2023-10-13

الى أن يهدأ الغُبار… في حسابات الحرب وحدها غزة الضحيّة

سبعة‭ ‬أيام‭ ‬مضت‭ ‬منذ‭ ‬باغتت‭ ‬حماس‭ ‬إسرائيل‭ ‬والعالم‭ ‬بعمليات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬اعادت‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكثيرين‭ ‬ذكريات‭ ‬السبعينات‭ ‬ويوم‭ ‬العبور‭ ‬العظيم‭.‬

انتشى‭ ‬كثيرون‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬فهذه‭ ‬اول‭ ‬مرة‭ ‬تنتقل‭ ‬فيها‭ ‬المعركة‭ ‬الى‭ ‬قلب‭ ‬إسرائيل‭ ‬لتكشف‭ ‬حقيقة‭ ‬الكذبة‭ ‬التي‭ ‬روجتها‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭ ‬وتنسف‭ ‬هيبة‭ ‬دولة‭ ‬تدعي‭ ‬انها‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقهر‭ ‬صاحبة‭ ‬الجيش‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقهر‭.‬

مضى‭ ‬أسبوع‭ ‬تقريبا‭ ‬منذ‭ ‬شاهد‭ ‬العالم‭ ‬صور‭ ‬الطائرات‭ ‬الشراعية‭ ‬وهي‭ ‬تتسلل‭ ‬للداخل‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ومع‭ ‬تتالي‭ ‬الاحداث‭ ‬بدا‭ ‬كثيرون‭ ‬يبحثون‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬وأهدافه‭ ‬فما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬حرب‭ ‬اعدت‭ ‬لها‭ ‬العدة‭ ‬جيدا‭ ‬ووضعت‭ ‬لها‭ ‬السيناريوهات‭ ‬وقرئت‭ ‬لها‭ ‬الحسابات‭.‬

وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬تطورات‭ ‬الميدان‭ ‬تهاطلت‭ ‬التحاليل‭ ‬والقراءات‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬فالبعض‭ ‬ذهب‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬استخباراتي‭ ‬إسرائيلي‭ ‬والبعض‭ ‬الاخر‭ ‬أشار‭ ‬الى‭ ‬تورط‭ ‬ايران‭ ‬ووقوفها‭ ‬خلف‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬وراي‭ ‬ثالث‭ ‬تبنى‭ ‬النظرية‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ليس‭ ‬الا‭ ‬ضربة‭ ‬قاسية‭ ‬لمسار‭ ‬التطبيع‭ ‬وخصوصا‭ ‬للمسار‭ ‬الذي‭ ‬أعلنت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬انها‭ ‬توشك‭ ‬على‭ ‬الانتهاء‭ ‬منه،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أفاض‭ ‬كثيرون‭  ‬النقاش‭ ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬إيرانية‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬الخليجية‭ ‬رغم‭ ‬المصالحة‭ ‬المعلنة‭ ‬قبل‭ ‬اشهر‭ ‬في‭ ‬إيقاف‭ ‬قطار‭ ‬التمدد‭ ‬السعودي‭ ‬إقليميا‭ ‬ودوليا‭ ‬والذي‭ ‬استمد‭ ‬قوته‭ ‬من‭ ‬موقعها‭ ‬الجديد‭ ‬بعد‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭.‬

أصوات‭ ‬أخرى‭ ‬ذهبت‭ ‬لتعداد‭ ‬الخاسرين‭ ‬والرابحين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬تداعياتها‭ ‬الى‭ ‬أمريكا‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬ان‭ ‬انتخاباتها‭ ‬القادمة‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬بمنأى‭ ‬عنها‭ ‬خصوصا‭ ‬وان‭ ‬اتهامات‭ ‬كثيرة‭ ‬يواجهها‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬بالتواطؤ‭ ‬والتساهل‭ ‬مع‭ ‬ايران‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬موجهي‭ ‬هذه‭ ‬الاتهامات‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الطامح‭ ‬للعودة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لادارة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭.‬

أصوات‭ ‬أخرى‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬تعداد‭ ‬الخاسرين‭ ‬والرابحين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬اشارت‭ ‬الى‭ ‬نهاية‭ ‬مرتقبة‭ ‬لمسيرة‭ ‬الرجل‭ ‬الأكثر‭ ‬بقاء‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬بنيامين‭ ‬ناتنياهو‭ ‬ارجل‭ ‬الامنب‭ ‬كما‭ ‬يلقب‭ ‬هناك‭ ‬والذي‭ ‬سيكون‭ ‬اول‭ ‬من‭ ‬سيدفع‭ ‬فاتورة‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬لكنها‭ ‬لفتت‭ ‬إلى‭ ‬انه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬سيسددها‭ ‬فمعه‭ ‬قد‭ ‬تعجل‭ ‬احداث‭ ‬غزة‭ ‬برحيل‭ ‬عباس‭ ‬وسلطته‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬ثبت‭ ‬انها‭ ‬سلطة‭ ‬اعاجزة‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬لهاب‭.‬

كيفما‭ ‬تم‭ ‬توزيع‭ ‬زوايا‭ ‬النظر‭ ‬والتحليل‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬تظل‭ ‬جميع‭ ‬السيناريوهات‭ ‬مفتوحة‭ ‬والى‭ ‬ان‭ ‬يهدا‭ ‬الغبار‭ ‬تظل‭ ‬وحدها‭ ‬تطورات‭ ‬الميدان‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬او‭ ‬الأسابيع‭ ‬وربما‭ ‬الأشهر‭ ‬القادمة‭ ‬المحدد‭ ‬الرئيسي‭ ‬لصحتها‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬لكن‭ ‬الاستنتاج‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬الجزم‭ ‬بصحته‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬غزة‭ ‬هي‭ ‬الضحية‭ ‬الوحيدة‭ ‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭.‬

منذ‭ ‬سبعة‭ ‬أيام‭ ‬وبعد‭ ‬ان‭ ‬استفاقت‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬البهتة‭ ‬التي‭ ‬اصابتها‭ ‬صارت‭ ‬إبادة‭ ‬غزة‭ ‬وسكانها‭ ‬هدفها‭ ‬الوحيد‭ ‬والاوحد‭ ‬لحفظ‭ ‬ماء‭ ‬الوجه‭ ‬ورد‭ ‬الاعتبار‭ ‬لدولة‭ ‬تدّعي‭ ‬انها‭ ‬الأقوى‭.‬

منذ‭ ‬نحو‭ ‬أسبوع‭ ‬بات‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬يواجهون‭ ‬الاف‭ ‬الاطنان‭ ‬من‭ ‬القنابل‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تلك‭ ‬المحرمة‭ ‬دوليا‭ ‬وحيدين‭ ‬وقد‭ ‬قطع‭ ‬عنهم‭ ‬الدواء‭ ‬كما‭ ‬الماء‭ ‬كما‭ ‬الاكل‭ ‬لتحصي‭ ‬غزة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ساعة‭ ‬تمر‭ ‬شهداءها‭.‬

من‭ ‬سجن‭ ‬إلى‭ ‬مقبرة‭ ‬هكذا‭ ‬يراد‭ ‬لغزّة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وهناك‭ ‬يراد‭ ‬لسكانها‭ ‬ان‭ ‬يدفنوا‭ ‬وتدفن‭ ‬معهم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بتواطؤ‭ ‬بل‭ ‬وبتزكية‭ ‬من‭ ‬أسياد‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يتوانون‭ ‬ولا‭ ‬يفوتون‭ ‬فرصة‭ ‬لتذكير‭ ‬الجميع‭ ‬بأنهم‭ ‬الاوصياء‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬والديمقراطية‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

عام من الحرب:  غزة مقبرة الشهداء ومقبرة المبادئ الدولية

عام بالتمام والكمال على بداية الحرب في غزة كان الهجوم المباغت فجر ذلك اليوم الحدث الأبرز ا…