فيما تدفقات الهجرة غير النظامية تواصل مسارها تونس تكافح… وسط خذلان أوروبي..!
تعتبر الهجرة غير النظامية في تونس تعبيرا عن رفض المواطنين للوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد إذ تمثل االحرقةب حلا للهروب من مختلف المشاكل المتعلقة بالبطالة وتردي الأوضاع المعيشية وخلاصا فرديا منها وبحثا عن مستقبل أفضل وجودة حياة أفضل ورغم ما تخلفه هذه الرحلات من مآس الا ان ركوب البحر والوصول الى السواحل الإيطالية ظل الى اليوم حلما يراود الكبير والصغير والنساء والرجال .
ماتزال تدفقات المهاجرين غير النظاميين على امتداد السواحل التونسية باتجاه سواحل إيطاليا تشهد تصاعدا مستمرا خلال الفترة الاخيرة وماتزال معها مجهودات التصدي التي تبذلها قوات الحرس الوطني البحري على أشدها من أجل اعتراض المهاجرين حيث تعلن وبوتيرة تكاد تكون أسبوعية وحدات الحرس البحري عن ، إحباط محاولات هجرة إلى سواحل أوروبا، وضبط مئات المهاجرين، من جنسيات تونسية أومن دول إفريقية أخرى وذلك تبعا للتعليمات الرئاسية القاضية بتكثيف الجهود على المستوى البري والبحري في التصدي لظاهرة الاجتياز ومنع التسلل.
وقد تم في الإطار خلال الفترة الممتدة بين 15 سبتمبر و15 أكتوبر 2023 التصدي لـ 668 عملية اجتياز للحدود البحرية حيث كان عدد محاولي الإبحار خلسة 9580 (6094 أجانب و3486 جنسية تونسية) كما تم إلقاء القبض على 346 بين منظم ووسيط. كذلك وفي سياق متصل تم تسجيل 643 ضبطية على مستوى الحدود البرية و تم منع تسلل 12459 من جنسيات إفريقيا جنوب الصحراء وإلقاء القبض على 114 بين منظم ووسيط وذلك بحسب ما أعلنت عنه إدارة الحرس الوطني البحري مشيرة أيضا إلى حجز 113 مركب و85 زورقا وتحطيم 182 مركب حديدي، إضافة إلى حجز أكثر من 100 سيارة و30 شاحنة و76 دراجة نارية يتم اعتمادها في نقل المجتازين أو كشف المسالك.كما تم في سياق الحملة حجز قرابة 375 ألف دينار عملة تونسية وقرابة 11 ألف أورو وعملات أجنبية أخرى.
وكثفت السلطات الأمنية التونسية تحركاتها في مواجهة ظاهرة الهجرة غير النظامية خصوصا في سواحل مدينتي صفاقس والمهدية وذلك باعتبارها ، منصات انطلاق رئيسية نحو الشواطئ الإيطالية كما تم خلال الآونة الأخيرة تنظيم عمليات إنزال جوي في جزيرة قرقنة التي تشهد منذ أشهر إجراءات أمنية مشددة للحيلولة دون تسلل مهاجرين محتملين هذا علاوة على تنظيم حملة أمنية استهدفت المهاجرين غير النظاميين المتواجدين في وسط مدينة صفاقس ، تم على إثرها نقل المئات منهم إلى مناطق غابية مجاورة.
ورغم الاتفاق المبرم مؤخرا بين الاتحاد الأوروبي وتونس لوقف مغادرة المهاجرين من الدولة الأفريقية إلى أوروبا الذي بموجبه سيقدم الاتحاد الأوروبي أموالا لتونس مقابل تشديد الرقابة على الحدود الا ان روائح الخذلان بدأت تظهر بعد الإخلال بالتعهدات المالية التي تم الاتفاق عليها وضمن مذكرة التفاهم الأخيرة ورفضا لهذا الإخلال أعادت تونس مبلغ 60 مليون أورو إلى الاتحاد الأوروبي كان قد قدمها ضمن خططه لدعم جهود تونس في مكافحة الهجرة غير النظامية وإنعاش الاقتصاد،لتعكس بذلك هذه الخطوة حجم الخلاف المتزايد بين الشريكين وتكشف ممارسات التضليل وحجم الضغوطات التي تفرضها السياسات الأوروبية على الجانب التونسي من أجل أن يتحمل لوحده تداعيات أزمة الهجرة غير النظامية.
وتشكك منظمات حقوقية تونسية في نوايا الاتحاد الأوروبي وخاصة إيطاليا في تعاملها مع ملف الهجرة، حيث اعتبر رمضان بن عمر، المتحدث باسم االمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعيةب (منظمة حقوقية مستقلة)،في تصريحاته الصحفية أن تواتر زيارات المسؤولين الأوروبيين إلى تونس وتصريحاتهم، جزء من مسار قديم متجدد لـاابتزاز تونس وانتهاز الهشاشة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية؛ وذلك لمزيد التعاون في سياسات تصدير الحدود وجعل البلاد التونسية رهينة سياسات التبعيةبوأضاف بن عمر أن أوروبا الا تنظر إلى تونس منذ سنوات كدولة تحتاج إلى تعاون، بل فقط يعدّونها نقطة حدودية متقدمة تحتاج إلى مزيد من التجهيزات لاحتواء الهجرة، والهدف في ذلك كله منع الوصول إلى أوروبا ولو كان المصير هو الموتب.
ووفق إحصائيات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بلغ عدد التونسيين الواصلين إلى أوروبا بطريقة غير نظامية خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري 9283 مهاجر مقابل 11742 مهاجر في الفترة ذاتها من العام السابق كما رصد المنتدى نحو958 أشخاص بين مفقودين وقتلى في رحلات الهجرة غير النظامية التي تنطلق معظمها من مدن الساحل الشرقي للبلاد.
يذكر أن تونس قد وقّعت مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي في منتصف جويلية الماضي تشمل تمويلات بأكثر من مليار أورو على المدى الطويل لمكافحة موجات الهجرة غير النظامية وإنعاش الاقتصاد ودفع التنمية، من بينها 150 مليون أورو لدعم موازنة الدولة و100 مليون أورو لخفر السواحل.
التطورات الجديدة في ملف الأعوان المتعاقدين بوزارة التربية : هل هي بداية الانفراج للقطع النهائي مع آليات التشغيل الهش؟
بعد سنوات طويلة من النضالات المتواصلة من أجل حلحلة ملفهم الذي ظل يراوح مكانه بسبب عدم تجا…