2023-10-24

الترجي يخسر الجولة الأولى ضد مازمبي 0ـ 1 أخـطـاء فــي الــدفــــاع وهـــــجـــــوم بــــلا مــــخــــالـــب

كان‭ ‬الترجي‭ ‬الرياضي‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬نتيجة‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬الهزيمة‭ ‬بالحد‭ ‬الأدنى‭ ‬ضد‭ ‬مازمبي‭ ‬الكونغولي‭ ‬في‭ ‬ذهاب‭ ‬الدور‭ ‬ربع‭ ‬النهائي‭ ‬للدوري‭ ‬الافريقي‭ ‬لو‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬مع‭ ‬الفترات‭ ‬التي‭ ‬سيطر‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬مجريات‭ ‬اللعب‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬واحد‭ ‬لصالح‭ ‬زملاء‭ ‬ياسين‭ ‬مرياح‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬التمركز‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬تجسيم‭ ‬أفضليتهم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتغيّر‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الثاني‭ ‬عندما‭ ‬مسك‭ ‬الفريق‭ ‬الكونغولي‭ ‬بزمام‭ ‬المبادرة‭ ‬وكسب‭ ‬معركة‭ ‬وسط‭ ‬الميدان‭ ‬متجاوزا‭ ‬بعض‭ ‬الوضعيات‭ ‬السانحة‭ ‬التي‭ ‬خلقها‭ ‬هجوم‭ ‬الترجي‭ ‬لتكون‭ ‬النجاعة‭ ‬الجزئية‭ ‬الحاسمة‭ ‬في‭ ‬النهاية‭.‬

وأجرى‭ ‬المدرب‭ ‬طارق‭ ‬ثابت‭ ‬تغييرين‭ ‬مقارنة‭ ‬بآخر‭ ‬مواجهة‭ ‬ضد‭ ‬الاتحاد‭ ‬المنستيري‭ ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬منهما‭ ‬إضفاء‭ ‬صبغة‭ ‬دفاعية‭ ‬على‭ ‬وسط‭ ‬الميدان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬معتز‭ ‬الزدام‭ ‬مكان‭ ‬البرازيلي‭ ‬يان‭ ‬ساس‭ ‬وفرض‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المحور‭ ‬بمواصلة‭ ‬هاني‭ ‬عمامو‭ ‬الظهور‭ ‬رفقة‭ ‬ياسين‭ ‬مرياح‭ ‬للقاء‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬مكتسبات‭ ‬الموعد‭ ‬الرسمي‭ ‬الفارط‭ ‬كبّل‭ ‬الترجي‭ ‬وجعله‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬استغلال‭ ‬نقاط‭ ‬قوته‭.‬

أخطاء‭ ‬فادحة‭ ‬

لم‭ ‬تسر‭ ‬الأمور‭ ‬مثلما‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬المدرب‭ ‬طارق‭ ‬ثابت‭ ‬بعد‭ ‬قبول‭ ‬الترجي‭ ‬هدفا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬المواجهة‭ ‬هو‭  ‬الأول‭ ‬منذ‭ ‬أربع‭ ‬مباريات‭ ‬حيث‭ ‬افتقد‭ ‬الخط‭ ‬الخلفي‭ ‬الصلابة‭ ‬المطلوبة‭ ‬وارتكب‭ ‬عديد‭ ‬الأخطاء‭ ‬المؤثرة‭ ‬التي‭ ‬كادت‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬المتاعب‭ ‬لولا‭ ‬يقظة‭ ‬الحارس‭ ‬أمان‭ ‬الله‭ ‬مميش،‭ ‬ولئن‭ ‬لم‭ ‬يرتكب‭ ‬هاني‭ ‬عمامو‭ ‬أخطاء‭ ‬كبيرة‭ ‬فإن‭ ‬التناغم‭ ‬كان‭ ‬غائبا‭ ‬بين‭ ‬ثنائي‭ ‬المحور‭ ‬ولاح‭ ‬ياسين‭ ‬مرياح‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬مستواه‭ ‬الحقيقي‭ ‬ويبدو‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬جاهزا‭ ‬تماما‭ ‬للموعد‭ ‬المرتقب‭ ‬ليدفع‭ ‬الترجي‭ ‬الثمن‭ ‬بخسارة‭ ‬مباراة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬المتناول‭.‬

ولم‭ ‬تكن‭ ‬الخيارات‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الميدان‭ ‬موفّقة‭ ‬تماما‭ ‬رغم‭ ‬اجتهاد‭ ‬معتز‭ ‬الزدام‭ ‬العائد‭ ‬بعد‭ ‬غياب‭ ‬طويل‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الثلاثي‭ ‬الذي‭ ‬اعتمد‭ ‬عليه‭ ‬المدرب‭ ‬طارق‭ ‬ثابت‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬غلق‭ ‬المنافذ‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬الرواقين‭ ‬ليجد‭ ‬مهاجمو‭ ‬مازمبي‭ ‬سهولة‭ ‬في‭ ‬اختراقهما‭ ‬وتكون‭ ‬الخطورة‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تراجع‭ ‬فيه‭ ‬مردود‭ ‬وسط‭ ‬ميدان‭ ‬الترجي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الثانية‭ ‬حيث‭ ‬كسب‭ ‬الفريق‭ ‬الكونغولي‭ ‬أغلب‭ ‬الثنائيات‭ ‬وحرم‭ ‬منافسه‭ ‬من‭ ‬ايجاد‭ ‬آلياته‭ ‬المعتادة‭.‬

غياب‭ ‬العمق‭ ‬الهجومي

لعل‭ ‬العامل‭ ‬الأبرز‭ ‬الذي‭ ‬كبّل‭ ‬الترجي‭ ‬هو‭ ‬الرسم‭ ‬التكتيكي‭ ‬الذي‭ ‬اعتمده‭ ‬الإطار‭ ‬الفني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬طريقة‭ ‬4-3-3‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬عدم‭ ‬جدواها‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدّت‭ ‬الى‭ ‬القطيعة‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬معين‭ ‬الشعباني،‭ ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬لاعب‭ ‬ارتكاز‭ ‬محوري‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬إعطاء‭ ‬الصلابة‭ ‬المطلوبة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ثلاثي‭ ‬الوسط‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الجاهزية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬برز‭ ‬في‭ ‬ضعف‭ ‬التنشيط‭ ‬الهجومي‭ ‬رغم‭ ‬الهيمنة‭ ‬النسبية‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الأول‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬عقيمة‭ ‬مع‭ ‬الفشل‭ ‬المتواصل‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬الكرات‭ ‬الثابتة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬الهامة‭ ‬سابقا‭.‬

واقتصر‭ ‬الخطر‭ ‬على‭ ‬التوغلات‭ ‬الجانبية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الترجي‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬أسامة‭ ‬بوقرة‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬التسجيل‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬المواجهة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يغيب‭ ‬العمق‭ ‬الهجومي‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تمركز‭ ‬الغامبي‭ ‬كيبا‭ ‬سو‭ ‬في‭ ‬الرواق‭ ‬الايسر‭ ‬ما‭ ‬أفرز‭ ‬تداخلا‭ ‬للأدوار‭  ‬وغيابا‭ ‬للحلول‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬دفاع‭ ‬مازمبي،‭ ‬ولئن‭ ‬يمكن‭ ‬تفسير‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬يان‭ ‬ساس‭ ‬احتياطيا‭ ‬لتفادي‭ ‬المجازفة‭ ‬فإن‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬مواطنه‭ ‬رودريغو‭ ‬رودريغاز‭ ‬كورقة‭ ‬بديلة‭ ‬كان‭ ‬خيارا‭ ‬خاطئا‭ ‬من‭ ‬المدرب‭ ‬طارق‭ ‬ثابت‭ ‬بحكم‭ ‬قدرة‭ ‬البرازيلي‭ ‬على‭ ‬ايجاد‭ ‬الثغرات‭ ‬وصنع‭ ‬الخطر‭ ‬مثلما‭ ‬كان‭ ‬الحال‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬دخوله‭ ‬حيث‭ ‬مهّد‭ ‬لهدف‭ ‬ألغاه‭ ‬الحكم‭ ‬السوداني‭ ‬بداعي‭ ‬التسلل‭.‬

وعادت‭ ‬المشاكل‭ ‬الهجومية‭ ‬لتطرح‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬حيث‭ ‬افتقد‭ ‬الترجي‭ ‬للنجاعة‭ ‬رغم‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬المباراة‭ ‬وكذلك‭ ‬ضعف‭ ‬دفاع‭ ‬مازمبي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مهتزا‭ ‬كلّما‭ ‬رفع‭ ‬زملاء‭ ‬حسام‭ ‬تقا‭ ‬النسق‭ ‬أو‭ ‬لعبوا‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬وبالتالي‭ ‬سيكون‭ ‬تلافي‭ ‬النقائص‭ ‬دفاعا‭ ‬وهجوما‭ ‬مطلوبا‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الترشح‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بعد عودة الهدوء : خــــطــــــة مـــــتــــــوازنـــــة للــــغـــــرايـــــري

استأنف المدرب غازي الغرايري مهامه بصفة عادية يوم الخميس بعد أن لوّح بالانسحاب في أعقاب رفض…