الأمم المتحدة والضغط الدولي: تونس تطالب بتحسين أداء المنظمة في اتجاه نصرة القضية الفلسطينية
مرت الذكرى الثامنة والسبعون لدخول ميثاق منظمة الأمم المتحدة حيّز النفاذ يوم 24 أكتوبر الجاري، والذي وقّعت عليه 97 دولة منذ سنة 1945 الى اليوم.
وجاء تأسيس الأمم المتحدة بهدف عدم تكرار الأهوال التي عرفتها البشرية في الحرب العالمية الثانيةوتجنّبها في المستقبل. ولكن، لم تجد النيات الحسنة التي انطلق منها الميثاق طريقها إلى التطبيق في الواقع الدولي.
في هذا الاطارقالت الديبلوماسية التونسية، إن هذه الذكرى تُمثل مناسبة متجدّدة لتونس لتأكيد التزامها التام بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وانخراطها الفاعل صلب منظومة العمل متعدّد الأطراف ومنظمة الأمم المتحدة بوجه خاص.
وأكدت تونس أنّ إيمان المجموعة الدوليّة بالمصير المشترك وبالعمل متعدّد الأطراف في كنف التكافؤ والانحياز للمبادئ الكونيّة المشتركة، تشكّل عوامل حاسمة في تحديد الوجهة الآمنة لعالمنا، إذا ما توفّرت الإرادة الصادقة والتصميم السياسي على التعاطي المسؤول مع القضايا الراهنة والاحتكام للقانون الدولي.
وشددت على أن 78 سنة مرّت على تأسيس منظمة الأمم المتحدة، مكّنت من تحقيق عديد المكاسب لشعوب العالم، إلاّ أنّ العديد من الأهداف والمقاصد التي أنشئت من أجلها ما تزال بعيدة المنال.
وأضافت : اليوم في فلسطين، ما يزال الشعب الفلسطيني الشقيق يرزح تحت ويلات الاحتلال ويتعرض للعدوان والقتل والتشريد، دون أيّ آفاق للتسوية العادلة والشاملة والدائمة، بما يعيد له حقوقه السليبة وفي مقدّمتها حقّه في تقرير المصير وفي تجسيد دولته المستقلّة ذات السيادة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.
وبينت أن استمرار الكيان المحتلّ في عدوانه الوحشي المسلّط على كامل الأراضي الفلسطينيّة، إنّما يستدعي تحمّل المجموعة الدوليّة ومجلس الأمن للأمم المتحدة لمسؤوليّاتهما بكلّ جديّة من أجل حمل سلطة الاحتلال على الوقف الفوريّ لاعتداءاتها الغاشمة ومساءلتها عن جرائمها وتوفير الحماية الدوليّة للشعب الفلسطيني ووضع حدّ للحصار اللاّإنساني الجائر المفروض عليه وإنهاء الاحتلال الذي طال أمده ومنح دولة فلسطين العضويّة الكاملة في منظمة الأمم المتحدة.
وأضافت أنها ستظل بلدا فاعلا ومسؤولا على الساحتين الإقليمية والدولية من أجل عالم أكثر أمنا واستقرارا وعدلا وازدهارا وانسانيّة، تُحترم فيه الشرعية الدولية دون تجزئة أو انتقائيّة وإرادة الشعوب وسيادتها وكرامتها من قبل الجميع.
تطور بطيء
وكان عقد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء الفارط، جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية، استمع خلالها إلى إحاطة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومسؤولي الأمم المتحدة المعنيين بالقضية، حيث جدد في كلمته إدانة الهجمات الإرهابية التي شنتها حركة حماس على إسرائيل.
لكن أمين عام الأمم المتحدة استدرك، مبينا أهمية الإقرار بأن هجمات حماس لم تأت من فراغ. وقال إن «الشعب الفلسطيني خضع على مدى 56 عاما للاحتلال الخانق. مضيفا أن الفلسطينيين رأوا أرضهم تلتهمها المستوطنات ويعمها العنف، واقتصادهم يُخنق، وشعبهم يُشرد، ومنازلهم تُهدم، وآمالهم في حل سياسي لمعاناتهم تتلاشى».
ويقول الأستاذ الجامعي والكاتب الفلسطيني عبد الحميد صيام وهو متحدث سابق باسم الأمم المتحدة، بان موقف الأمين العام للأمم المتحدة تردد وتأخر كثيرا ليطالب بوقف اطلاق النار، وجاء بعد مرور 10 أيام على الحرب ليدعو يوم 17 أكتوبر الجاري الى وقف اطلاق النار لان المجزرة الحاصلة في غزة منذ استهداف مستشفى المعمداني الى اليوم لم تعد تحتمل التأجيل.
ففي البداية كانت بيانات الأمم المتحدة تؤكد على ادانة حركة حماس ثم جاء بيان ثان لينص على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ثم تمت في مرحلة ثالثة الدعوة الى إيصال المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة. ولكن نقطة التحول حسب تقدير محدثنا كانت عندما بدأت تظهر الحقائق في غزة باستهداف النساء والأطفال وكل مرافق الحياة، وهو الامر الذي عاينه في معبر رفح.
وبين ان الأمين العام القى كلمة مهمة الثلاثاء عندما تحدث عن البعد التاريخي للقضية الفلسطينية والتي سبقت تاريخ 7 أكتوبر.
ويعتبر صيام ان مجلس الامن الدولي هو هيئة مؤثرة أساسا في أداء منظمة الأمم المتحدة، حيث فشل الى حد الان في اصدار قرار بوقف اطلاق النار، بعد سقوط مشروع قرار روسي في الأيام الفارطة وأيضا سقوط مشروع قرار برازيلي المطالب فقط بإقامة هدنة إنسانية ورفعت ضده الولايات المتحدة الامريكية و12 دولة الفيتو بحجة انه لا ينص على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها رغم تضمنه نقطة تدين حركة حماس…
والان سيناقش مجلس الامن مشروع قرار امريكي قد يتم التصويت عليه الأربعاء يتحدث عن القيام باجراءات لوصول المساعدات الإنسانية الى غزة وتم وضع وقف اطلاق النار كنقطة ثانوية جدا في المشروع.
وذكر صيام ان هناك مشروع قرار تعدّه روسيا مع بعض الدول ينص على وقف اطلاق النار، ولكن غير واضحة الى الان نسب نجاحه.
واعتبر الكاتب الفلسطيني ان التغير يتم الان بشكل بطيء بسبب ما يجري في غزة من مجازر بدات تفرض نفسها على ضمير العالم. مبينا انه مازالت هناك دول تدعم إسرائيل وهي الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكندا، لكن بقية الدول عدّلت مواقفها بمساندة الحق الفلسطيني.
اما بخصوص الدول العربية فبدا موقفها مخجلا في المرحلة الأولى حسب تقدير محدثنا وبدأ يتحسن قليلا بعقد اجتماعات الجامعة العربية التي لم تفض الى أي قرار إيجابي. و في مجلس الامن توحد العرب على ضرورة وقف اطلاق النار وايصال المساعدات واطلاق سراح الرهائن ثم العودة الى مفاوضات لإيجاد حل دائم بإقامة دولة فلسطينية على أراضيها.
في المقابل اكد عبد الحميد صيام ان البيانات والمواقف لا تكفي، ما دامت لم تقم أي دولة عربية على علاقة بإسرائيل بقطع العلاقة معها، وبالتالي لن تتغير موازين القوى في ظل غياب قرارات عملية.
وثمّن الأستاذ الجامعي موقف تونس الثابت من القضية الفلسطينية بعد ان اختلطت الدماء بين الشعبين، ولكنه دعا في نفس الوقت الى ضرورة اصدار موقف عربي موحد يضم خطوات عملية لوقف القصف ضد الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية وفي كامل الأراضي الفلسطينية.
رئيس الجمهورية يدعو إلى معركة شاملة ضد الفساد في كافة القطاعات : التأكيد على اعتماد مقاربات شاملة لمكافحة الظاهرة
تتواصل الجهود الوطنية لمحاربة الفساد في مختلف القطاعات وفي عدد من الهياكل والمؤسسات، حيث أ…