كتّاب عرب يعلّقون على حرب الإبادة الجارية في فلسطين : كلّنا نجهّز لجنازات وفقدان ومصائب محتملة في ذهننا…كلّنا
كتب الشاعر التونسي معز ماجد معلّقا عمّا يحدث من إبادة جماعية بتزكية من ا العالم الحرب لمن بقي من شعب فلسطين في أرضه يقول : ا انها إبادة بتزكية من قتلة البارحة، هل تعتقدون أنّ هذا يكفّر عن جرائمكم؟ إنما هو ينضاف إليها ويؤكد همجيتكم!ب.ما يحدث غير مسبوق، المقاومة الفلسطينية بأسلحة بدائية ترجّ ا الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقةب، الدولة التي لا يفتأ الغرب عن القول أنّه يقتسم معها قيمه، قيم العالم الحرّ، مقصيا ابقيّة العالمب عن هذه الجنة الأخلاقية المفترضة، بعماء لا يطاق، يغفل عن واقعة أنّ المحرقة ارتكبتها ألمانيا الأنوار وكفّرت عن ذنبها بالسماح مع الغرب الأبيض المتحضر، لضحاياها القدامى بالتحوّل إلى جلادين همّج على شاكلة النازيين أبادوا شعبا كاملا وسلبوه أرضه. وعلى امتداد أكثر من 75 سنة لا يزال الغرب على نفس العماء الأخلاقي، مصرّا عليه كي لا يتحمّل مسؤوليته التاريخية في حلّ المعضلة اليهودية على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه. ولا حاجة هنا بالتذكير بالبديهيات: الحقّ في مقاومة آخر استعمار على هذه الأرض. الفلسطينيون أيضا بشر ولهم قيمهم وأطفالهم، يحبّون الموسيقى ولهم جدّات وأقارب ويرغبون حقّا في العيش عيشا وديعا على قسم ضئيل من أرضهم التاريخية.
هنا شهادات لكتاب عرب من تونس ومصر وفلسطين عن الإبادة التي تجري على مرآى ومسمع من العالم الحرّ وبتحريض مقزّز منه، جمعناها من صفحاتهم على المواقع الاجتماعية:
الكاتبة والناشطة النسوية الفلسطينية فرح البرقاوي : كلّنا نجهّز لجنازات وفقدان…كلّنا
ا أحبّاء كُثر في غزّة، أفراد من العائلة، أصدقاء وصديقات المدرسة، زميلات وزملاء، وعائلات صديقات وأصدقاء أعرفهم في الخارج، كلّهم أخلوا بيتوهم، والبعض دُمّرت بيوتهم بالفعل. وهناك من لم يُخلوا ولم يحذّرهم أحد ولم يتوقعوا الضربات.
لا تعرف الواحدة منا كم تحصي من الناس لتطمئن عليهم. كنت أسأل على صديقة فأخبرتني باستشهاد صبيّة نعرفها. التشرّد والدمار والموت في غزة ليس بعيدًا عن أحد.
لمن تسألنني ويسألونني، الحال سيء جدًا، كل من له حبيب وصديق في غزّة حالته أسوأ من السيء، كلّنا نجهّز لجنازات ونعوات وفقدان ومصائب محتملة في ذهننا.كلّنا.ب
الكاتب الفلسطيني محمود جودة : إلى أدفا الإسرائيلية !
ا جدتك يا أدفا قضت بيدها على حلم جدتي خضرة التي ماتت وهي بعمر الثمانين وصنعت مأساة ممتدة إلى اليوم.
جدتي خضرة يا اأدفاب كانت تحب هذه البلاد أكثر من جدتك بكثير لأنها مولودة فيها ولونها يشبه تمامًا لون ترابها واسمها خضرة وليس اياڤيب .
جدتي يا اأدفاب ماتت أمام عيني وقتها كنت طفلًا صغيرًا لا يعي معنى كلام الجدة وهي تنازع الروح وتقول وَدوني عَ الدار يومها لم أفهم مقصدها فقلت لها بسذاجة الأطفال:اأنت في الدار يا جدةب ثم عاودت جدتي كلامها بصوت محروق، وقتها وقعت في حيرة ورحت أنظر في عيون الحاضرين حتى جاءت عيني في عين أمي زكية التي كانت تحضن جدتي فقالت لي وهي تبكي:اجدتك قصدها الدار اللي في البلاد يمّة .
الدار هي الحلم الذي قضت عليه جدتك ياڤي التي وقعت أسيرة بيد اللاجئين التي قضت جدتك على أحلام أجدادهم قبل ٧٥ عاما.
اطمئني يا اأدفاب على الأغلب جدتك بخير وتأخذ علاجها بانتظام؛ ولو كانت جدتي على قيد الحياة ربما طبخت لها بعض الطعام وسألتها عن البلاد وبئر المياه وشجرة التُمير، نحن كرماء جدًا يا اأدفاب لكن جدتك كانت سارقة أحلام.
أتمنى أن تقرأي هذه الرسالة يا أدفا لتعلمي شيئا مهمًا: أنتِ تعيشين على أنقاض حُلم جدتي وحاضري ومستقبل أبنائي وسوف نعود للحقيقة موتى، أحياء، أرواح، صور، ذكريات، عائدون، طالعون من كل مكان، وفكرة، وقدرة بأمارة ما جاء بجدتك إلى غزة.
عائدون يا أدفا ليس شعارًا، بل يقينا ممتد اليهم من روح جدتي، إلى الروح التي ستخرج من رحم ابنتي بغداد ليمتدا اليقين فيصبح أطول من مدى الخلود، وأبعد من حدود الأبد.ب
الكاتب المصري شادي لويس بطرس: لم يعد من الممكن التظاهر بالثقة في المناعة البيضاء وأمانها المفترض
اصرخة القتال التي أطلقتها الحرب الأوكرانية في أوروبا، تتحفز نارها بشكل غريزي لتمتد إلى غزة وفي صور عقوبات جماعية يحمل وزرها كل الفلسطينيين. هذه لحظة تاريخية يشعر خلالها الغرب، وبالأخص أوروبا، باهتزاز عميق للثقة في النفس. لم تعد مكانة الغرب على قمة العالم مضمونة كما في الماضي. حرب مؤلمة وطويلة وغير مضمونة النتائج على أطراف أوروبا، أو يمكننا القول داخلها. لاجئون بيض وشقر بالملايين، واقتصاديات تعاني بشكل متواصل ولا أفق لتحسن قريب، تتفاقم الأزمة الديموغرافية لقارة تشيخ بوصول آلاف اللاجئين والمهاجرين عبر البحر وعلى الحدود وبلا توقف.
كان الصعود الصيني مسألة وقت بالنسبة للأمريكيين، وأصبح واقعا يثير هوسا عصابيا في واشنطن. أما أطراف العالم، فتفلت رويدا رويدا من البرازيل والهند إلى السعودية وغيرها. نظام العالم ما زال قائمًا بالطبع، لكن الجميع يدرك أن هذا لن يستمر لوقت طويل.
ولهذا، فإن الانهيار المفاجئ للحدود الغربية داخل الشرق الأوسط، ولو لساعات، جعل القلب الغربي المتوتر والمليء بالمرارة يرتجف. ثمة حرب تخوضها أوروبا الكبرى أو العالم الديموقراطي أو أيّا كانت التسمية، أو لنكون أكثر دقة، ثمة حروب يخوضها الآخرون بالنيابة عن الغرب.ب
الكاتب التونسي حسونة المصباحي: فرويد : الفطنة تقتضي تأسيس الوطن اليهودي في بلاد لا يثقلها التاريخ
ا في عام 1930 ارسل المشرفون على المشروع الصهيوني لتأسيس دولة في فلسطين رسائل إلى مشاهير اليهود يطلبون فيها دعمهم للمشروع المذكور. وكان فرويد من بين هؤلاء إلاّ أنه رفض هذه الفكرة رفضا مطلقا. وقد ظلت هذه الرسالة طيّ الكتمان حتى سنة 2005. وقد جاء فيها ما يلي:ا لا أعتقد أن فلسطين ستتحول إلى دولة يهودية، فالعالم المسيحي والإسلامي لن يكونا يومًا مستعدين لتسليم الأماكن المقدسة بالنسبة اليهم لتكون تحت إشرافٍ اليهود. أنا أعتقد أن الفطنة تقتضي تأسيس الوطن اليهودي في بلاد لا يثقلها التاريخ، ولكن أعلم أن وجهة نظر عقلانية كهذه ليس بإمكانها إثارة الحماسة في صفوف الجماهير ولن تحظى بدعم ماليٍ من الأغنياءب.
وتابع، اتطرف رجالنا الذي لا يستند إلى أي أساس، مسؤولٌ إلى حدٍ معين عن غياب الثقة الذي استيقظ في صفوف العرب؛ ليس في قلبي أي تعاطف تجاه التمسك الخطأ ببقايا جزءٍ من الحائط -سور البراق- واعتباره أمرًا مقدسًا قوميًا على نحو يمس بشكل سلبي بمشاعر أبناء المكان ب.
اليوم يتضح أن فرويد كان على حق. لذلك أخفى قادة المشروع الصهيوني الرسالة لتوطين كل يهود العالم في فلسطين، ولم يكشفوا عنها إلاّ بعد 75 سنة. واليوم نرى كل الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ما تزال مصرة على تجاهل المحتوى العقلاني والذكي لهذه الرسالة، سامحة للمتطرفين الإسرائيليين بزعامة ناتنياهو بتزوير التاريخ، وطرد أصحاب الأرض لتوطين يهود قادمين من جميع أنحاء العالم.ب
الشاعر التونسي فهمي بلطي : الفرق بين المدني والعسكري
ا في الحرب عليك أن تفهم جيّدا الفرق بين المدنيّ والعسكري ..
المدنيّ : هو أنت حتّى وإن حملت السّلاح وشاركت في الحرب،
العسكريّ : هو كائن بلا وجه، وُلد من رحم المدفعيّة ببزّته وحذائه العسكريّين، لا يشرب القهوة في الصّباح، ليس له أم أو أب أو أبناء أو حبيبة، لا ينام، لا يتجوّل، لا يُفكّر، لا يضحك، لا يشرب، لا يحبّ .. له وظيفة واحدة على وجه الأرض. فحين تقول المذيعة: قُتل اليوم في الحرب عشرون قتيلا من بينهم أربعة مدنيّين، تنزعج أنت قليلا من أجل المدنيين وتفهم أنّ المسكوت عنه هو ذلك الكائن صاحب الوظيفة عيْنها: احترام بروتوكول الموت في نشرة الأخبار.ب
في مكتبة «الصحافة اليوم»: كتاب tunisiables نبش في أحوال التونسي وتقلباته لشكري الباصومي : حياتنا فقيرة قيميّا وحضاريّا وثقافيّا
في الصفحة 11 من كتابه “ tunisiables نبش في أحوال التونسي وتقلّباته” الصادر حديثا عن دار …