أحمد بن مصطفى: الديبلوماسي السابق لـ«الصحافة اليوم»: القضية الفلسطينية بين الانحياز الغربي «الأعمى» لاسرائيل وعجز الأنظمة العربية..!
في الوقت الذي يواصل فيه الكيان الصهيوني قتل وجرح وتشريد آلاف المدنيين الفلسطينيين ردّا على عملية «طوفان الأقصى» تتواصل من جهة أخرى التحركات الشعبية المؤيدة للقضية الفلسطينية وللمقاومة والمعبرة عن غضبها من الجرائم والمذابح المرتكبة من قبل الاحتلال الغاصب تجاه المواطنين العزل في كثير من الدول العربية وحتى الغربية. في المقابل تواصل الأنظمة الغربية دعمها لإسرائيل وتواصل أنظمة الحكم العربية في سلبيتها تجاه الأوضاع في غزة باستثناء قلة قليلة ومنها تونس والجزائر.
وفي هذا الإطار أوضح احمد بن مصطفى الديبلوماسي السابق والباحث في القضايا الاستراتيجية لـ«الصحافة اليوم» ان زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأول لإسرائيل يمكن اعتبارها زيارة تأييد ووقوف الى جانبها إذا ما قررت المضي في هذه الخطوة ونفس الشيء تعبر عنه زيارة المستشار الألماني اولاف شولتس التي اداها الى هناك يوم الثلاثاء الفارط والزيارات اللاحقة لكل من رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي. وذلك يؤكد تموقع الكتلة الغربية كمجموعة للتعبير عن مساندتها المطلقة لإسرائيل والوصول بها الى تبني روايتها في ما يخص المجزرة التي ارتكبتها يوم الثلاثاء الفارط من خلال قصف مستشفى والتملص من هذه العملية وتحميل المقاومة مسؤولية القيام بها عن طريق الخطإ.
ويضيف ان ما يلفت النظر من خلال هذه الزيارات ان الأطراف الفاعلة التي تتحرك في صلة بهذه القضية وبالتطورات في غزة هي نفس الأطراف التي في صراع حول انهاء أحادية القطبية في العالم أي روسيا والصين. وهنا يجدر التذكير بزيارة الرئيس الروسي بوتين الى الصين ومبادرات روسيا في إطار الأمم المتحدة لإرساء هدنة إنسانية وتم التصدي لها من قبل أمريكا ما يعكس بوضوح تشجيع التمشي الإسرائيلي العسكري ضد سكان قطاع غزة.
في المقابل حسب محدثنا فإننا إزاء غياب الحد الأدنى في المواقف العربية الى جانب مواقف سلبية صدرت عن بعض القادة العرب والتي تبين استقالة عربية مما يجري في الأراضي الفلسطينية في ظل الانحياز الغربي الأعمى لإسرائيل. وذلك في الوقت الذي تعتبر من اهم القضايا العربية المصيرية التي من المفروض ان يتم تبنيها عربيا. فالشعب الفلسطيني حسب رايه بالتضحيات التي يقدمها قد اعطى للعرب فرصة ذهبية لتستعيد الامة العربية دورها الفاعل في هذه القضية بعد الاستقالة منها منذ عشرين سنة بإمضاء اتفاقية أوسلو التي لم يتم احترامها والدخول بعدها في مسار التطبيع والوصول بالموقف العربي الى مرحلة التواطؤ والتحالف مع إسرائيل والذي يبين العجز العربي وذلك بطبيعة الحال باستثناء الموقف التونسي وبعض الدول العربية القليلة الأخرى التي نأت بنفسها عن هذا الموقف المخزي، ولكن ذلك لا يمكن ان يغير شيئا في القضية الفلسطينية.
واعتبر الأستاذ احمد بن مصطفى ان النقطة الوحيدة المضيئة بالنسبة الى عديد الدول العربية هي الشعوب الحية التي اثبتت تقدمها وسبقها للقيادات ماعدا بلادنا وبلدان عربية قليلة. وحتى في البلدان التي فيها انسجام بين القيادات والراي العام والشعوب هناك انشقاق داخلي يضعف مواقفها مثلما هو حاصل في تونس حيث أن أكثر القضايا ان لم نقل القضية الوحيدة التي توحدت حولها المواقف هي القضية الفلسطينية في حين هناك قضايا داخلية تستوجب حدا أدنى من اللحمة. وهذا الوضع يضعف مواقف أنظمة واستقالة أنظمة أخرى من قضايا التحرر الوطني يجعل المواقف العربية غير فاعلة ويعطي الفرصة في المقابل لأطراف دولية أخرى لاستغلال الفراغ للتدخل وتوظيف القضية الفلسطينية.
فإسرائيل كما يؤكد ذلك المتحدث من الواضح انها بصدد ارتكاب إبادة جماعية وكان حري بالأنظمة العربية ان تتجاوز عجزها من خلال الالتجاء الى محكمة العدل الدولية والتحرك على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة وطرد السفراء الإسرائيليين وتجميد العلاقات وابعاد سفراء الدول الغربية المنحازة انحيازا تاما لإسرائيل وعديد الخطوات التي من الممكن القيام بها. ولكن للأسف هناك عجز واضح في الأنظمة العربية واستسلام منها للأمر الواقع الذي تفرضه إسرائيل والدول الغربية المنحازة اليها وفي مقدمتها امريكا.
وبالعودة الى مسألة الدخول البري أكد ان إسرائيل ترغب في تجنبه في المقابل ترغب في ترحيل الفلسطينيين وإخراج المقاومة دون قتال أولا لأن عامل الوقت ضدها وثانيا لمعرفتها المسبقة بما يحف ذلك من مخاطر وبعجزها عن الصمود في مواجهة المقاومة التي تتميز بصلابتها وقوتها الى جانب استعداد حزب الله من الجانب اللبناني للدخول على الخط. والمجازر الفظيعة التي هي بصدد ارتكابها تجاه المدنيين انما تؤكد حالة الارتباك التي تعيشها إسرائيل وترددها تجاه التدخل البري الذي ستكون له تبعات وخيمة عليها. ليضيف انه كلما تأخر هذا التدخل كلما زاد امر استبعاده خاصة وانه ستكون له تداعيات كبيرة وخسائر بشرية كبرى من الجانبين كما قد يكون سببا في انفلات الأوضاع.
بعد أن كشفت زيارات الرئيس الميدانية تقصير المسؤولين الجهويين : العمل الميداني أصبح من ركائز عمل الولاّة
كشفت الزيارات الميدانية ذات الطابع الفجئي التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيّد الى مختلف ال…