2023-10-14

كتّاب عرب يعلّقون على حرب الإبادة الجارية في فلسطين : كلّنا نجهّز لجنازات وفقدان ومصائب محتملة في ذهننا…كلّنا

كتب‭ ‬الشاعر‭ ‬التونسي‭ ‬معز‭ ‬ماجد‭ ‬معلّقا‭ ‬عمّا‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭  ‬بتزكية‭ ‬من‭ ‬ا‭ ‬العالم‭ ‬الحرب‭ ‬لمن‭ ‬بقي‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬أرضه‭  ‬يقول‭ : ‬ا‭ ‬انها‭ ‬إبادة‭ ‬بتزكية‭ ‬من‭ ‬قتلة‭ ‬البارحة،‭ ‬هل‭ ‬تعتقدون‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬يكفّر‭ ‬عن‭ ‬جرائمكم؟‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬ينضاف‭ ‬إليها‭ ‬ويؤكد‭ ‬همجيتكم‭!‬ب‭.‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بأسلحة‭ ‬بدائية‭ ‬ترجّ‭ ‬ا‭ ‬الدولة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬المنطقةب،‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يفتأ‭ ‬الغرب‭ ‬عن‭ ‬القول‭ ‬أنّه‭ ‬يقتسم‭ ‬معها‭ ‬قيمه،‭ ‬قيم‭ ‬العالم‭ ‬الحرّ،‭ ‬مقصيا‭ ‬ابقيّة‭ ‬العالمب‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الجنة‭ ‬الأخلاقية‭ ‬المفترضة،‭ ‬بعماء‭ ‬لا‭ ‬يطاق،‭ ‬يغفل‭ ‬عن‭ ‬واقعة‭ ‬أنّ‭ ‬المحرقة‭ ‬ارتكبتها‭ ‬ألمانيا‭ ‬الأنوار‭ ‬وكفّرت‭ ‬عن‭ ‬ذنبها‭ ‬بالسماح‭ ‬مع‭ ‬الغرب‭ ‬الأبيض‭ ‬المتحضر،‭ ‬لضحاياها‭ ‬القدامى‭ ‬بالتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬جلادين‭ ‬همّج‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ ‬النازيين‭ ‬أبادوا‭ ‬شعبا‭ ‬كاملا‭ ‬وسلبوه‭ ‬أرضه‭. ‬وعلى‭ ‬امتداد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬75‭ ‬سنة‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬العماء‭ ‬الأخلاقي،‭ ‬مصرّا‭ ‬عليه‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يتحمّل‭ ‬مسؤوليته‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬حلّ‭ ‬المعضلة‭ ‬اليهودية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وأرضه‭. ‬ولا‭ ‬حاجة‭ ‬هنا‭ ‬بالتذكير‭ ‬بالبديهيات‭:  ‬الحقّ‭ ‬في‭ ‬مقاومة‭ ‬آخر‭ ‬استعمار‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭. ‬الفلسطينيون‭ ‬أيضا‭ ‬بشر‭ ‬ولهم‭ ‬قيمهم‭ ‬وأطفالهم،‭ ‬يحبّون‭ ‬الموسيقى‭ ‬ولهم‭ ‬جدّات‭ ‬وأقارب‭ ‬ويرغبون‭ ‬حقّا‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬عيشا‭ ‬وديعا‭ ‬على‭ ‬قسم‭ ‬ضئيل‭ ‬من‭ ‬أرضهم‭ ‬التاريخية‭.‬

هنا‭ ‬شهادات‭ ‬لكتاب‭ ‬عرب‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬ومصر‭ ‬وفلسطين‭ ‬عن‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬على‭ ‬مرآى‭ ‬ومسمع‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬الحرّ‭ ‬وبتحريض‭ ‬مقزّز‭ ‬منه،‭ ‬جمعناها‭ ‬من‭ ‬صفحاتهم‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬الاجتماعية‭:‬

الكاتبة‭ ‬والناشطة‭ ‬النسوية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فرح‭ ‬البرقاوي‭ : ‬كلّنا‭ ‬نجهّز‭ ‬لجنازات‭ ‬وفقدان‭…‬كلّنا

ا‭ ‬أحبّاء‭ ‬كُثر‭ ‬في‭ ‬غزّة،‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬العائلة،‭ ‬أصدقاء‭ ‬وصديقات‭ ‬المدرسة،‭ ‬زميلات‭ ‬وزملاء،‭ ‬وعائلات‭ ‬صديقات‭ ‬وأصدقاء‭ ‬أعرفهم‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬كلّهم‭ ‬أخلوا‭ ‬بيتوهم،‭ ‬والبعض‭ ‬دُمّرت‭ ‬بيوتهم‭ ‬بالفعل‭. ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يُخلوا‭ ‬ولم‭ ‬يحذّرهم‭ ‬أحد‭ ‬ولم‭ ‬يتوقعوا‭ ‬الضربات‭. ‬

لا‭ ‬تعرف‭ ‬الواحدة‭ ‬منا‭ ‬كم‭ ‬تحصي‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬لتطمئن‭ ‬عليهم‭. ‬كنت‭ ‬أسأل‭ ‬على‭ ‬صديقة‭ ‬فأخبرتني‭ ‬باستشهاد‭ ‬صبيّة‭ ‬نعرفها‭. ‬التشرّد‭ ‬والدمار‭ ‬والموت‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ليس‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬أحد‭.‬

لمن‭ ‬تسألنني‭ ‬ويسألونني،‭ ‬الحال‭ ‬سيء‭ ‬جدًا،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬حبيب‭ ‬وصديق‭ ‬في‭ ‬غزّة‭ ‬حالته‭ ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬السيء،‭ ‬كلّنا‭ ‬نجهّز‭ ‬لجنازات‭ ‬ونعوات‭ ‬وفقدان‭ ‬ومصائب‭ ‬محتملة‭ ‬في‭ ‬ذهننا‭.‬كلّنا‭.‬ب

الكاتب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬محمود‭ ‬جودة‭ : ‬إلى‭ ‬أدفا‭ ‬الإسرائيلية‭ !‬

ا‭ ‬جدتك‭ ‬يا‭ ‬أدفا‭ ‬قضت‭ ‬بيدها‭ ‬على‭ ‬حلم‭ ‬جدتي‭ ‬خضرة‭ ‬التي‭ ‬ماتت‭ ‬وهي‭ ‬بعمر‭ ‬الثمانين‭ ‬وصنعت‭ ‬مأساة‭ ‬ممتدة‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭.‬

جدتي‭ ‬خضرة‭ ‬يا‭ ‬اأدفاب‭ ‬كانت‭ ‬تحب‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جدتك‭ ‬بكثير‭ ‬لأنها‭ ‬مولودة‭ ‬فيها‭ ‬ولونها‭ ‬يشبه‭ ‬تمامًا‭ ‬لون‭ ‬ترابها‭ ‬واسمها‭ ‬خضرة‭ ‬وليس‭ ‬اياڤيب‭ .‬

جدتي‭ ‬يا‭ ‬اأدفاب‭ ‬ماتت‭ ‬أمام‭ ‬عيني‭ ‬وقتها‭ ‬كنت‭ ‬طفلًا‭ ‬صغيرًا‭ ‬لا‭ ‬يعي‭ ‬معنى‭ ‬كلام‭ ‬الجدة‭ ‬وهي‭ ‬تنازع‭ ‬الروح‭ ‬وتقول وَدوني‭ ‬عَ‭ ‬الدار‭ ‬يومها‭ ‬لم‭ ‬أفهم‭ ‬مقصدها‭ ‬فقلت‭ ‬لها‭ ‬بسذاجة‭ ‬الأطفال‭:‬اأنت‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬يا‭ ‬جدةب‭ ‬ثم‭ ‬عاودت‭ ‬جدتي‭ ‬كلامها‭ ‬بصوت‭ ‬محروق،‭ ‬وقتها‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬ورحت‭ ‬أنظر‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬الحاضرين‭ ‬حتى‭ ‬جاءت‭ ‬عيني‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬أمي‭ ‬زكية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحضن‭ ‬جدتي‭ ‬فقالت‭ ‬لي‭ ‬وهي‭ ‬تبكي‭:‬اجدتك‭ ‬قصدها‭ ‬الدار‭ ‬اللي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬يمّة‭ .‬

الدار‭ ‬هي‭ ‬الحلم‭ ‬الذي‭ ‬قضت‭ ‬عليه‭ ‬جدتك‭ ‬ياڤي‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬أسيرة‭ ‬بيد‭ ‬اللاجئين‭ ‬التي‭ ‬قضت‭ ‬جدتك‭ ‬على‭ ‬أحلام‭ ‬أجدادهم‭ ‬قبل‭ ‬٧٥‭ ‬عاما‭.‬

اطمئني‭ ‬يا‭ ‬اأدفاب‭ ‬على‭ ‬الأغلب‭ ‬جدتك‭ ‬بخير‭ ‬وتأخذ‭ ‬علاجها‭ ‬بانتظام؛‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬جدتي‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬ربما‭ ‬طبخت‭ ‬لها‭ ‬بعض‭ ‬الطعام‭ ‬وسألتها‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭ ‬وبئر‭ ‬المياه‭ ‬وشجرة‭ ‬التُمير،‭ ‬نحن‭ ‬كرماء‭ ‬جدًا‭ ‬يا‭ ‬اأدفاب‭ ‬لكن‭ ‬جدتك‭ ‬كانت‭ ‬سارقة‭ ‬أحلام‭.‬

أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تقرأي‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬يا‭ ‬أدفا‭ ‬لتعلمي‭ ‬شيئا‭ ‬مهمًا‭: ‬أنتِ‭ ‬تعيشين‭ ‬على‭ ‬أنقاض‭ ‬حُلم‭ ‬جدتي‭ ‬وحاضري‭ ‬ومستقبل‭ ‬أبنائي‭ ‬وسوف‭ ‬نعود‭ ‬للحقيقة‭ ‬موتى،‭ ‬أحياء،‭ ‬أرواح،‭ ‬صور،‭ ‬ذكريات،‭ ‬عائدون،‭ ‬طالعون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬وفكرة،‭ ‬وقدرة‭ ‬بأمارة‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬بجدتك‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭.‬

عائدون‭ ‬يا‭ ‬أدفا‭ ‬ليس‭ ‬شعارًا،‭ ‬بل‭ ‬يقينا‭ ‬ممتد‭ ‬اليهم‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬جدتي،‭ ‬إلى‭ ‬الروح‭ ‬التي‭ ‬ستخرج‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬ابنتي‭ ‬بغداد‭ ‬ليمتدا‭ ‬اليقين‭ ‬فيصبح‭ ‬أطول‭ ‬من‭ ‬مدى‭ ‬الخلود،‭ ‬وأبعد‭ ‬من‭ ‬حدود‭ ‬الأبد‭.‬ب

الكاتب‭ ‬المصري‭ ‬شادي‭ ‬لويس‭ ‬بطرس‭: ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬التظاهر‭ ‬بالثقة‭ ‬في‭ ‬المناعة‭ ‬البيضاء‭ ‬وأمانها‭ ‬المفترض

اصرخة‭ ‬القتال‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬تتحفز‭ ‬نارها‭ ‬بشكل‭ ‬غريزي‭ ‬لتمتد‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬وفي‭ ‬صور‭ ‬عقوبات‭ ‬جماعية‭ ‬يحمل‭ ‬وزرها‭ ‬كل‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬هذه‭ ‬لحظة‭ ‬تاريخية‭ ‬يشعر‭ ‬خلالها‭ ‬الغرب،‭ ‬وبالأخص‭ ‬أوروبا،‭ ‬باهتزاز‭ ‬عميق‭ ‬للثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭. ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مكانة‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬قمة‭ ‬العالم‭ ‬مضمونة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الماضي‭. ‬حرب‭ ‬مؤلمة‭ ‬وطويلة‭ ‬وغير‭ ‬مضمونة‭ ‬النتائج‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬أوروبا،‭ ‬أو‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬داخلها‭. ‬لاجئون‭ ‬بيض‭ ‬وشقر‭ ‬بالملايين،‭ ‬واقتصاديات‭ ‬تعاني‭ ‬بشكل‭ ‬متواصل‭ ‬ولا‭ ‬أفق‭ ‬لتحسن‭ ‬قريب،‭ ‬تتفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬الديموغرافية‭ ‬لقارة‭ ‬تشيخ‭ ‬بوصول‭ ‬آلاف‭ ‬اللاجئين‭ ‬والمهاجرين‭ ‬عبر‭ ‬البحر‭ ‬وعلى‭ ‬الحدود‭ ‬وبلا‭ ‬توقف‭.‬

كان‭ ‬الصعود‭ ‬الصيني‭ ‬مسألة‭ ‬وقت‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأمريكيين،‭ ‬وأصبح‭ ‬واقعا‭ ‬يثير‭ ‬هوسا‭ ‬عصابيا‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭. ‬أما‭ ‬أطراف‭ ‬العالم،‭ ‬فتفلت‭ ‬رويدا‭ ‬رويدا‭ ‬من‭ ‬البرازيل‭ ‬والهند‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭ ‬وغيرها‭. ‬نظام‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬قائمًا‭ ‬بالطبع،‭ ‬لكن‭ ‬الجميع‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬يستمر‭ ‬لوقت‭ ‬طويل‭.‬

ولهذا،‭ ‬فإن‭ ‬الانهيار‭ ‬المفاجئ‭ ‬للحدود‭ ‬الغربية‭ ‬داخل‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ولو‭ ‬لساعات،‭ ‬جعل‭ ‬القلب‭ ‬الغربي‭ ‬المتوتر‭ ‬والمليء‭ ‬بالمرارة‭ ‬يرتجف‭. ‬ثمة‭ ‬حرب‭ ‬تخوضها‭ ‬أوروبا‭ ‬الكبرى‭ ‬أو‭ ‬العالم‭ ‬الديموقراطي‭ ‬أو‭ ‬أيّا‭ ‬كانت‭ ‬التسمية،‭ ‬أو‭ ‬لنكون‭ ‬أكثر‭ ‬دقة،‭ ‬ثمة‭ ‬حروب‭ ‬يخوضها‭ ‬الآخرون‭ ‬بالنيابة‭ ‬عن‭ ‬الغرب‭.‬ب

الكاتب‭ ‬التونسي‭ ‬حسونة‭ ‬المصباحي‭: ‬فرويد‭ : ‬الفطنة‭ ‬تقتضي‭ ‬تأسيس‭ ‬الوطن‭ ‬اليهودي‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬لا‭ ‬يثقلها‭ ‬التاريخ

ا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1930‭ ‬ارسل‭ ‬المشرفون‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬لتأسيس‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬رسائل‭ ‬إلى‭ ‬مشاهير‭ ‬اليهود‭ ‬يطلبون‭ ‬فيها‭ ‬دعمهم‭ ‬للمشروع‭ ‬المذكور‭. ‬وكان‭ ‬فرويد‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬إلاّ‭ ‬أنه‭ ‬رفض‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬رفضا‭ ‬مطلقا‭. ‬وقد‭ ‬ظلت‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬طيّ‭ ‬الكتمان‭ ‬حتى‭ ‬سنة‭ ‬2005‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬ا‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬فلسطين‭ ‬ستتحول‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬يهودية،‭ ‬فالعالم‭ ‬المسيحي‭ ‬والإسلامي‭ ‬لن‭ ‬يكونا‭ ‬يومًا‭ ‬مستعدين‭ ‬لتسليم‭ ‬الأماكن‭ ‬المقدسة‭ ‬بالنسبة‭ ‬اليهم‭ ‬لتكون‭ ‬تحت‭ ‬إشرافٍ‭ ‬اليهود‭. ‬أنا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الفطنة‭ ‬تقتضي‭ ‬تأسيس‭ ‬الوطن‭ ‬اليهودي‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬لا‭ ‬يثقلها‭ ‬التاريخ،‭ ‬ولكن‭ ‬أعلم‭ ‬أن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬عقلانية‭ ‬كهذه‭ ‬ليس‭ ‬بإمكانها‭ ‬إثارة‭ ‬الحماسة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الجماهير‭ ‬ولن‭ ‬تحظى‭ ‬بدعم‭ ‬ماليٍ‭ ‬من‭ ‬الأغنياءب‭.‬

وتابع،‭ ‬اتطرف‭ ‬رجالنا‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬أساس،‭ ‬مسؤولٌ‭ ‬إلى‭ ‬حدٍ‭ ‬معين‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬الثقة‭ ‬الذي‭ ‬استيقظ‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬العرب؛‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬قلبي‭ ‬أي‭ ‬تعاطف‭ ‬تجاه‭ ‬التمسك‭ ‬الخطأ‭ ‬ببقايا‭ ‬جزءٍ‭ ‬من‭ ‬الحائط‭ -‬سور‭ ‬البراق‭- ‬واعتباره‭ ‬أمرًا‭ ‬مقدسًا‭ ‬قوميًا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يمس‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬بمشاعر‭ ‬أبناء‭ ‬المكان‭ ‬ب‭.‬

اليوم‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬فرويد‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬حق‭. ‬لذلك‭ ‬أخفى‭ ‬قادة‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬الرسالة‭ ‬لتوطين‭ ‬كل‭ ‬يهود‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬ولم‭ ‬يكشفوا‭ ‬عنها‭ ‬إلاّ‭ ‬بعد‭ ‬75‭ ‬سنة‭. ‬واليوم‭ ‬نرى‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬مصرة‭ ‬على‭ ‬تجاهل‭ ‬المحتوى‭ ‬العقلاني‭ ‬والذكي‭ ‬لهذه‭ ‬الرسالة،‭ ‬سامحة‭ ‬للمتطرفين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬بزعامة‭ ‬ناتنياهو‭ ‬بتزوير‭ ‬التاريخ،‭ ‬وطرد‭ ‬أصحاب‭ ‬الأرض‭ ‬لتوطين‭ ‬يهود‭ ‬قادمين‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬ب

الشاعر‭ ‬التونسي‭ ‬فهمي‭ ‬بلطي‭ : ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬المدني‭ ‬والعسكري

ا‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تفهم‭ ‬جيّدا‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬المدنيّ‭ ‬والعسكري‭ ..‬

المدنيّ‭ : ‬هو‭ ‬أنت‭ ‬حتّى‭ ‬وإن‭ ‬حملت‭ ‬السّلاح‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬الحرب،

العسكريّ‭ : ‬هو‭ ‬كائن‭ ‬بلا‭ ‬وجه،‭ ‬وُلد‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬المدفعيّة‭ ‬ببزّته‭ ‬وحذائه‭ ‬العسكريّين،‭ ‬لا‭ ‬يشرب‭ ‬القهوة‭ ‬في‭ ‬الصّباح،‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أم‭ ‬أو‭ ‬أب‭ ‬أو‭ ‬أبناء‭ ‬أو‭ ‬حبيبة،‭ ‬لا‭ ‬ينام،‭ ‬لا‭ ‬يتجوّل،‭ ‬لا‭ ‬يُفكّر،‭ ‬لا‭ ‬يضحك،‭ ‬لا‭ ‬يشرب،‭ ‬لا‭ ‬يحبّ‭ .. ‬له‭ ‬وظيفة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭. ‬فحين‭ ‬تقول‭ ‬المذيعة‭: ‬قُتل‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬عشرون‭ ‬قتيلا‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬أربعة‭ ‬مدنيّين،‭ ‬تنزعج‭ ‬أنت‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المدنيين‭ ‬وتفهم‭ ‬أنّ‭ ‬المسكوت‭ ‬عنه‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬الكائن‭ ‬صاحب‭ ‬الوظيفة‭ ‬عيْنها‭: ‬احترام‭ ‬بروتوكول‭ ‬الموت‭ ‬في‭ ‬نشرة‭ ‬الأخبار‭.‬ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

في مكتبة  «الصحافة اليوم»: كتاب tunisiables  نبش في أحوال التونسي وتقلباته لشكري الباصومي : حياتنا فقيرة قيميّا وحضاريّا وثقافيّا

في الصفحة 11 من كتابه “ tunisiables   نبش في أحوال التونسي وتقلّباته” الصادر حديثا عن دار …