابي والأربعاء 25 اكتوبر بإعدادية ابن رشيق دوار هيشر.
وصرح الكاتب العام للفرع عادل العزيزي أنه في الحادثة الأولى بإعدادية الشابي تم الاعتداء على مدير المؤسسة بالعنف الشديد من قبل شاب من خارج المؤسسة تنكر بلباس ميدعة تلميذ آخر وذلك على مرأى من التلاميذ والإطار التربوي والإداري ممّا تطلب رفع شكاية في الغرض إلى مركز الحرس الوطني.
وأضاف العزيزي أن وليا تهجّم ، على الإطار التربوي بالعنف اللفظي والكلمات النابية، بعد قدومه للتشكي بسبب تعرض ابنه لاعتداء من قبل ابن مدرس حسب قوله.
وقد تم أيضا تقديم شكوى في الغرض، مشيرا إلى أن اغلب الشكاوى في قاصرين يعتدون على المؤسسات التربوية، لافتا إلى تعرض المدرسة الإعدادية 20 مارس بحي خالد بن الوليد إلى اعتداء بزجاجة حارقة مع تتالي الاعتداءات بها من قبل قصّر.
وطالب بضرورة إيجاد الحلول المناسبة لهذه الظاهرة التي باتت مزعجة ومؤثرة على سير العملية التربوية، وضمان سلامة التلاميذ والإطار الإداري والتربوي، معتبرا أن الحلول العاجلة تتمثل في توفير حاجيات المؤسسات التربوية من موارد بشرية من عملة وقيمين، مبينا أن 5 مؤسسات بدوار هيشر تفتقر إلى قيّمين عامين، ومعهد إلى ناظر ومدير معا.
وتحتاج مؤسسات التعليم الإعدادي والثانوي بالجهة، وفق العزيزي، إلى 110 عمال على الأقل وأكثر من 80 قيما لسد النقص الجهوي في إطار القيمين خاصة أن الجهة شهدت زيادة في عدد التلاميذ بلغت 3102 من التلاميذ مقارنة بالسنة الدراسية الفارطة.
وأشار في ذات السياق إلى تزايد العنف داخل المؤسسة التربوية بين التلاميذ والاعتداء على التجهيزات والأثاث بالقاعات، والذي كبد المؤسسات خسائر كبيرة، نتاج عدم توفر الإطار البشري من العملة والقيمين للتأطير، كما أدى إلى نقص الطاولات والكراسي، وسط حاجة ملحة إلى أكثر من 3600 طاولة وكرسي، في حين لا تتوفر سوى 950 طاولة وكرسي فقط.
وقد تم في بداية السنة تحديد شغور بـ 450 أستاذ تعليم ثانوي وإعدادي تم تعويضهم بالنيابات، وتأمين الدروس من قبل مصالح المندوبية الجهوية للتربية بالجهة, وفق ذات المصدر.
يشار إلى ان وفدا من أعضاء لجنة الدفاع والأمن والقوات الحاملة للسلاح بمجلس النواب، قامت بزيارة ميدانية للمدرسة الإعدادية أبو القاسم الشابي دوار هيشر ومعهد الشباب دوار هيشر، في إطار الاطلاع على المجهودات الأمنية في تأمين المحيط الخارجي للمؤسسات التربوية، بداية اكتوبر الجاري.
الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل : المراهنة على البحث العلمي آلية للبناء على أسس صلبة
نظم أمس الأربعاء الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل مسيرة انطلقت من وزارة التعليم العالي…