«الطوفان» يكشف الوجه القبيح للإعلام الغربي : يكيل بمكيالين …ولا يتحرّى الحقيقة
ونحن نعيش على إيقاع ما يحدث في غزة المقاومة وعيوننا ترقب ما يحدث تحت سمائها ثمة حكايات أخرى تجدّ هنا وهناك لكنها تصبّ في خانة الحدث الكبير. من ذلك أن صحفية عربية تشتغل في مؤسسة إعلامية كبيرة لم تستطع أن تخفي تضامنها مع غزة فكتبت تدوينة متعاطفة فكان من زملائها في هذه المحطة إلا أن يناصبوها العداء ويكيلون لها أبشع النعوت والصفات متهمين إياها بالعنصرية ومعاداة السامية بل ودعم الإرهاب.
وإذا كانت هذه تفصيلة جدّت في الكواليس فإن ما يحدث تحت الأضواء وترصده عين الكاميرا لا يقل خطورة عن ذلك.
فالواضح أن الاصطفاف الغربي خلف الكيان الصهيوني لا اختلاف عليه بل يصعب علينا أحيانا حتى التنسيب فحتى الأصوات المختلفة نسبيا والتي لا تحمّل المقاومة وحدها مسؤولية ما يحدث تساوي بين الجلاد والضحية وتدعو الى وقف ما تسميه بـاالعنف المتبادلب بين حماس والجيش الإسرائيلي.
إذن هي ليست المرة الأولى التي يفتضح فيها أمر الإعلام الغربي ويبرز وجهه الحقيقي كخادم مطيع لدى اللوبيات الصهيونية المتحكمة في غرف الأخبار في كبريات المؤسسات الإعلامية.
وفـي هــذا يسـتـوي الأمـريـكان والأوروبيون ويجتمعون على كلمة واحدة وهي الدعم اللامشروط للكيان الصهيوني ويغمضون عيونهم عن جرائمهم في الماضي والحاضر.
وبالتأكيد هم مازالوا في دائرة المحرقة اليهودية أسرى عقدة الذنب التاريخية إزاء اليهود التي تحولت بفعل المصالح المتشابكة وعلى مرّ الزمن وتراكم الأحداث إلى دعم للصهيونية واعتبار إسرائيل الابن المدلل وتستوي هنا فرنسا مع الولايات المتحدة الأمريكية مع ألمانيا مع بريطانيا.
والمتابع اليوم لإعلام هذه الدول بغض الطرف عن خصوصيات كل مؤسسة إعلامية فإنها جميعا اجتمعت على إدانة المقاومة وكالت لها أبشع النعوت.. هنا نحن أمام إعلام لا يستحي أن يكيل بمكيالين وان يزيّف الحقيقة بل ويتجاوز كل مواثيق الشرف ويغفل عن الشرعية الدولية مقابل دعم هذا الكيان بكل ما أوتي من قوة.
والأكيد أن الغرب في مجمله وفي أيما وفاء لإرثه الاستعماري وقلة قليلة هي الأصوات الحرة التي تغرد خارج السرب والتي آلت على نفسها أن تكون وفية للأنسنة في معناها الكلي دون تفرقة أو تمييز. ولا ننسى أن التاريخ علّمنا أن أولئك الذين انتموا لقضايا التحرر في العالم قد أصبحوا أيقونات دون أن يفكر احد في أصولهم العرقية والدينية ومنهم من ناصب العداء للكيان الصهيوني ووقف بكل صرامة ضد تشريد الفلسطينيين رغم انه ينتمي الى الديانة اليهودية. وهناك رموز ثقافية انتمت إلى إرث الثورة الفرنسية ولم تحد عنها قيد أنملة. وهذا يطرح الكثير من الإشكاليات المتصلة بالنخب الثقافية والإعلامية الغربية وعلاقتها بالآخر المختلف عنها فكرا أو لغة أو دينا أو مصلحة وكيف تتعاطى معه.
واليوم مع طوفان غزة نشهد عودة هذه الإشكاليات من جديد وهي التي طرحت منذ برزت ظاهرة الاستعمار والتوسع للإمبراطوريات الأوروبية على حساب باقي الشعوب التي استعبدتها تحت يافطة تحريرها ونشر الحضارة والتمدن فيها.
ونرى كيف يلوي الإعلام الغربي عنق الحقيقة ويكيل بمكيالين بشكل واضح وصريح ودونما مواربة وهو يحاول توجيه الرأي العام في العواصم الغربية من أجل إدانة المقاومة الفلسطينية ووسمها بـاالإرهابب حتى أن هناك صورا وفيديوهات يدعون من خلالها أن حركة حماس تقتل الأطفال وهم يريدون إلصاق هذه التهمة بها لإبرازها في صورة متوحشة وفاقدة للإنسانية مستلهمين مما قامت به داعش وذلك لإحياء االاسلاموفوبياب في نفوس المتلقين من شعوبهم وإحالة على الخلفية الإيديولوجية لحركة حماس. رغم أننا أمام وقائع واضحة فهناك استعمار استيطاني وهناك كيان غاصب يبني المستوطنات على أراض فلسطينية ويدنّس مواقع مقدسة بالنسبة إلى المسلمين والمسيحيين على حد سواء. ومع ذلك يمعن الغرب بأبواقه الإعلامية التي اتخذت هذه الأيام طابعا دعائيا لا يختلف في شيء عن غوبلز.
اتّساقا مع الرهانات الوطنية والإقليمية والدولية : المضيّ بخطى ثابتة نحو أفق جديد
على الجميع ان يحثّ الخطى في الاتجاه الذي رسمه الشعب لبناء تاريخ جديد … هذه الجملة هي…