الى أن يهدأ الغُبار… في حسابات الحرب وحدها غزة الضحيّة
سبعة أيام مضت منذ باغتت حماس إسرائيل والعالم بعمليات غير مسبوقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي اعادت بالنسبة لكثيرين ذكريات السبعينات ويوم العبور العظيم.
انتشى كثيرون بما حدث فهذه اول مرة تنتقل فيها المعركة الى قلب إسرائيل لتكشف حقيقة الكذبة التي روجتها لعقود طويلة وتنسف هيبة دولة تدعي انها القوة التي لا تقهر صاحبة الجيش الذي لا يقهر.
مضى أسبوع تقريبا منذ شاهد العالم صور الطائرات الشراعية وهي تتسلل للداخل الإسرائيلي ومع تتالي الاحداث بدا كثيرون يبحثون في أسباب ما وقع وأهدافه فما يحدث اليوم في غزة ليس سوى حرب اعدت لها العدة جيدا ووضعت لها السيناريوهات وقرئت لها الحسابات.
وبعيدا عن تطورات الميدان تهاطلت التحاليل والقراءات لما يحدث فالبعض ذهب للحديث عن عمل استخباراتي إسرائيلي والبعض الاخر أشار الى تورط ايران ووقوفها خلف كل هذا المخطط وراي ثالث تبنى النظرية التي تؤكد ان ما حدث في غزة ليس الا ضربة قاسية لمسار التطبيع وخصوصا للمسار الذي أعلنت المملكة العربية السعودية انها توشك على الانتهاء منه، وفي هذا الصدد أفاض كثيرون النقاش والحديث عن رغبة إيرانية في اطار الصراع مع المملكة الخليجية رغم المصالحة المعلنة قبل اشهر في إيقاف قطار التمدد السعودي إقليميا ودوليا والذي استمد قوته من موقعها الجديد بعد حرب أوكرانيا.
أصوات أخرى ذهبت لتعداد الخاسرين والرابحين في هذه الحرب التي وصلت تداعياتها الى أمريكا والتي من المؤكد ان انتخاباتها القادمة لن تكون بمنأى عنها خصوصا وان اتهامات كثيرة يواجهها الرئيس بايدن بالتواطؤ والتساهل مع ايران ومن بين موجهي هذه الاتهامات الرئيس السابق دونالد ترامب الطامح للعودة مرة أخرى لادارة البيت الأبيض.
أصوات أخرى وفي سياق تعداد الخاسرين والرابحين من هذه الحرب اشارت الى نهاية مرتقبة لمسيرة الرجل الأكثر بقاء في الحكم في إسرائيل بنيامين ناتنياهو ارجل الامنب كما يلقب هناك والذي سيكون اول من سيدفع فاتورة يوم 7 أكتوبر الماضي لكنها لفتت إلى انه لن يكون الوحيد الذي سيسددها فمعه قد تعجل احداث غزة برحيل عباس وسلطته بعد ان ثبت انها سلطة اعاجزة لا حول ولا قوة لهاب.
كيفما تم توزيع زوايا النظر والتحليل لما يحدث اليوم في فلسطين المحتلة تظل جميع السيناريوهات مفتوحة والى ان يهدا الغبار تظل وحدها تطورات الميدان خلال الأيام او الأسابيع وربما الأشهر القادمة المحدد الرئيسي لصحتها من عدمه لكن الاستنتاج الوحيد الذي يمكن الجزم بصحته هو ان غزة هي الضحية الوحيدة لكل هذه الحسابات.
منذ سبعة أيام وبعد ان استفاقت إسرائيل من حالة البهتة التي اصابتها صارت إبادة غزة وسكانها هدفها الوحيد والاوحد لحفظ ماء الوجه ورد الاعتبار لدولة تدّعي انها الأقوى.
منذ نحو أسبوع بات سكان غزة يواجهون الاف الاطنان من القنابل بما في ذلك تلك المحرمة دوليا وحيدين وقد قطع عنهم الدواء كما الماء كما الاكل لتحصي غزة مع كل ساعة تمر شهداءها.
من سجن إلى مقبرة هكذا يراد لغزّة أن تكون وهناك يراد لسكانها ان يدفنوا وتدفن معهم القضية الفلسطينية بتواطؤ بل وبتزكية من أسياد العالم الذين لا يتوانون ولا يفوتون فرصة لتذكير الجميع بأنهم الاوصياء على الحقوق والديمقراطية.
مع الأحداث : قمة المناخ بأذربيجان.. أي انتظارات في غياب كبار الملوثين؟
تحتضن أذربيجان قمة المناخ «كوب 29» من أجل بحث سياسات تحد من تأثير التغير المناخي خصوصا على…