التشوّهات طالت المؤسّسات التربوية مرحلة الحدّ الأدنى من المعايير الأخلاقية..!
إن ما تعيشه المؤسسات التربوية من أزمة أخلاق حقيقة تنذر بسقوط مدوّ في مستوى التحصيل العلمي والسلوك العام عموما خاصّة وانّ غياب الانضباط الذي هو من الشروط الأساسيّة لكلّ تربية سليمة قد أدّى إلى أمرين على غاية من الخطورة هما عجز المدرسة عن تأطير أبنائها وتعزيز مناعتهم ضدّ الأخطار الوافدة عليهم من الشّارع، وتجاسر المنحرفين عليها واختراقهم أسوارها بعد أن تفطّنوا إلى ضعفها ،ناهيك أن العديد من التّلاميذ يقضّون القسم الأكبر من يومهم، وأحيانا يومهم كلّه، في الشّارع ليصيروا عرضة لكلّ الأخطار.
إنّنا أمام وضع كارثيّ بكلّ المقاييس، وهو للأسف مرشّح لمزيد من التّفاقم – انهيار تام للمنظومة القيمية الأخلاقية – كما أن الدولة تخلّت عن دورها وأصبحت مجرّد حارس للبرامج التربوية والأخلاقية وتخلت الأسرة أيضا عن دورها مما أدى إلى هشاشة التعليم العمومي وأزمة أخلاق وأصبح التلميذ لا يخضع لضوابط او ربما قد تشوّهت االقدوةب وباتت مثالا سيّئا لا يحتذى به .
أزمة الأخلاق تستدعي البحث السريع والعاجل لإيجاد حلول وبدائل حقيقية لهذا الواقع المتدني من خلال تضافر جهود كل المعنيين بما قد يسهم في إنقاذ منظومة الأخلاق والجميع مدعوّ كل من موقعه ليساهم بما من شأنه أن يرفع راية البلاد بالأخلاق أولا وأخيرا.
فقد لعب التقدم العلمي والتكنولوجي السريع والمباغت دورا سلبيا في التأثير على سلوكات المتعلمين فعوض أن تنهض بعقول الناشئة وتسهم في تطوير مهاراتهم العرفانية فإن الأجهزة الاتصالية المتوفرة بكثرة بين أيدي الشباب اليوم وفي غياب تام للرقيب ساهمت في تدني مستواهم العلمي وفقدانهم لجزء هام يمثل قيمة حقيقية في سلوكهم ألا وهو الصدق والمصداقية فما يرتكبونه يسبب في الحقيقة ضربا لمنظومة الأخلاق وهنا تتوالد المشاكل التي نعرفها ونعيشها يوميا من جرائم بشعة ترتكب في حرم المؤسسات التربوية وتعاطي المخدرات والعنف ….كما ان المؤسسات التربوية أصبحت فضاءات للتعليم والتدريس فقط وليست للتربية….
ولابد من التأكيد في هذا السياق على أهمية التركيز على عنصر التربية وتفعيله من جديد ليلعب المربي دوره المنوط بعهدته إلى جانب الولي وهو التربية فقد بتنا نتحدث فقط عن مؤسسات تعليمية زائد عنصر لا يقل أهمية عن غيره وهو غياب دور العائلة في مساعدة المعلم في عملية البناء والتأطير والتي من المفروض أن يكون دورها مكملا لدور المدرسة.
فالبون شاسع بين أخلاق التلميذ بين الأمس وما نراه وما نعيشه هذه الأيام فالتلميذ قديما كان مثالا للتلميذ المجتهد والساعي إلى التحصيل العلمي دون سواه وكان لا يبحث عن الرفاه و الكماليات لكن اليوم ونظرا لتطور الحياة وسرعة النسق المعيشي وكثرة الاختلاط والذي عادة ما يكون خارجا عن رقابة العائلة ساهم في انحطاط أخلاق التلاميذ ولقد أصبح يمسّ كل المستويات وهذا ما أكسب بعض التلاميذ شغفا بالعنف والتمرّد على الجميع بما في ذلك المدرسة حتى العائلة نفسها بل أصبح البعض منهم يتنافس في ارتكاب العنف وتحقيق ابطولاتب زائفة أمام أترابه وتلك الطامة الكبرى….وأصبح الحديث في المحذورات مباحا ولم تعد هناك ضوابط يتقيد بها التلميذ مما أدى إلى تفكك المنظومة القيمية والأخلاقية في العائلة وفي الفضاء التربوي .
الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل : المراهنة على البحث العلمي آلية للبناء على أسس صلبة
نظم أمس الأربعاء الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل مسيرة انطلقت من وزارة التعليم العالي…